الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
قد استدلّ لفیف من المحقّقین، بقوله سبحانه:« وَ لَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاءُوکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحِیماً» علی جواز زیارة قبر رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم)[1]
إنّ الآیة فی بدء النظر و إن کانت منصرفة إلى حیاة النبی الدنیویة و انّ على المؤمنین أن یطلبوا منه الاستغفار فی حقّهم، لکنّه انصراف بدْوی، لأنّ الدلیل قام على حیاة النبی بعد رحیله من الدنیا، و أنّه یسمع کلامنا و سلامنا و یردّ جواب سلامنا. و على هذا فالآیة غیر محدودة بحیاة النبی الدنیویة، و یشهد على ذلک فهم السلف الصالح للآیة، فقد أخرج الحاکم عن عبد الله بن مسعود (رضی الله عنه) قال: إنّ فی سورة النساء لخمس آیات ما یسرّنی أنّ لی بها الدنیاّ و ما فیها ـ و قد علمت أنّ العلماء إذا مروا بها یعرفونها ـ «إنّ اللهَ لا یَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّة وَإنْ تَکُ حَسَنَةً یُضاعِفْها وَ یُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أجْراً عَظیماً»[2] و«إن تَجْتَنِبُوا کَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَیِّئاتِکُمْ وَنُدْخِلْکُمْ مُدْخلاً کَریماً»[3] و«إنّ اللهَ لا یَغْفِرُ أنْ یُشْرَکَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ»[4] و«وَلَوْ أنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاءُوکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحِیماً»[5] و«وَمَنْ یَعْمَلْ سُوءاً أَوْ یَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ یَسْتَغْفِرِ اللهَ یَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِیماً»[6]
قال عبد الله: ما یسرّنی أنّ لی بها الدنیا وما فیها[7]
و وجه الدلالة هو أنّه لو کانت هذه الآیة محدّدة بحیاة النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) فقط، لَما صحّ لابن مسعود أن یقول: ما یسرّنی أن لی بها الدنیا وما فیها، لأنّ فیه إشارة إلى استمرارها بعد حیاة النبی (صلى الله علیه وآله وسلم)، لأنّه قال ذلک بعد رحلته (صلى الله علیه وآله وسلم).
قال الشوکانی: احتجّ القائلون بأنّها مندوبة بقوله تعالى: (وَ لَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاءُوکَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ)، و وجه الاستدلال بها أنّه (صلى الله علیه و آله وسلم) حیّ فی قبره بعد موته، کما فی حدیث ( الأنبیاء أحیاء فی قبورهم ) و قد صحّحه البیهقی و ألّف فی ذلک جزءاً. قال الأُستاذ أبو منصور البغدادی: قال المتکلّمون المحقّقون من أصحابنا إنّ نبیّنا (صلى الله علیه وآله وسلم) حیّ بعد وفاته.
لا يوجد تعليق