الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
قال سبحانه: « ذلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ کُلِّ شَیْءٍ فَاعْبُدُوهُ وهُوَ عَلى کُلِّ شَیْءٍ وَکیلٌ * لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وهُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ وهُوَ اللَّطیفُ الْخَبیرُ » (الأنعام/ 102- 103).
یتوقف استدلال نافی الرّؤیة بالآیة على البحث فی مرحلتین:
المرحلة الأُولى: فی بیان مفهوم الدرک لغة:
الدرک فی اللغة اللحوق والوصول ولیست بمعنى الرؤیة، ولو أُرید منه الرؤیة فإنّما هو باعتبار قرینیّة المتعلّق.
قال ابن فارس: الدرک له أصلٌ واحد (أی معنى واحد) وهو لحوق الشیء بالشیء ووصوله إلیه، یقال: أدرکت الشیء، أدرکه ادراکاً، ویقال: أدرک الغلام والجاریة إذا بلغا، وتدارک القوم: لحق آخرُهم أوّلهم، فأمّا قوله تعالى: «بَلْ ادَّارَکَ عِلْمُهُمْ فِی الْآخِرَةِ» (النمل/ 66) فهو من هذا، لأن علمهم أدرکهم فی الآخرة حین لم ینفعهم[1]
و قال ابن منظور مثله، وأضاف: ففی الحدیث «أعوذ بک من درک الشقاء» أی لحوقه، یقال: مشیتُ حتى أدرکتهُ، وعشتُ حتى أدرکتُه، وأدرکتُه ببصری أی رأیته[2]
إذا کان الدرک بمعنى اللحوق والوصول فله مصادیق کثیرة، فالادراک بالبصر التحاق من الرائی بالمرئی بالبصر، والادراک بالمشی، کما فی قول ابن منظور: مشیت حتى أدرکته، التحاق الماشی بالمتقدّم بالمشی، وهکذا غیره.
فإذا قال سبحانه: «لَاتُدْرِکُهُ الْأَبْصَارُ» یتعیّن ذلک المعنى الکلی (اللحوق والوصول) بالرؤیة، ویکون معنى الجملة أنه سبحانه تفرّد بهذا الوصف تعالى عن الرؤیة دون غیره.
المرحلة الثانیة: فی بیان مفهوم الآیتین:
أنه سبحانه لما قال: « وهُوَ عَلى کُلِّ شَیْءٍ وَکیلٌ » ربما یتبادر إلى بعض الأذهان انّه إذا صار وکیلًا على کلّ شیء، یکون جسماً قائماً بتدبیر الأُمور الجسمانیة، لکن یدفعه بأنه سبحانه مع کونه وکیلًا لکلّ شیء «لَا تُدْرِکُهُ الْأَبْصَارُ».
و عندما یتبادر من ذلک الوصف إلى بعض الأذهان أنه إذا تعالى عن تعلّق الأبصار فقد خرج عن حیطة الأشیاء الخارجیة وبطل الربط الوجودی الذی هو مناط الادراک والعلم بینه وبین مخلوقاته، یدفعه قوله: «وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصَارَ» ثم تعلیله بقوله: «وَهُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ» و«اللطیف» هو الرقیق النافذ فی الشیء و«الخبیر» من له الخبرة الکاملة، فإذا کان تعالى محیطاً بکلّ شیء لرقّته ونفوذه فی الأشیاء، کان شاهداً على کلّ شیء، لا یفقده ظاهر کلّ شیء وباطنه، ومع ذلک فهو عالم بظواهر الأشیاء وبواطنها من غیر أن یشغله شیء عن شیء أو یحتجب عنه شیء بشیء.
و بعبارة أُخرى أن الأشیاء فی مقام التصور على أصناف:
1- ما یَرى ویُرى کالانسان.
2- ما لا یَرى ولا یُرى کالاعراض النسبیة کالابوة والبنوة.
3- ما یُرى ولا یَرى کالجمادات.
4- ما یَرى ولا یُرى وهذا القسم تفرّد به خالق جمیع الموجودات بأنه یَرى ولا یُرى، والآیة بصدد مدحه وثنائه بأنه جمعَ بین الأمرین یَرى ولا یُرى لا بالشق الأول وحده نظیر قوله سبحانه: «فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ یُطْعِمُ وَلَا یُطْعَمُ» (الأنعام/ 14) ودلالة الآیة على أنه سبحانه لا یُرى بالأبصار بمکان من الوضوح[3]
یتوقف استدلال نافی الرّؤیة بالآیة على البحث فی مرحلتین:
المرحلة الأُولى: فی بیان مفهوم الدرک لغة:
الدرک فی اللغة اللحوق والوصول ولیست بمعنى الرؤیة، ولو أُرید منه الرؤیة فإنّما هو باعتبار قرینیّة المتعلّق.
قال ابن فارس: الدرک له أصلٌ واحد (أی معنى واحد) وهو لحوق الشیء بالشیء ووصوله إلیه، یقال: أدرکت الشیء، أدرکه ادراکاً، ویقال: أدرک الغلام والجاریة إذا بلغا، وتدارک القوم: لحق آخرُهم أوّلهم، فأمّا قوله تعالى: «بَلْ ادَّارَکَ عِلْمُهُمْ فِی الْآخِرَةِ» (النمل/ 66) فهو من هذا، لأن علمهم أدرکهم فی الآخرة حین لم ینفعهم[1]
و قال ابن منظور مثله، وأضاف: ففی الحدیث «أعوذ بک من درک الشقاء» أی لحوقه، یقال: مشیتُ حتى أدرکتهُ، وعشتُ حتى أدرکتُه، وأدرکتُه ببصری أی رأیته[2]
إذا کان الدرک بمعنى اللحوق والوصول فله مصادیق کثیرة، فالادراک بالبصر التحاق من الرائی بالمرئی بالبصر، والادراک بالمشی، کما فی قول ابن منظور: مشیت حتى أدرکته، التحاق الماشی بالمتقدّم بالمشی، وهکذا غیره.
فإذا قال سبحانه: «لَاتُدْرِکُهُ الْأَبْصَارُ» یتعیّن ذلک المعنى الکلی (اللحوق والوصول) بالرؤیة، ویکون معنى الجملة أنه سبحانه تفرّد بهذا الوصف تعالى عن الرؤیة دون غیره.
المرحلة الثانیة: فی بیان مفهوم الآیتین:
أنه سبحانه لما قال: « وهُوَ عَلى کُلِّ شَیْءٍ وَکیلٌ » ربما یتبادر إلى بعض الأذهان انّه إذا صار وکیلًا على کلّ شیء، یکون جسماً قائماً بتدبیر الأُمور الجسمانیة، لکن یدفعه بأنه سبحانه مع کونه وکیلًا لکلّ شیء «لَا تُدْرِکُهُ الْأَبْصَارُ».
و عندما یتبادر من ذلک الوصف إلى بعض الأذهان أنه إذا تعالى عن تعلّق الأبصار فقد خرج عن حیطة الأشیاء الخارجیة وبطل الربط الوجودی الذی هو مناط الادراک والعلم بینه وبین مخلوقاته، یدفعه قوله: «وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصَارَ» ثم تعلیله بقوله: «وَهُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ» و«اللطیف» هو الرقیق النافذ فی الشیء و«الخبیر» من له الخبرة الکاملة، فإذا کان تعالى محیطاً بکلّ شیء لرقّته ونفوذه فی الأشیاء، کان شاهداً على کلّ شیء، لا یفقده ظاهر کلّ شیء وباطنه، ومع ذلک فهو عالم بظواهر الأشیاء وبواطنها من غیر أن یشغله شیء عن شیء أو یحتجب عنه شیء بشیء.
و بعبارة أُخرى أن الأشیاء فی مقام التصور على أصناف:
1- ما یَرى ویُرى کالانسان.
2- ما لا یَرى ولا یُرى کالاعراض النسبیة کالابوة والبنوة.
3- ما یُرى ولا یَرى کالجمادات.
4- ما یَرى ولا یُرى وهذا القسم تفرّد به خالق جمیع الموجودات بأنه یَرى ولا یُرى، والآیة بصدد مدحه وثنائه بأنه جمعَ بین الأمرین یَرى ولا یُرى لا بالشق الأول وحده نظیر قوله سبحانه: «فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ یُطْعِمُ وَلَا یُطْعَمُ» (الأنعام/ 14) ودلالة الآیة على أنه سبحانه لا یُرى بالأبصار بمکان من الوضوح[3]
لا يوجد تعليق