الجواب الاجمالي:
إن الأحادیث الدالة على کون الخلفاء بعده (صلى الله علیه وآله) إثنا عشر قد اشتهرت من طرق کثیرة، فبشرح الزمان وتعریف الکون والمکان، علم أن مراد رسول الله (صلى الله علیه وآله) من حدیثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بیته وعترته (علیهم السلام)، إذ لا یمکن أن یحمل هذا الحدیث على الخلفاء بعده من أصحابه، لقلتهم عن اثنی عشر، ولا یمکن حمله على ملوک بنی أمیة لزیادتهم على اثنی عشر
الجواب التفصيلي:
أشار رسول الله (صلى الله علیه وآله) إلى الأئمة الإثنى عشر وبالصفات التالیة:
ـ لا یزال الاسلام عزیزاً إلى اثنى عشر خلیفة.
ـ لا یزال الاسلام عزیزاً وعالیاً الى اثنى عشر خلیفة.
ـ لا یزال امر الدین قائما حتى تقوم الساعة وتکون علیهم اثنى عشر خلیفة.
ـ لا یزال أمر هذه الأمة عالیاً على من ناواهم إلى اثنى عشر خلیفة.
ـ لا یزال أمر هذه الأمة هادیاً حتى یکون علیکم اثنى عشر أمیر.
ـ لا یزال الناس بخیر الى اثنى عشر خلیفة.
لقد اختلف شرّاح الحدیث فی تحدید مصادیق الأئمة کما ان الأحادیث التی یسوقونها لیست مقعنة وغیرشافیة، ما عدا الذی رواه القندوزی عن بعض المحققین حیث قال: إن الأحادیث الدالة على کون الخلفاء بعده (صلى الله علیه وآله) إثنا عشر قد اشتهرت من طرق کثیرة، فبشرح الزمان وتعریف الکون والمکان، علم أن مراد رسول الله (صلى الله علیه وآله) من حدیثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بیته وعترته (علیهم السلام)، إذ لا یمکن أن یحمل هذا الحدیث على الخلفاء بعده من أصحابه، لقلتهم عن اثنی عشر، ولا یمکن حمله على ملوک بنی أمیة لزیادتهم على اثنی عشر، ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزیز، ولکونهم غیر بنی هاشم، لان النبی (صلى الله علیه وآله) قال " کلهم من بنی هاشم " فی روایة عبد الملک عن جابر، وإخفاء صوته (صلى الله علیه وآله) فی هذا القول یرجح هذه الروایة، لأنهم لا یحسنون خلافة بنی هاشم، ولا یمکن حمله على ملوک بنی العباس لزیادتهم على العدد المذکور، ولقلة رعایتهم الآیة ( قل لا أسألکم علیه أجرأ إلا المودة فی القربى ) وحدیث الکساء، فلا بد من أن یحمل هذا الحدیث على الأئمة الاثنی عشر من أهل بیته وعترته (علیهم السلام) لأنهم کانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم، وأعلاهم نسبا، وأفضلهم حسبا، وأکرمهم عند الله، وکانت علومهم عن آبائهم متصلا بجدهم (صلى الله علیه وآله) وبالوراثة واللدنیة، کذا عرفهم أهل العلم والتحقیق وأهل الکشف والتوفیق. ویؤید هذا المعنى أی أن مراد النبی (صلى الله علیه وآله) الأئمة الاثنا عشر من أهل بیته (علیهم السلام) ویشهده ویرجحه حدیث الثقلین، والأحادیث المتکثرة المذکورة فی هذا الکتاب وغیرها. وأما قوله (صلى الله علیه وآله): " کلهم تجتمع علیهم الأمة " فی روایة عن جابر بن سمرة فمراده (صلى الله علیه وآله) أن الأمة تجتمع على الاقرار بامامة کلهم وقت ظهور قائمهم المهدی (علیه السلام)»(1)
إن الصفات المذکورة فی الروایات لا تتحقق فی أحد من الأمة الإسلامیة الا فی الأئمة الإثنى عشر المعروفین لدى الشیعة والسنة، لا سیما ان الرویات تدل على عدم خلو الأرض منهم إلى یوم قیام الساعة، والإمام المهدی المنتظر (علیه السلام) هو آخر الأئمة، وظهوره من علامات اقتراب قیام الساعة ویوم القیامة.
وإذا ما أردفنا هذه الروایات بروایات کثیرة أخرى والتی تتحدث عن الأئمة الإثنى عشر، یتولد لدى المرء الیقین من ان المراد من الأئمة الإثنى عشر لیس إلا من یعترف الجمیع ـ صدیقاً کان أو عدواً، وبعیداً کان أو قریباً، ـ بفضائلهم، وورعهم، وعلمهم، ومعرفتهم، وحلمهم، وصبرهم، ودرایتهم، وکفاءتهم، وهم:
علی بن أبی طالب (علیه السلام)، والحسن بن علی (علیه السلام)، والحسین بن علی (علیه السلام)، وعلی بن الحسین (علیه السلام)، ومحمد بن علی (علیه السلام)، وجعفر بن محمد (علیه السلام)، وموسى بن جعفر (علیه السلام)، وعلی بن موسى (علیه السلام)، ومحمد بن على (علیه السلام)، وعلی بن محمد (علیه السلام)، والحسن بن محمد (علیه السلام) والمهدی المنتظر (علیه السلام)، الذی سیملئ الله تعالى بظهوره العالم عدلاً وقسطاً بعد ما ملئت ظلماً وجورا(2) صلوات الله وتحیاته وسلامه علیهم أجمعین(3)
لا يوجد تعليق