الجواب الاجمالي:
بذل المخالفون أقصى جهودهم لردّ الاستدلال بهذه الآية في مقام الإمامة، لاعتبارها أقوى دليل من القرآن، تارة بنفي نزولها في أمير المؤمنين، وتارة بتأويل معنى الولاية في الآية، لكن يتضح وبكل بساطة للملم بقواعد اللغة ومعاني الألفاظ بطلان ما استدل به القوم
الجواب التفصيلي:
هناک بعض الشبهات فیما یتعلق بآیة الولایة ونشیر هنا الیها:
أ: ان المراد من الولایة فی الآیة لیس الأولى بالتصرف کما هو الظاهر، وانما المراد هو المحبة، والعون والدلیل على ذلک هو القرائن المذکورة قبل وبعد آیة الولایة.
ینبغی أن نقول فی جواب هذه الشبهة:
اولاً: ان هذه الآیات لم تنزل دفعة واحدة کی یستلزم الأمر أن یکون جمیعها فی سیاق واحد.
ثانیاً: تکون الآیات بمعنا واحد عندما لا یکون هناک مانع لذلک، فی حین ان فی سیاق هذه الآیة هناک مانع وهو: اذا کان المراد من الولایة فی هذه الآیة الحب، والنصرة، فلا یکون الحصر فیها صحیحاً، لأن الحب، والنصرة لا تختص بمجموعة من المؤمنین وبالصفات المذکورة فی الآیة وانما تشمل جمیع المؤمنین.
ب: اذا کانت الآیة تختص بالامام علی (علیه السلام) فلماذا استعمل فیها صیغة الجمع؟
ینبغی أن نقول فی جواب هذه الشبهة:
اولاً: هناک فی القرآن الکریم بعض الأمثلة التی جاءت فیها الخطاب بصیغة الجمع ولکن المراد مفرد، نحو آیة المباهلة الذی عبر فیها بـ "نسائنا" فی حین ان المرأة الوحیدة التی کانت تصطحب النبی (صلى الله علیه وآله) فی تلک الواقعة هی بنته السیدة فاطمة (علیها السلام). وهناک أمثلة کثیرة استعمل فیها العرب الجمع لإرادة الواحد، واستعمال ضمیر الجمع فی هذه الحالة من أجل تعظیم مکانة الامام علی (علیه السلام).
ثانیاً: یشیر الزمخشری فی الکشاف الى نقطة أخرى فی هذا الخصوص، وهی: جاء الخطاب فی الآیة بضمیر الجمع لأجل أن یبین للمؤمنین ان سجیة وسیرة المؤمنین ینبغی أن تکون کذلک کی یرغب الآخرین للتأسی بها. وان لا یغفلوا عن أحوال الفقراء والمساکین، ولا یتباطؤوا فی هذا الخصوص حتى لو کانوا منشغلین بأداء الصلاة.
ج: قیل ان السهم الذی أصاب رجل الامام علی (علیه السلام) أخرج أثناء أداءه للصلاة وهو فی حالة من الخشوع والتوجه نحو الله جلّ وعلا، ولذا لم یلتفت الامام الى ذلک، وعلى ما تقدم فکیف التفت الامام الى السائل أثناء أداءه للصلاة؟
ینبغی أن نقول فی جواب هذه الشبهة:
ان الالتفات للسائل أثناء أداء الصلاة لیس توجه لغیر الله تعالى. فان الامام حتى أثناء التفاته للسائل کان متجهاً لله تعالى ولم یغفل عنه فی لحظة من اللحظات، والتوجه لله نفسه هو العامل الاساسی فی عدم تغافل امیر المؤمنین (علیه السلام) عن السائل، وأن یؤدی واجبه الألهی أزاءه بأحسن صورة ممکنة.
لا يوجد تعليق