الجواب الاجمالي:
إن الصلاة من الله تعالى تختلف عن الصلاه من غيره، فمنه عزّ وجلَّ هبة وعطاء، ومن غيره طلب وتوسل، وهذا ما نجده في صلاة الملائكة وصلاة المؤمنين فكلّ ما ورد في معنى صلاتهم لا يخرج عن هذا الإطار، وهو الطلب والتوسل من الله تعالى أن يفيض على من يصلّون عليه بما يشاء أن يفيض عليهم
ثم إنّ الله تعالى سبق المؤمنين في الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله وأمرهم أن يقتدوا به، فيصلّوا عليه، لما له عليهم من فضل وحقّ عظيم، فكيفية الصلاة المأمور بها بإجماع الأحاديث المبينة لكيفية الصلاة وبشهادة الكثير من علماء أهل السنة هي الكيفية الجامعة للآل مع النبي صلّى الله عليه وآله، وأن الآل جزءٌ من الكيفية الواجبة وليس جزءاً مستحباً أو زيادة كمال
ثم إنّ الله تعالى سبق المؤمنين في الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله وأمرهم أن يقتدوا به، فيصلّوا عليه، لما له عليهم من فضل وحقّ عظيم، فكيفية الصلاة المأمور بها بإجماع الأحاديث المبينة لكيفية الصلاة وبشهادة الكثير من علماء أهل السنة هي الكيفية الجامعة للآل مع النبي صلّى الله عليه وآله، وأن الآل جزءٌ من الكيفية الواجبة وليس جزءاً مستحباً أو زيادة كمال
الجواب التفصيلي:
ان الصلاة على أفضل المخلوقین عمل یرضی الله، وقد سبق الله تعالى الآخرین فی ذلک، وأمر ملائکته ان یصلون علیه، کما قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ یا أَیُّها الَّذینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلیماً)(1).
ان ذکر الصلوات فی کل زمان وفی جمیع الحالات أمر مستحب، وتأمر الآیة بالصلوات على النبی (صلى الله علیه وآله) من دون أخذ قید زمانی أو مکانی فی ذلک، لا سیما عندما یسمع المرء أثناء الأذان، أو قراءة القرآن أسمه، أو یجری على لسانه.
ونقل کیفیة الصلوات النبی (صلى الله علیه وآله) فی حدیث عبد الرحمن بن لیلى، عن کعب بن عجزة، عن نبی الإسلام المکرم فی أصح کتب الحدیث من منظور اهل السنة، حیث نشیر هنا الى بعضه:
فقال: سألنا رسول الله (صلى الله علیه وآله) فقلنا یا رسول الله کیف الصلاة علیکم أهل البیت فإن الله علمنا کیف نسلم؟ قال :قولوا: اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ عَلى آلِ مُحَمَّد، کَما صَلَّیْتَ عَلى إِبْراهیمَ وَ عَلى آلِ إِبْراهیمَ إنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ، اللّهُمَّ بارِکْ عَلى مُحَمَّد وَعَلى آلِ مُحَمَّد کَما بارَکْتَ عَلى إِبْراهیمَ وَ آلِ إِبْراهیمَ إِنَّکَ حَمیدٌ مَجیدٌ(2)
وینجلی من الحدیث المذکور وجوب ذکر "آل محمد" عند الصلوات کی تکون الصلوات کاملة، ومطابقة لطلب رسول الله (صلى الله علیه وآله).
ینقل ابن حجر الهیثمی عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) أنه قال: "لا تصلوا علیّ صلاة بتراء، فقالوا : وما الصلاة البتراء ؟ قال : تقولون : اللهم صل على محمد وتسکتون بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد"(3).
(ومن هذا المنطلق فان صلوات الشیعة هی صلوات کاملة وتتطابق مع روایات صحیح البخاری وهو أصح کتب حدیث أهل السنة). ومن الأفضل ان نذکر بعد الصلوات جملة: «کما صلّیت على إبراهیم و آل إبراهیم»، ولکن فی بعض الأوقات وذلک للاختصار یترک ذکر هذه الجملة، کما اکتفى رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی الروایة الثانیة بعدم ذکرها.
ویمکننا القول ان جملة «کما صلّیت على إبراهیم و آل إبراهیم» لیست جزءاً من الصلوات، وانما هی تقریب لفکرة الصلوات التامة وغیر البتراء، وبمعنى آخر أی کما تصلون على ابراهیم وآله صلوا على محمد وآله، ولا تفرقوا بینه وبین آله(4).
لا يوجد تعليق