الجواب الاجمالي:
حاول ابن تيمية بكلّ جهده، التلبيس، عن عمد، على نفسه، وعلى مقلّديه، وهو يتناول فضائل علي (ع) بالتكذيب، أو التشكيك، أو التهوين من قدْرها وخطرها، لكن ما جاء في حديث المنزلة أثبت لعلي (ع) جميع مناصب النبي (ص) إلاّ منصباً واحداً وهو النبوّة، وليس في الصحابة أحد من له عامّة مناصب النبي غير عليّ (ع). كما لم يحظ أحد ممّن استخلف علي المدينة بما حظي به الإمام علي، في هذا الموقف، من ثناء عاطر، ومنزلة فريدة من النبي (ص)، فالاستخلاف بهذا الوصف من خصائص علي (ع).
الجواب التفصيلي:
إنّ ابن تيمية عندما يرى أنّه لا يستطيع إنكار صحّة حديث من أحاديث فضائل علي(عليه السلام)، لاستقامة سنده وتضافره، يلجأ إلى القول بأنّ ما ورد في ذلك الحديث، هو من فضائل علي وليس من خصائصه.
ومن هذه الموارد ما رواه مسلم عن سعد بن أبي وقاص، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً، فقال: ما منعك أن تسبّ أبا التراب؟ فقال:
أمّا ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنّ له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلن أسبّه، لاَن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حُمر النعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول له ـ وقد خلفه في بعض مغازيه ـ فقال له علي: يا رسول الله خلَّفتَني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي؟».
وسمعته يقول يوم خيبر: «لأُعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله»، فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليّاً؛ فأُتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه.
ولمّا نزلت هذه الآية : فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكُمْ» دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً (عليهم السلام)، فقال: «اللهم هؤلاء أهلي»(1).
قال ابن تيمية: أمّا حديث مسلم فهذا حديث صحيح وفيه ثلاث فضائل لعلي لكن ليست من خصائص الأئمة ولا من خصائص علي، فإنّ قوله وقد خلّفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله تخلّفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله) صلى الله عليه وآله وسلم): «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي» ليس من خصائصه، فإنّه استخلف على المدينة غير واحد، ولم يكن هذا الاستخلاف أكمل من غيره.(2)
نقول: إنّ متن الحديث، هو أفضل دليل على أنّ ما ورد فيه يُعدّ من فضائله، ومن خصائصه أيضاً، وذلك لأنّ تلك المناقب لو لم تكن من خصائصه، فلماذا تمنى سعد أن يكون له مثل ذلك؟ أليس معنى ذلك أنّه لم يتفق لأحد من الصحابة تلك الفضائل الثلاث؟ وأوضح دليل على أنّ ما جاء في حديث المنزلة يعتبر من خصائص عليّ أنّه أثبت له جميع مناصبه إلاّمنصباً واحداً وهو النبوّة، وليس في الصحابة أحد من له عامّة مناصب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ النبوة ونزول الوحي، غير عليّ (عليه السلام).
نعم، لقد استخلف (صلى الله عليه وآله وسلم)على المدينة غير واحد، كما يقول ابن تيمية، ولكنْ لم يحظ أحد منهم بما حظي به الإمام علي، في هذا الموقف، من ثناء عاطر، ومنزلة فريدة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولهذا عدّت هذه الفضيلة من خصائص عليّ وحده، لا يشاركه فيها أحد، ولكنّ ابن تيمية لا يفقه هذا المعنى، أو لا يريد أن يفقهه، بعد أن شاء له سوء حظّه اتّباع من أعمى الله بصائرهم.(3) ومن هنا، حاول بكلّ جهده، التلبيس، عن عمد، على نفسه، وعلى مقلّديه، وهو يتناول فضائل علي بالتكذيب، أو التشكيك، أو التهوين من قدْرها وخطرها.(4)
والحاصل :
1- تمنّي سعد أن يكون له مثل تلك الفضائل الثلاث (ومنها ما جاء في حديث المنزلة)، و معنى ذلك أنّه لم يتفق لأحد من الصحابة تلك الفضائل الثلاث.
2- إنّ ما جاء في حديث المنزلة أثبت لعلي (عليه السلام) جميع مناصب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ منصباً واحداً وهو النبوّة، وليس في الصحابة أحد من له عامّة مناصب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ النبوة ونزول الوحي، غير عليّ (عليه السلام).
3- لم يحظ أحد ممّن استخلف علي المدينة بما حظي به الإمام علي، في هذا الموقف، من ثناء عاطر، ومنزلة فريدة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فالاستخلاف بهذا الوصف من خصائص علي (عليه السلام).
ومن هذه الموارد ما رواه مسلم عن سعد بن أبي وقاص، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً، فقال: ما منعك أن تسبّ أبا التراب؟ فقال:
أمّا ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنّ له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلن أسبّه، لاَن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حُمر النعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول له ـ وقد خلفه في بعض مغازيه ـ فقال له علي: يا رسول الله خلَّفتَني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي؟».
وسمعته يقول يوم خيبر: «لأُعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله»، فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي عليّاً؛ فأُتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه.
ولمّا نزلت هذه الآية : فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكُمْ» دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً (عليهم السلام)، فقال: «اللهم هؤلاء أهلي»(1).
قال ابن تيمية: أمّا حديث مسلم فهذا حديث صحيح وفيه ثلاث فضائل لعلي لكن ليست من خصائص الأئمة ولا من خصائص علي، فإنّ قوله وقد خلّفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله تخلّفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله) صلى الله عليه وآله وسلم): «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي» ليس من خصائصه، فإنّه استخلف على المدينة غير واحد، ولم يكن هذا الاستخلاف أكمل من غيره.(2)
نقول: إنّ متن الحديث، هو أفضل دليل على أنّ ما ورد فيه يُعدّ من فضائله، ومن خصائصه أيضاً، وذلك لأنّ تلك المناقب لو لم تكن من خصائصه، فلماذا تمنى سعد أن يكون له مثل ذلك؟ أليس معنى ذلك أنّه لم يتفق لأحد من الصحابة تلك الفضائل الثلاث؟ وأوضح دليل على أنّ ما جاء في حديث المنزلة يعتبر من خصائص عليّ أنّه أثبت له جميع مناصبه إلاّمنصباً واحداً وهو النبوّة، وليس في الصحابة أحد من له عامّة مناصب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ النبوة ونزول الوحي، غير عليّ (عليه السلام).
نعم، لقد استخلف (صلى الله عليه وآله وسلم)على المدينة غير واحد، كما يقول ابن تيمية، ولكنْ لم يحظ أحد منهم بما حظي به الإمام علي، في هذا الموقف، من ثناء عاطر، ومنزلة فريدة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولهذا عدّت هذه الفضيلة من خصائص عليّ وحده، لا يشاركه فيها أحد، ولكنّ ابن تيمية لا يفقه هذا المعنى، أو لا يريد أن يفقهه، بعد أن شاء له سوء حظّه اتّباع من أعمى الله بصائرهم.(3) ومن هنا، حاول بكلّ جهده، التلبيس، عن عمد، على نفسه، وعلى مقلّديه، وهو يتناول فضائل علي بالتكذيب، أو التشكيك، أو التهوين من قدْرها وخطرها.(4)
والحاصل :
1- تمنّي سعد أن يكون له مثل تلك الفضائل الثلاث (ومنها ما جاء في حديث المنزلة)، و معنى ذلك أنّه لم يتفق لأحد من الصحابة تلك الفضائل الثلاث.
2- إنّ ما جاء في حديث المنزلة أثبت لعلي (عليه السلام) جميع مناصب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ منصباً واحداً وهو النبوّة، وليس في الصحابة أحد من له عامّة مناصب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ النبوة ونزول الوحي، غير عليّ (عليه السلام).
3- لم يحظ أحد ممّن استخلف علي المدينة بما حظي به الإمام علي، في هذا الموقف، من ثناء عاطر، ومنزلة فريدة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فالاستخلاف بهذا الوصف من خصائص علي (عليه السلام).
لا يوجد تعليق