الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
إن دراسة الأوضاع والأحوال آنذاك كانت تحكي عن أن أي خطوة حادة ستثير ردة فعل المنصور وحكومته، وهي لا تصب في مصلحة الإمام الكاظم (عليه السلام)، وعلى ذلك فقد سعى الإمام إلى الاستمرار في برنامج والده العلمي حيث أسس جامعة إسلامية ـ وإن كانت أصغر من مدرسة والده ـ اهتم من خلالها بتربية تلامذة أجلاء وعلماء أصحاب فضل ومعرفة.
روى «السيد بن طاووس»: انه كان جماعة من خاصة أبي الحسن موسى عليه السلام من أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه، ومعهم في أكمامهم ألواح أبنوس لطاف وأميال، فإذا نطق أبو الحسن عليه السلام بكلمة أو أفتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك(1).
وكتب «السيد أمير علي»: توفى الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) سنة 148 هـ في المدينة، ولكن لم تعطّل مدرسته وإنما حافظت على ازدهارها بقيادة خليفته وابنه الإمام موسى الكاظم(عليه السلام)(2).
ولم يكن موسى بن جعفر(عليه السلام) محطّ أنظار العلماء في المسائل العلمية فقط وإنما كان محلّ احترام الخواص والعوام في الفضائل الأخلاقية والصفات الإنسانية السامية، حتى أن جميع العلماء الذين تعرفوا على حياة الإمام العظيمة انحنو تجليلاً وتعظيماً لعظمة شخصيته الأخلاقية.
وقال «ابن حجر الهيتمي»، العالم والمحدث السني المشهور:
موسى الكاظم وارث علوم والده وصاحب فضل وكمال. لقب بالكاظم لعفوه ومسامحته وحلمه الكبير الذي ظهر منه، ولم يصل إليه في زمانه أحد في المعارف الإلهية والعلم والعفو(3)(4).
لا يوجد تعليق