الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
إنّ القول بنزول الآیة فی آل الکساء لا توجد أیّ مشکلة فی سیاقها شریطة الوقوف على أُسلوب البلغاء فی کلامهم و خطاباتهم. فانّ من عادتهم الانتقال من خطاب إلى غیره ثمّ العود إلیه مرّة أُخرى.
قال صاحب المنار: إنّ من عادة القرآن أن ینتقل بالإنسان من شأن إلى شأن، ثمّ یعود إلى مباحث المقصد الواحد المرة بعد المرة (1)
و قد اعترف آلوسی بهذه الحقیقة عند بحثه فی آیة الولایة حیث قال ما هذا نصّه: الأصل عند أهل السنّة انّ الآیة تعتبر جزءاً من سیاقها إلّا إذا وردت القرینة على أنّها جملة اعتراضیة تتعلّق بموضوع آخر على سبیل الاستثناء، و هو اسلوب من أسالیب البلاغة عند العرب جاءت فی القرآن الکریم على مستوى الإعجاز(2)
وقال الإمام جعفر الصادق علیه السلام: «إنّ الآیة من القرآن یکون أوّلها فی شیء وآخرها فی شیء»(3)
فعلى سبیل المثال، انّه سبحانه یقول « فی سورة یوسف» حاکیاً عن العزیز انّه بعدما واجه الواقعة فی منزله قال: «إنّهُ مِن کَیْدِکُنَّ إنَّ کَیْدَکُنَّ عَظِیمٌ* یُوسُفُ أعْرِضْ عَنْ هذا و اسْتَغْفِرِی لِذَنبِکِ إنّکِ کُنتِمن الخاطِئین»(4)
ترى أنّ العزیز یخاطب زوجته بقوله: «إنّه من کیدکن» و قبل أن یفرغ من کلامه معها یخاطب یوسف بقوله: «یوسف أعرض عن هذا» ثمّ یرجع إلى الموضوع الأوّل، و یخاطب زوجته بقوله: «واستغفری لذنبکِ» فقوله: «یوسف أعرض عن هذا» جملة معترضة، وقعت بین الخطابین، و المسوّغ لوقوعها بینهما کون المخاطَب الثانی أحدَ المتخاصمین و کانت له صلة تامّة بالواقعة التی رفعت إلى العزیز.
و الضابطة الکلیة لهذا النوع من الخطاب هو وجود التناسب المقتضی للعدول من الأوّل إلى الثانی ثمّ منه إلى الأوّل، و هی موجودة فی الآیة فانّه سبحانه یخاطب نساء النبی بالخطابات التالیة:
1. «یا نِساءَ النَّبِىِّ مَن یَأْتِ، مِنکُنَّ بفاحِشَةٍ مُبیِّنَةٍ یُضاعَفْ لَها العَذَابُ ضِعْفَیْن»(5)
2. «یا نِساءَ النَّبِىِّ لَسْتُنَّ کَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إنِ اتّقَیْتُنّ»(6)
3. «و قَرْنَ فِی بُیُوتِکُنَّ ولَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّج الجَاهِلِیّةِ الأُولى»(7)
فعند ذلک صحّ أن ینتقل إلى الکلام عن أهل البیت الّذین أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهیراً، و ذلک لوجهین:
1- تعریفهن على جماعة بلغوا فی التورع و التقى الذروة العلیاء، و فی الطهارة عن الرذائل والمساوئ، القمةَ، و بذلک استحقوا أن یکونوا أُسوة فی الحیاة و قدوة فی مجال العمل، فیلزم علیهنّ أن یقتدین بهم، و یستضئن بنورهم.
2- کان النبی صلى الله علیه و آله و سلم محوراً للطائفتین المجتمعتین حوله صلى الله علیه و آله وسلم.
الأُولى: أزواجه و نساؤه.
الثانیة: بنته و زوجها و أولادها.
فالنبی صلى الله علیه و آله و سلم هو الرابط الذی تنتهی إلیه تلک المجموعتان، فنحن ننظر إلى کلّ طائفة مجرّدةً عن الأُخرى و لأجل ذلک نرى انقطاع السیاق، إذا فسرنا أهل البیت بفاطمة و زوجها و بنیها.
ولکن لما کان المحور للمجموعتین هو النبی صلى الله علیه و آله و سلم، والله سبحانه یتحدث فیما یرتبط بالنبی من بیوتٍ و أهلها، فعند ذلک تتراءى المجموعتان کمجموعة واحدة حول النبی و هو الرابط بینهما، فیعطى لکل جماعة حکمها فیتحدث عن نسائه بقوله: «یا أیّها النبی قل لأزواجک»؛ « یا نساء النبی من یأت»؛ «یا نساء النبی لستنّ»؛ الخ.
کما انّه یتحدث عن المجموعة الأُخرى الموجودة فی تلک الجماعة بقوله: «إنّما یرید اللَّه لیذهب عنکم».
فالباعث للجمع بین الطائفتین فی تلک المجموعة من الآیات و فی ثنایا آیة واحدة إنّما هو انتساب الکلّ إلى النبی (صلی الله علیه و آله و سلم) و حضورهما حوله، و لیس هناک أی مخالفة للسیاق(8)
قال صاحب المنار: إنّ من عادة القرآن أن ینتقل بالإنسان من شأن إلى شأن، ثمّ یعود إلى مباحث المقصد الواحد المرة بعد المرة (1)
و قد اعترف آلوسی بهذه الحقیقة عند بحثه فی آیة الولایة حیث قال ما هذا نصّه: الأصل عند أهل السنّة انّ الآیة تعتبر جزءاً من سیاقها إلّا إذا وردت القرینة على أنّها جملة اعتراضیة تتعلّق بموضوع آخر على سبیل الاستثناء، و هو اسلوب من أسالیب البلاغة عند العرب جاءت فی القرآن الکریم على مستوى الإعجاز(2)
وقال الإمام جعفر الصادق علیه السلام: «إنّ الآیة من القرآن یکون أوّلها فی شیء وآخرها فی شیء»(3)
فعلى سبیل المثال، انّه سبحانه یقول « فی سورة یوسف» حاکیاً عن العزیز انّه بعدما واجه الواقعة فی منزله قال: «إنّهُ مِن کَیْدِکُنَّ إنَّ کَیْدَکُنَّ عَظِیمٌ* یُوسُفُ أعْرِضْ عَنْ هذا و اسْتَغْفِرِی لِذَنبِکِ إنّکِ کُنتِمن الخاطِئین»(4)
ترى أنّ العزیز یخاطب زوجته بقوله: «إنّه من کیدکن» و قبل أن یفرغ من کلامه معها یخاطب یوسف بقوله: «یوسف أعرض عن هذا» ثمّ یرجع إلى الموضوع الأوّل، و یخاطب زوجته بقوله: «واستغفری لذنبکِ» فقوله: «یوسف أعرض عن هذا» جملة معترضة، وقعت بین الخطابین، و المسوّغ لوقوعها بینهما کون المخاطَب الثانی أحدَ المتخاصمین و کانت له صلة تامّة بالواقعة التی رفعت إلى العزیز.
و الضابطة الکلیة لهذا النوع من الخطاب هو وجود التناسب المقتضی للعدول من الأوّل إلى الثانی ثمّ منه إلى الأوّل، و هی موجودة فی الآیة فانّه سبحانه یخاطب نساء النبی بالخطابات التالیة:
1. «یا نِساءَ النَّبِىِّ مَن یَأْتِ، مِنکُنَّ بفاحِشَةٍ مُبیِّنَةٍ یُضاعَفْ لَها العَذَابُ ضِعْفَیْن»(5)
2. «یا نِساءَ النَّبِىِّ لَسْتُنَّ کَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إنِ اتّقَیْتُنّ»(6)
3. «و قَرْنَ فِی بُیُوتِکُنَّ ولَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّج الجَاهِلِیّةِ الأُولى»(7)
فعند ذلک صحّ أن ینتقل إلى الکلام عن أهل البیت الّذین أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهیراً، و ذلک لوجهین:
1- تعریفهن على جماعة بلغوا فی التورع و التقى الذروة العلیاء، و فی الطهارة عن الرذائل والمساوئ، القمةَ، و بذلک استحقوا أن یکونوا أُسوة فی الحیاة و قدوة فی مجال العمل، فیلزم علیهنّ أن یقتدین بهم، و یستضئن بنورهم.
2- کان النبی صلى الله علیه و آله و سلم محوراً للطائفتین المجتمعتین حوله صلى الله علیه و آله وسلم.
الأُولى: أزواجه و نساؤه.
الثانیة: بنته و زوجها و أولادها.
فالنبی صلى الله علیه و آله و سلم هو الرابط الذی تنتهی إلیه تلک المجموعتان، فنحن ننظر إلى کلّ طائفة مجرّدةً عن الأُخرى و لأجل ذلک نرى انقطاع السیاق، إذا فسرنا أهل البیت بفاطمة و زوجها و بنیها.
ولکن لما کان المحور للمجموعتین هو النبی صلى الله علیه و آله و سلم، والله سبحانه یتحدث فیما یرتبط بالنبی من بیوتٍ و أهلها، فعند ذلک تتراءى المجموعتان کمجموعة واحدة حول النبی و هو الرابط بینهما، فیعطى لکل جماعة حکمها فیتحدث عن نسائه بقوله: «یا أیّها النبی قل لأزواجک»؛ « یا نساء النبی من یأت»؛ «یا نساء النبی لستنّ»؛ الخ.
کما انّه یتحدث عن المجموعة الأُخرى الموجودة فی تلک الجماعة بقوله: «إنّما یرید اللَّه لیذهب عنکم».
فالباعث للجمع بین الطائفتین فی تلک المجموعة من الآیات و فی ثنایا آیة واحدة إنّما هو انتساب الکلّ إلى النبی (صلی الله علیه و آله و سلم) و حضورهما حوله، و لیس هناک أی مخالفة للسیاق(8)
لا يوجد تعليق