الجواب الاجمالي:
هناك من الموروث العلمي لأئمة أهل البيت عليه السلام ما يسطع عالياً في سماء المعرفة الإسلامية :
1- مصحف الإمام علي
2- نهج البلاغة
3- الصحيفة السجادية
4- رسالة الحقوق للإمام السجاد
5- رسالة الامام الهادی
الجواب التفصيلي:
کان للإمام علی (علیه السلام) مصحفاً متمیزاً وهو من إملاء النبی (صلى الله علیه وآله) وخط علی (علیه السلام) وقد حفظه أهل البیت (علیهم السلام)، وقد نقل فی موارد متعددة ما جاء فیه من احادیث ومواضیع مختلفة. وذکر الشیخ حر العاملی فی کتابه الحدیثی (الوسائل) احادیث المصحف حسب الابواب الفقهیة من کتاب الطهارة الى الدیات ویمکن المراجعة الیه.
وعندما سئلوا الامام الصادق (علیه السلام) عن «الجامعة» قال: «فیه ما یحتاجون الیه الناس ما على الأرض شیء یحتاجون إلیه إلا وهو فیه حتى أرش الخدش.» ان مصحف علی (علیه السلام) ینبوع أحادیث أهل البیت وقد ورثوه واحداً تلو الآخر ورووا عنه واستدلوا به للإجالة على أسئلة السائلین.
عن حمران بن أعین عن أبی جعفر (علیه السلام) قال أشار إلى بیت کبیر وقال: یا حمران ان فی هذا البیت صحیفة طولها سبعون ذراعا بخط علی واملاء رسول الله ولو ولینا الناس لحکمنا بینهم بما انزل الله لم نعد ما فی هذه الصحیفة(1)
الثانی: نهج البلاغة
یعدّ نهج البلاغة من أعرق وأشهر الکتب لدى الشیعة وأهل السنة ویتضمن خطب، ورسائل، وقصار الحکم للامام علی بن ابی طالب (علیه السلام). وقد جمعه السید شریف الرضی (المتوفى 406 هـ). وبما ان أحادیث نهج البلاغة واضحة فی انتسابها لعلی (علیه السلام)، حذف الرضی اسانید الاحادیث واکتفى بذکر نصها. وأکمل البعض ما نقله السید الرضی حیث استخرجوا عدداً کبیراً من الخطب والرسائل للامام علی (علیه السلام)، وکما اهتمّ البعض الآخر بإستخراج أسانید نهج البلاغة عن الکتب التی سبق تألیفها السید الرضی. قیل فی نهج البلاغة أنها: دون کلام الخالق وفوق کلام المخلوق.
الثالث: الصحیفة السجادیة
ان الکتاب المعروف بالصحیفة السجادیة أو زبور آل محمد هو من تجلیات علوم أهل البیت (علیهم السلام) اللامعة فی مفاصل التاریخ. ویصل سنده بشکل متواتر للإمام زین بن العابدین (علیه السلام). وبالإضافة الى ترابط أسانید الکتاب، فإنه یتمتع بفصاحة الالفاظ، وبلاغة المعانی، وکمال المضمون. ویعتبر أنواع الثناء، والحمد والعبودیة لله، والطرق السامیة فی طلب العفو والکرم الالهی والتوسل بالله تعالى المذکورة فی هذا الکتاب دلیل دامغ على صحة انتسابه للامام زین العابدین (علیه السلام). والى جانب شهرة الکتاب غیر القابلة للانکار وعدد اسانیده المتصلة بأصحاب تلک الاحادیث، فقد روى الرواة الثقات بأسانید متعددة ومتصلة بالامام زین العابدین (علیه السلام) ذلک الکتاب(2)
الرابع: رسالة الحقوق
للإمام السجاد (علیه السلام) رسالة معروفة بعنوان «رسالة الحقوق». وقد روى الصدوق بسند معتبر الرسالة فی کتاب "الخصال" کما رواها حسن بن شعبة فی کتاب "تحف العقول"، وهی من الرسائل المهمة للتعریف بأنواع الحقوق المتعلقة بالعبد نحو: حق الله على العبد، وحق الإنسان على نفسه، وحق أعضاءه کلسانه وأذنیه، وعینیه، ورجلیه، ویدیه، وبطنه، و.. ویشیر بعد ذلک الامام الى الحقوق الأعمالیة نحو الصلاة، والحج، والصدقة، والقربان والتی تصل الى خمسین حقاً وآخرها هو حق الذمّة.
الخامس: رسالة الامام الرضا (علیه السلام) فی الفرائض والسنن
طبقاً لروایة المحدثین، أوفد المأمون فضل بن سهل للإمام الرضا (علیه السلام) وقال له: أحب أن تکتب لی رسالة جامعة فی الحلال والحرام والواجبات والمستحبات، لأنک حجة الله على الناس وینبوع المعرفة. طلب الامام الرضا (علیه السلام) حبر وورق وقال لفضل اکتب: بسم الله الرحمن الرحیم «تکفینا شهادة وحدانیة الله الغنی الذی لیس له شریک ولا ولد» وردت هذه الرسالة فی کتاب «تحف العقول»(3)
السادس: رسالة الامام الهادی (علیه السلام)
روى المحدثون عن الامام الهادی علی بن محمد (علیه السلام) رسالة فی الردّ على دعاة الجبر والتفویض وإثبات العدل الإلهی ومفهوم الأمر بین أمرین (بین الجبر والتفویض) من ضمنهم ابن شعبة الحرانی فی کتاب تحفول العقول(4)
کتبت جمیع الرسائل المتقدمة على ید الأئمة (علیهم السلام)، ونکتفی بذکر ما تقدم لمراعاة الإختصار. وإما فیما یتعلق بما رواه أهل الحدیث وألفوه فی طوال قرون عدیدة عن الأئمة (علیهم السلام) فنشیر هنا الى بعضها:
السابع: أربعمائة کتاب لأربعمائة مؤلف
لقد اهتمّ أئمة أهل البیت (علیهم السلام) بتربیة مجموعة عظیمة من الفقهاء والمحدثین. وهؤلاء الفقهاء بدورهم جمعوا تراث الأئمة فی کتبهم المعروفة بـ "أربعمائة مصنف". إن بعض تلک المصنفات وصلت إلینا بشکل کامل، إلا إن محتواه نقل الى الکتب التی ألفت فیما بعد على ید علماء الشیعة، نحو: کتاب «المحاسن» لأحمد بن محمد بن ابی خالد البرقی (المتوفى 274 هـ )، و«نوادر الحکمة» لمحمد بن احمد الأشعری القمی (المتوفى 293 هـ )، و«کتاب الجامع» لاحمد بن البزنطی (المتوفى 221 هـ )، و«کتاب الثلاثین» للحسن والحسین إبنی سعید بن حمّاد الأهوازی. هذه المؤلفات من نتاج المرحلة الأولى. ویجدر بالذکر الاشارة الى الکتب المؤلفة فی المرحلة الثانیة، نحو: «الکافی» للکلینی (المتوفى 329 هـ )، و«من لا یحضره الفقیه» للصدوق (المتوفى 381 هـ )، و«التهذیب» و«الاستبصار» للشیخ الطوسی (المتوفى 460 هـ ). ویمکن الاشارة الى مجموعة مؤلفات المرحلة الأخیرة، نحو: کتاب «الوافی» لمحمد بن محسن الفیض الکاشانی (المتوفى 1091 هـ ) و«وسائل الشیعة» للحرّ العاملی (المتوفى 1104 هـ ) و«بحار الانوار» لمحیی الحدیث المرحوم العلامة المجلسی، (المتوفى 1110 هـ ).
وتحوی هذه الکتب علوم أهل البیت (علیهم السلام) فی المجالات المتنوعة، ومن یرغب فی التمسک بالثقلین فإن کتاب الله موجود وسنة رسول الله (صلى الله علیه وآله) التی رواها أئمة أهل البیت عنه بین أیدی الراغب.
والنقطة التی یجدر ذکرها هنا هی: إذا کان أئمة أهل البیت معصومون عن الذنب حسب ما یصریح به القرآن الکریم وإنهم القرین للقرآن (طبقاً لنص حدیث الثقلین) والمرجع العلمی بعد وفاة النبی (صلى الله علیه وآله)، ومع الأوصاف السامیة التی یتحلون بها، فلماذا غفل أخواننا من أبناء السنة عن الرجوع الیهم، وتخلفوا عن رکوب سفینة أهل البیت (علیهم السلام) والاستفادة من أنوارهم کی ینجوا بذلک عن الغرق؟(5)
لا يوجد تعليق