الجواب الاجمالي:
من
أراد أن یقف بشکل جلیّ على روّاد التشیّع فی کتب الرجال لأهل السنّة فیمکننا الإشارة إلى البعض منها أمثال:
1- الاستیعاب لابن عبد البرّ (ت 456 ه).
2- أُسد الغابة للجزری (ت 606 ه).
3- الإصابة لابن حجر (ت 852 ه).
وغیر ذلک من أُمّهات کتب الرجال المعروفة
الجواب التفصيلي:
إنّ لفیفاً من علماء الإمامیة و مفکّریها قاموا بإفراد العدید من المؤلّفات القیّمة و التی تناولت فی متونها بالشرح و التفصیل ما یتعلّق بروّاد التشیع الأوائل و دورهم فی تثبیت الأرکان العقائدیة للفکر الإسلامی الناصع، نذکر فی هذا المقام ما وقفنا علیه:
1- صدر الدین السیّد علیّ المدنی الحسینی الشیرازی، صاحب کتاب سلافة العصر فی محاسن الشعراء بکل مصر، و أنوار الربیع فی علم البدیع، و طراز اللغة، توفّی عام (1120 هـ) أفرد تألیفاً فی ذلک المجال أسماه ب «الدرجات الرفیعة فی طبقات الشیعة الإمامیة» خصَّ الطبقة الأُولى بالصحابة الشیعة، و خصَّص الباب الأوّل لبنی هاشم من الصحابة، و الباب الثانی فی غیرهم منهم. و قام فی الباب الأوّل بترجمة (23) صحابیّاً من بنی هاشم لم یفارقوا علیّاً قط، کما قام فی الباب الثانی بترجمة (46) صحابیّاً[1]
2- ذکر الشیخ محمّد حسین آل کاشف الغطاء فی کتابه «أصل الشیعة وأُصولها» أسماء جماعة من الصحابة الذین کانوا یشایعون علیّاً فی حلّه و ترحاله و قال- معلقاً على قول أحمد أمین الکاتب المصری: «و الحقّ أنّ التشیع کان مأوى یرجع إلیه کل من أراد هدم الإسلام»-: و نحن لولا محافظتنا على میاه الصفاء أن لاتتعکّر، و نیران البغضاء أن لاتتسعّر، و أن تنطبق علینا حکمة القائل: «لا تنه عن خلق و تأتی مثله» لعرّفناه من الذی یرید هدم قواعد الإسلام بمعاول الإلحاد و الزندقة، و من الذی یسعى لتمزیق وحدة المسلمین بعوامل التقطیع و التفرقة، و لکنّا نرید أن نسأل ذلک الکاتب: أیّ طبقة من طبقات الشیعة أرادت هدم الإسلام؟ هل الطبقة الأُولى وهم أعیان صحابة النبیّ وأبرارهم کسلمان المحمّدی أو الفارسی، و أبیذر، والمقداد، و عمّار، وخزیمة ذی الشهادتین، و ابن التیهان، وحذیفة ابن الیمان، و الزبیر، والفضل بن العبّاس، وأخیه الحبر عبد اللَّه، و هاشم بن عتبة المرقال، و أبیأیّوب الأنصاری، وأبان وأخیه خالد بن سعید بن العاص، وأُبیّ بن کعب سید القرّاء، وأنس بن الحرث بن نبیه، الذی سمع النبیّ یقول: «إنّ ابنی الحسین یقتل فی أرض یقال لها کربلاء، فمن شهد ذلک منکم فلینصره» فخرج أنس و قتل مع الحسین؟ راجع الإصابة والاستیعاب وهما من أوثق ما ألّف علماءُ السنّة فی تراجم الصحابة، و لو أردت أن أعدّ علیک الشیعة من الصحابة و إثبات تشیّعهم من نفس کتب السنّة لأحوجنی ذلک إلى إفراد کتاب ضخم[2]
3- کما أنّ الإمام السیّد عبد الحسین شرف الدین (1290- 1377 هـ) قام بجمع أسماء الشیعة فی الصحابة حسب حروف الهجاء، و قال: وإلیک- إکمالًا للبحث- بعض ما یحضرنی من أسماء الشیعة من أصحاب رسول اللَّه لتعلم أنّ بهم اقتدینا، و بهدیهم اهتدینا، و سأُفرد لهم- إن وفّق اللَّه- کتاباً یوضّح للناس تشیّعهم، و یحتوی على تفاصیل شؤونهم، و لعلّ بعض أهل النشاط من حملة العلم وسدنة الحقیقة یسبقنی إلى تألیف ذلک الکتاب، فیکون لی الشرف إذ خدمته بذکر أسماء بعضهم فی هذا الباب وهی على ترتیب حروف الهجاء.
ثمّ ابتدأ بأبی رافع القبطی مولى رسول اللَّه، وختمهم بیزید بن حوثرة الأنصاری، و لم یشر إلى شیء من حیاتهم، و إنّما ألقى ذلک على الأمل أو على من یسبقه من بعض أهل النشاط.
إلّا أنّه رحمه اللَّه ذکر ما یربو على المائتین من أسمائهم[3]
4- قام الخطیب المصقع الدکتور الشیخ أحمد الوائلی «حفظه اللَّه» بذکر أسماء روّاد التشیّع فی عصر الرسول فی کتابه «هویّة التشیّع» فجاء بأسماء مائة و ثلاثین من خُلَّص أصحاب الإمام من الصحابة الکرام، و قال بعد ذکره لتنویه النبیّ باستخلاف علیّ فی غیر واحد من المواقف:
و لا یمکن أن تمرّ هذه المواقف والکثیر الکثیر من أمثالها من دون أن تشد الناس لعلیّ، و دون أن تدفعهم للتعرف على هذا الإنسان الذی هو وصیّ النبیّ، ثمّ لابدّ للمسلمین من إطاعة الأوامر التی وردت فی النصوص، و الالتفاف حول من وردت فیه. ذلک معنى التشیّع الذی نقول إنّ النبیّ صلى الله علیه و آله هو الذی بذر بذرته، و قد أینعت فی حیاته، و عرف جماعة بالتشیّع لعلیّ و الالتفاف حوله، و للتدلیل على ذلک سأذکر لک أسماء الرعیل الأوّل من الصحابة الذین عرفوا بتشیّعهم للإمام علیّ[4]
5- آخرهم ولیس أخیرهم کاتب هذه السطور حیث قام مجیباً دعوة السیّد شرف الدین فألّف کتاباً باسم «الشخصیات الإسلامیة» فی ذلک المجال فی عدّة أجزاء، طُبع منه جزءان، و انتهینا فی الجزء الثانی إلى ترجمة أبی ذر (جندب بن جنادة) ذلک الصحابی العظیم، والکتاب باللغة الفارسیة، و نقله إلى العربیة الشیخ المحقّق البارع جعفر الهادی و طبع و نشر.
و أخیراً فإنّ من أراد أن یقف بشکل جلیّ على روّاد التشیّع فی کتب الرجال لأهل السنّة فإنّ هذا الأمر لیس بمتعسّر ولا بممتنع، والتی یمکننا الإشارة إلى البعض منها أمثال:
1- الاستیعاب لابن عبد البرّ (ت 456 ه).
2- أُسد الغابة للجزری (ت 606 ه).
3- الإصابة لابن حجر (ت 852 ه).
وغیر ذلک من أُمّهات کتب الرجال المعروفة[5]
لا يوجد تعليق