الجواب الاجمالي:
إنّ للنبي عناية وافرة بتعريف أهل البيت، حيث قام بتعريفهم بطرق مختلفة، كما أنّ للمحدّثين وأهل السير والتاريخ عناية كاملة بتعريف أهل بيت نبيه في مواضع مختلفة حسب المناسبات التي تقتضي طرح هذه المسألة
كل ذلك يعرب عن أنّ الرأي العام بين المسلمين في تفسير أهل البيت هم بنت النبي وصهره وولداهما الحسن والحسين(عليهم السلام)، وانّ القول بأنّ المقصود منهم زوجاته كان قولاً شاذاً متروكاً ينقل ولا يعتنى به، كما قام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتعريف أهل البيت بطرق ثلاثة:
1. صرّح بأسماء من نزلت الآية في حقّهم حتى يتعين المنزول فيه باسمه ورسمه.
2. قد أدخل جميع من نزلت الآية في حقّهم تحت الكساء، ومنع من دخول غيرهم، وأشار بيده إلى السماء وقال: «اللّهم إنّ لكل نبي أهل بيت وهوَلاء أهل بيتي».
3. كان يمر ببيت فاطمة عدة شهور، كلّما خرج إلى الصلاة فيقول: الصلاة أهل البيت: (إنَّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) .
الجواب التفصيلي:
إن أحادیث النبی (صلى الله علیه وآله) فی هذا الخصوص تکشف عن معالم الحقیقة. وقد اهتم النبی (صلى الله علیه وآله) أهتماماً بالغاً قلّ نظیره فیما یتعلق بتعریف أهل البیت، وعرّف أهل البیت بطرق عدة.
وکما أبدى المحدثون والمفسرون اهتماماً بالغاً وفی مناسبات کثیرة وفی أمکان متعددة للتعریف بآل النبی (صلى الله علیه وآله). وقد اهتم الشعراء المسلمین والمخلصین فی طوال القرون اهتماماً واضحاً فی مجال بیان فضائل اهل البیت والتعریف بهم وذکر اسمائهم، حیث یتجلى من خلال کل ما تقدم الإجماع على ان الآیة نزلت فی حق عترة النبی (صلى الله علیه وآله) الطاهرة. ویشیر ما تقدم إلى ان الإتجاه العام لدى المسلمین فی مسألة أهل البیت هو القول الأول، وما یذکر من ان المقصود بها نساء النبی (صلى الله علیه وآله) قول ضعیف ومتروک، ولیس له قیمة علمیة. ولم ینکر هذه الحقیقة الجلیة الا من یکنّ شبه العداوة، والمعارضة لأهل البیت.
ولقد عرّف رسول الله (صلى الله علیه وآله) أهل البیت عن طرق ثلاث، هی:
1. التصریح بأسماء من نزلت الآیة فی حقهم، لتحدید مورد النزول بالإسم، والصفات.
2. أدخل النبی (صلى الله علیه وآله) أهل البیت تحت الکساء، ومنع الآخرین من الدخول، ثم أخرج یده من تحت الکساء وأومأ بها نحو السماء، وقال: «اللهم إن لکل نبی أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بیتی»، وسیأتی الحدیث عن ذلک.
3. أن النبی (صلى الله علیه وآله) کان یمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج الى الصلاة ویقول: الصلاة یا أهل البیت، إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا»(1).
الف. التصریح بأسمائهم
یروی الطبری عن أبو سعید الخدری أن رسول الله (صلى الله علیه وآله) قال: أنزلت هذه الآیة فی خمسة فیّ وفی علی وحسن وحسین وفاطمة(2).
ب. ادخالهم تحت الکساء
أدخل النبی (صلى الله علیه وآله) أهل بیته تحت الکساء. ویروی الطبری عن أم سلمة أنها قالت: کان النبی (صلى الله علیه وآله) فی بیتی، وفی البیت علی، وفاطمة، والحسن والحسین (علیهم السلام). فجئت لهم بطعام فأکلوا وناموا. فأخذ النبی (صلى الله علیه وآله) فضل الکساء فغشاهم به ثم قال: « اللهم هؤلاء أهل بیتی وخاصتی فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا»(3)
ج. تحدیدهم بتلاوة آیة التطهیر بباب بیتهم
لا يوجد تعليق