الجواب الاجمالي:
كانت فاطمة الزهراء(ع) قد حلّت في أوسع مكان من قلب أبيها (ص) ووقعت في نفسه الشريفة أحسن موقع.
فكان النبي يحبها حباً لا يشبه محبة الآباء لبناتهم، إذ كان الحب مزيجاً بالاحترام والتعظيم، فلم يعهد من أي أبٍ في العالم ما شوهد من الرسول تجاه السيدة فاطمة الزهراء.
ولم يكن ذلك منبعثاً من العاطفة الأبوية فحسب، بل كان الرسول ينظر إلى ابنته بنظر الإكبار والإجلال وذلك لما كانت تتمتع به السيدة فاطمة من المواهب والمزايا والفضائل، ولعله (ص) كان مأموراً باحترامها وتجليلها فما كان يَدَعُ فرصة أو مناسبة تمرّ به إلاّ وينوّه بعظمة ابنته، ويشهد بمواهبها ومكانتها السامية عند الله تعالى وعند الرسول (ص).
الجواب التفصيلي:
ان السیدة فاطمة الزهراء (علیها السلام) بنت النبی الاکرم (صلى الله علیه وآله) وکوثر الفیض الإلهی الذی ردّ بها الله تعالى شماتة أعداء النبی (صلى الله علیه وآله) الذین کانوا یصفونه بلا عقب ولا ذریة، وأنزل سورة الکوثر، حیث قال تعالى: (إِنّا أَعْطَیْناکَ الْکَوْثَرَ...). وکانت سیدة نساء العالمین تتمتع بمکانة مرموقة لدى النبی (صلى الله علیه وآله) حتى قال فی حقها: «فاطمة بَضعةٌ مِنّى، فَمن اَغضبها فقد اَغْضَبنى»(1). ومن یغضب النبی (صلى الله علیه وآله) فقد أذّاه ومن أذّاه فله عذاب ألیم، قال الله تعالى: «والذین یؤذون رسول الله لهم عذاب الیم.»(2)
وفی روایة أخرى شدد النبی (صلى الله علیه وآله) على ان غضب ورضى السیدة فاطمة الزهراء (علیها السلام) موجب لغضب ورضى الله تعالى حیث قال: «یا فاطمة! إن الله یغضب لغضبک ویرضى لرضاک»(3)
ویدل هذا على المقام الرفیع التی تتمع به السیدة الزهراء (علیها السلام)، وکون غضبها ورضاها معیاراً للغضب والرضى الإلهی، على عصمتها. وبما ان الله تعالى عادل وحکیم فلا ینال غضبه الا الکفار والمذنبین، وهو لا یرضى الا عن المؤمن والمطیع. وفی ظل هذه الکرامة أصبحت السیدة فاطمة على لسان النبی (صلى الله علیه وآله) سیدة نساء العالمین: عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) أنه قال لفاطمة (علیها السلام): أما ترضین أن تکونی سیدة نساء العالمین وسیدة نساء المؤمنین وسیدة نساء هذه الأمة؟»(4)
ومع ان السیدة الزهراء (علیها السلام) معصومة ولا تقترف ذنباً إلا أنها لیست نبیة، وذلک لأن لا تلازم بین مقام النبوة والعصمة. والدلیل على ذلک ان السیدة مریم کانت معصومة حسب تصریح القرآن الکریم (إِنَّ اللهَ اصْطَفاکِ وَطَهَّرَکِ وَاصْطَفاکِ عَلى نِساءِ الْعالَمِینَ)(5)، الا انها لم تکن نبیة. إن الاخبار عن طهارة السیدة المریم بعد اصطفائها من قبل الله تعالى إنما یدل على طهارتها من الذنوب ومخالفتها للشرک الحاکم فی عهدها واما بالنسبة الى عدم نبوتها فهذا واضح ولا یحتاج لدلیل، وطبقاً لما تقدم فإن بنت خاتم الانبیاء هی سیدة نساء العالمین وکالسیدة مریم طاهرة ومعصومة الا انها غیر نبیة(6)
لا يوجد تعليق