إن موضوع الإرهاب يُعد تحدياً كبيراً في عصرنا الراهن[1] والإرهابيون اليوم يهددون المجتمع الدولي من دون أي سبب، حتى أننا نشهد هجماتهم التي تستهدف الأفراد المدنيين[2]. على الرغم من تهديد الإرهاب للأمن العالمي، لكن أزمة الإرهاب - في حد ذاتها - تسبب للمسلمين مشاكل وتحديات مضاعفة[3]؛ فإن أعداء الإسلام يبحثون عن ذريعة للقضاء عليه بوصفه عائقاً يقف في طريقهم[4]. لذلك، فإن موضوع الإرهاب هو أبرز وأهم الموضوعات بالنسبة لهم في عصرنا الراهن؛ في حين أن فئة قليلة - مثل الوهابية والمجاميع التكفيرية المتعصّبة والغريبة عن الإسلام - توفر لهم الذرائع للأسف[5] .
بالنظر إلى ما سبق، تتجلّى ضرورة البحث عن السبل الكفيلة بالتخلص من أزمة الإرهاب حسب رؤية سماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي(مد ظله)، واعتماد آرائه في مجال التصدّي للعنف والتطرّف والمجاميع الإرهابية والتكفيرية. وفيما يلي نستعرض أبرز معالم هذه الرؤى:
ضرورة كشف نفاق وازدواجية الغرب في الحرب على الارهاب
تُستخدم في عصرنا الراهن عبارات مثل الحرب على الإرهاب، وهي كلمة حق غالباً ما تتردد على ألسنة الحكام الظالمين في عصرنا، وهم يبتغون من ورائها الباطل، وأي منهم يمتلك مهارة أكبر في تحريف الحقائق والتبريرات الشيطانية، ينجح أكثر في تحقيق أهدافه غير المشروعة. وهنا، تتجلّى المسؤولية الجسيمة التي تقع على عاتق علماء الدين والعلماء المؤمنين في مختلف الأقوام والشعوب، يجب أن يمنحوا الناس المعرفة الكافية، وأن يرتقوا بمستوى الثقافة العامة، كي لا يتمكن الحكام المستبدون والمجاميع الإجرامية من ترديد كلمات الحق، وأن يبتغوا من ورائها باطلاً، وبالتالي يدعمون بها أركان حكوماتهم الاستبدادية[6] .
إننا نعلم أن أعداء الإسلام - وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل - يريدون عن طريق دعم هذه الجرائم الإرهابية أن يوقدوا نار الحرب الطائفية والمذهبية بين المسلمين[7] والعجيب في الأمر أن داعمي الإرهاب الحقيقيين يستمرون بممارسة الكذب، وقد وصف الرئيس الأمريكي إيران - عدة مرات - بأنها أخطر داعم للإرهاب، كم هو قبيح كل هذا الكذب! إننا ضحايا الإرهاب، ونقف في الصف الأول في التصدي له[8].
إن كذب القوى الغربية أدى إلى فقدان الثقة بهم حتى عند أصدقائهم[9] . وإن دعم بعض البلدان الغربية يعد أحد الأسباب الرئيسية لظهور المجاميع الإرهابية التكفيرية مثل داعش[10]. لا يتحلى تنظيم داعش والإرهابيون بصورة عامة بعدد كبير من الأفراد، وذلك وفقاً لما يقوله المطلعون في هذا المجال، لكن هذه المجاميع الإرهابية تحصل على دعم من جميع الجهات، لولا هذا الدعم لما كان القضاء على هؤلاء أمر مستصعباً[11].
في شرح هذا الموضوع يجب أن نقر بأن من عجائب الدهر أن يكون مؤسسو هذه المجاميع الإرهابية ممن يشجب الجرائم والفجائع التي ترتكبها هذه الفئات، إنهم في الواقع يستنكرون الأفعال التي قاموا بها[12]؛ فمن جهة ترسل أمريكا قواتها من أجل تدريب هؤلاء، ومن جهة أخرى تضع السعودية وبعض الدول الأخرى المال والسلاح تحت تصرف الإرهابيين. إن إسرائيل تدعمهم من جميع الجهات، وتركيا تشتري النفط الذي اغتصبوه وتدفع لهم المال؛ فإذا لم يتوفر هذا الدعم من المؤكد أنهم لن يتمكنوا من الصمود[13] .
من هذا المنطلق، يجب الانتباه إلى أن الأوربيين غير جديرين بالثقة، إنهم غير منطقيين، ولا يعملون وفقاً لقاعدة معينة، إنهم يتصرفون حسب أهوائهم، ولا يبالون بالآخرين[14] .
الآن، ومن أجل التغلب على هذا التحدي الكبير في عصرنا الراهن، يجب أن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، ويجب أن نعزز هذا التوجه، فإن إيران تقع على رأس الدول التي تحارب الإرهاب في العالم، لكن القوى الاستكبارية تسعى عن طريق حملاتها الدعائية إلى إظهار إيران بمظهر الداعم للإرهاب[15].
من هنا، إذا استطاع المسلمون أن يبنوا ماكنة إعلامية قوية، فسوف يتمكنون من الوصول إلأى الرأي العام العالمي، وسوف يكشفون الكثير من زيف دعايات الأعداء في موضوع الإرهاب ويحبطوا تأثيراتها[16] .
ضرورة التصدي لاستراتيجية الإرهاب الجيد والإرهاب السيء المشينة
لا شك في أنّ أمريكا المجرمة تحاول من خلال السيطرة على وضع المعايير في موضوع الإرهاب أن تجعل هذا التحدي يدور في مواجهة بين قطبين، وهي مشغولة الآن بفعل ذلك في أنحاء العالم. وهي لا تبالي أبداً بقرارات وقوانين مجلس الأمن والأمم المتحدة، وتقول صراحة: «سنقوم بكل ما يلزم من أجل ضمان مصالحنا، حتى لو رفضت الأمم المتحدة ذلك! إن مصالحنا هي التي تحدد أي المجاميع حول العالم إرهابية وأيها خارج قائمة المجاميع الإرهابية! مصالحنا تحدد أي البلدان في محور الشر وأي البلدان ليست كذلك!» [17] .
على سبيل المثال، حزب الله، يجب أن يصنّف كتنظيم إرهابي؛ لأنه يدافع عن بلاده ، أما الإرهابيون الذين يقتلون الأطفال والعجزة والنساء والرجال في سوريا، ويحولون المراكز العلمية ومنازل الناس إلى خرائب، فإنهم ليسوا بإرهابيين! ويجب أن تمد لهم يد العون بالسلاح والدعم! [18] .
وعلى هذا النحو، تدعم أمريكا المجاميع الإرهابية والمنافقين (مجاهدين خلق) وتمنحهم الجنسية الأمريكية، ولكن يجب أن نعلم أن هؤلاء يبغون مصالحهم الشخصية والمالية، وأن الحرب على الإرهاب والدفاع عن حقوق الإنسان لا تعنيهم في شيء، حتى أن من الممكن ان يمنحوا رؤوس الإرهاب في سوريا، العراق وأفغانستان الجنسية الأمريكية [19] .
لكن، على الرغم من الأنشطة الهدامة لوسائل الاعلام الغربية والصهيونية، فإن الستار يوف يزاح بكل تأكيد، وسوف يحكم التاريخ على ذلك، ومن المؤكد أن التاريخ سوف يدين أمريكا وحلفاءها مثل حكام السعودية، وتركيا وقطر الذين دعموا الإرهاب مع الداعمين الآخرين له [20] .
المقاومة هي الحل الرئيسي للقضاء على الإرهاب واضمحلاله
لا ريب في أنّ هدف أمريكا والعرب في دعمهم للغرب هو إسقاط الحكومة السورية، وتقطيع أوصال هذا البلد، وإضعاف محور المقاومة، وإن القوى الاستكبارية تحاول الوقوف بوجه المقاومة بطريقة غير مباشرة وأن تجعل المسلمين يقتتلون وتحرف المسلمين عن العداء تجاه إسرائيل نحو اتجاه آخر[21] .
لكن أهم سبل الحل في مواجهة هذه المقاربة المعادية من قبل القوى الغربية هي الطريقة التي اتبعها كل من إيران، وسوريا، والعراق وحزب الله عن طريق استراتيجية المقاومة [22] .
رفض التكفير علامة رفض الارهاب
في شرح هذا الموضوع يجب أن نقول: للأسف، إن ظاهرة التكفير المستهجنة والمذمومة هي المحصول السيء الذي جاء به الإسلام الوهابي السلفي، آخذاً معه أفكار الكثير من الأفراد في العالم نحو العنف، وقد أصبح اليوم ذريعة وشماعة لأعداء الإسلام، حتى أنهم في الكثير من البدان، قدموا المسلمين على أنهم «فئة من القتلة!». وبطبيعة الحال، فإن الدعاية الأمريكية المغرضة - لا سيما الصهيونية منها - لعبت دوراً كبيراً في هذا المجال، في حين أن الإسلام كان وما زال يحمل رسالة السلام والعدل والمحبة [23].
من هنا، فإن المجاميع التكفيرية هي أكبر كارثة تهدد الحياة البشرية في عصرنا الراهن، وبغض النظر عن الدين والقومية، حذّرنا من هذا الخطر منذ سنوات[24]. وبناء على ما سبق، يجب اليوم أن نعتبر أن داعش وليداً غير شرعي للوهابية المتطرفة، ويجب أن نواجه الأفكار التكفيرية والمجاميع المشابهة لداعش من الناحية الفكرية والعلمية.[25]
ومن الضروري اليوم أن نقول: إن السعوديين يطبعون أعداداً هائلة من المصاحف الشريفة، لكن السؤال الذي يجب أن نوجهه لهم هو: كم تفقهون من القرآن الكريم؟ هل يجوز لكم دعم الإرهابيين الذين يريقون دماء المسلمين بلا مبالاة؟[26] هل من الجائز دعم الإرهابيين وعديمي الشفقة والقتلة البعيدين عن الإسلام والإنسانية، ليزهقوا أرواح المسلمين ويريقوا دمائهم بلا مبالاة في سوريا، والعراق، واليمن وباقي البلدان الإسلامية؟.[27]
هؤلاء فئة مجرمة إرهابية وقاتلة، ولا تلتزم بأي من القوانين الإسلامية من دون أي شك. لم تنبثق أزمة الإرهاب من معتقدات الشيعة ولا من عقائد أهل السنة، بل إن الإرهاب التكفيري ثمرة مشؤومة للفكر والعقيدة الوهابية المتطرفة.[28]
بناء على هذا، يجب أن نبحث في الوهابية عن جذور كل هذه المصائب التي تسبب بها الإرهاب، لقد جلبوا مناهج النظام السعودي للمرحلة الابتدائية، وقد شاهدنا أنهم كتبوا علانية أن زائري القبور مشركون، وإن أرواحهم وأموالهم ودماءهم مباحة، وهذا يشمل الشيعة وأهل السنة؛ فإن أهل السنة يزورون القبور أيضاً.[29] لهذا، يجب أن نخاطب النظام السعودي بالقول: أنتم تستنكرون ذلك في حين أن مناهجكم الدراسية تعجّ بالتعاليم التكفيرية؟ أغلقوا أبواب هذه المدارس الخبيثة؛ لأنها تنشر تعاليم التكفير والإرهاب الخبيثة.[30]
من هنا، فإن داعش والنصرة، التنظيمان الارهابيان اللذان يقتلان المسلمين هما ثمرة شجرة الوهابية الخبيثة.[31]
دور علماء الإسلام الفريد في مواجهة الإرهاب
لا ريب في أن وجود داعش يصب في صالح الأمريكان والغربيين، ومن الطبيعي ألا يقضوا على شيء يعود عليهم بالمنفعة.[32] لكن، إذا تعرضت الأسس الفكرية الإرهابية التكفيرية لهجمة بمساعدة علماء الإسلام، فإن هذه المجاميع ستواجه مشكلة حقيقية في تجنيد الأعضاء والأنشطة الأخرى التي تقوم بها[33]. لذلك، يجب أن يدخل علماء الإسلام مضمار العمل، وأن يوجهوا النقد للأسس العقائدية الهزيلة التي يعتمد علها الإرهابيون التكفيريون؛ ألا وهي التعاليم الوهابية، ويجب أن يعلنوا بصوت عال أن أنشطتهم وممارساتهم لا تمت إلى الإسلام والقرآن بصلة.[34]
إلى متى يريد علماء العالم الإسلامي أن يلتزموا الصمت كي يُقدم الإسلام على يد هذه المجموعة بأنه «دين العنف»، فيقضوا على سمعة الإسلام والمسلمين، ويشككوا بالثقافة الإسلامية الزاهرة، ورحمة الإسلام وعطفه ومودته؟ ألم يحن موعد تشكيل مجلس من كبار علماء الإسلام ليفكروا بحل لهذا الموضوع.[35]
إذا كان البعض يعتقدون أن الإرهاب التكفيري يهدف إلى قتل الشيعة فقط، فإن حقائق جرائم المجاميع الإرهابية في العراق وسوريا أثبتت أنهم لا يفرقون بين سني وشيعي، يجب أن نخشى من اليوم الذي يقدمون فيه الإسلام والإرهاب في العالم على أنهما مفردتان مترادفتان[36]
من البديهي، لولا يقظة المرجعية الدينية، والعون الحقيقي الصريح الذي قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة الإرهاب وداعش، لما كنا نعلم كيف ستكون الأوضاع في العراق وسوريا اليوم؛ ولكن بفتوى المرجعية، وبدخول الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الخط، انقلب الموقف[37] . ومن ناحية أخرى، نأى المفكرون وعلماء أهل السنة بأنفسهم عن الإرهابيين، لكن علماء الوهابية فقدوا ماء وجههم بتصريحاتهم المتناقضة. ومن الأفضل ان يحافظوا على ماء وجههم وأن يتبرؤوا علنا من الفكر المتطرف والداعشي.[38]
بطبيعة الحال، سوف يدين التاريخ الإرهابيين وأولئك الذين يقتلون الشعب السوري البريء في المستشفيات، والمدارس والجامعات وغيرها، علماء مثل القرضاوي الذي أغلق عينيه عن رؤية الحقائق.[39]
إن علماء الوهابية أقاموا مؤتمراً تحت يافطة رفض التكفير ليقولوا أنهم بمعزل عن داعش، لكنهم شاركوا في قتل الشعب اليمني بأيدي حكام السعودية، وأعلنوا جواز استباحة دماء المسلمين اليمنيين، حتى أن المفتي الأعظم في السعودية أفتى بتكفير اليمنيين.[40] كيف يقوم من يسمي نفسه عالماً دينياً بإهمال الجذور، ويكتفي بالأحكام الظاهرية والسطحية؛ تيقنوا أن هذه الأمور سوف ترتد عليكم.[41]
الوحدة الإسلامية عنصر ضروري للقضاء على الارهاب
يجب أن نعلن في بيان ضرورة وحدة الأمة الإسلامية ومواجهة الإرهاب أنّ الإسلام يرفض الإرهاب، وأن الأنشطة الإرهابية مدانة أينما وقعت، وأن هذه الظاهرة المشؤومة تخالف التعاليم الدينية والإسلامية.[42] من المؤكد أن هذه الأمور تخالف الإسلام الحنيف وأن الإسلام لا يؤيد التكفيريين أبداً، وأنهم خارجون عن الإسلام.[43]
لذلك، فإن الإسلام يدين إرهاب جميع الطوائف. وإن إقامة مؤتمرات مختلفة في مدينة قم المقدسة وفي مصر وسوريا يبين أن داعش ليست من الإسلام[44] . من هذا المنطلق، يجب أن تفيق الأمة الإسلامية من سباتها، وأن تتكاتف، يجب أن نتحد مع بعضنا البعض، وإذا اتحدنا فإن نزع جذور هؤلاء التكفيريين والإرهابيين لن يكون بالامر الصعب بالنسبة لنا نحن المسلمين، وللأسف بعض البلدان الإسلامية تقوم بدعمهم من جميع الجهات.[45]
وقف الدعم الغربي للعنف والإرهاب، ضروري للقضاء على الارهاب
للأسف، تساعد بعض البلدان الإسلامية والعربية وقادة حكوماتها وكذلك دعاة ومدعي حقوق الإنسان الغربيين، وأمريكا وإسرائيل تلك المجاميع الإرهابية، فنشهد اليوم مشاهد مريعة في العراق وسوريا واليمن.[46]
بناء على هذا، فإن تنظيم داعش من الناحية العملية حصل على الدعم المالي من السعودية وقطر، وقام كل من إسرائيل، أمريكا والغرب بدعم المجاميع الإرهابية بالسلاح، وللأسف لعبت تركيا دور مؤجج الفتن، وقدّمت الدعم اللازم لداعش والمجاميع الإرهابية الأخرى.[47]
لذلك، يجب توجيه العتاب إلى مدعي الحرب على الإرهاب الكاذبين، لا حاجة لتشكيل ائتلاف، دعوا الحرب على داعش لأهلها، أنتم لستم أهلاً لذلك، يكفي ألا تقدموا الدعم لهم.[48] إذا لم يتم تقديم الدعم للمجاميع الإرهابية المجرمة، فإنها لن تتمكن من الاستمرار لشهر، وستجف منابع الإرهاب.[49]
أتمنى أن يتعقل الغربيون والبلدان التي كانت وما تزال تقدم الدعم للإرهابيين، وأن يتوقفوا عن تقديم الدعم، سرعان ما سيزول هؤلاء إذا لم يحصلوا على الدعم، ولكن عندما يسقطون لهم شحنات الأسلحة والطعام بالطائرات، فإن نفوذهم يزداد.[50]
وجوب معارضة المجتمعات البشرية الشاملة للارهاب
عندما يشيع الإرهاب في الدنيا ويحصل على الدعم في الاعلام فإنه سوف ينتشر في أماكن أخرى أيضاً، وإن الفئات الحانقة والمتطرفة موجودة في كل مكان، وهم يتعلمون ويقدمون على هذه الأفعال، لكن لو كان العالم بأجمعه رافضاً للإرهاب حقاً، فإن أحداً لن يسمح لنفسه بممارسة هذه الأفعال.[51] من هذا المنطلق، يجب على شعوب العالم أن تحارب الإرهاب من أجل إعادة الأمن إلى بلدانها.[52]
على سبيل المثال، يجب أن يعلم المسؤولون الفرنسيون أن تاريخهم في عصر الاستعمار والجرائم التي ارتكبوها في البلدان الإسلامية لم تُنسَ بعد، وأن لديهم الكثير من المصالح في البلدان الإسلامية، طالما يتحدثون عن «المخاوف الأمنية» و«الحرب على الارهاب» لكنهم في كل يوم يتجهون نحو سبب جديد لانعدام الأمن وانتشار الارهاب،[53] ويجب أن يعلموا أن الأشخاص الذين دربوا هذه المجاميع يعانون اليوم من أزمة الإرهاب.[54]
كلمة أخيرة
في نهاية المطاف، يجب القول بأننا مسلمون، ونؤمن بأن داعمي الارهاب سوف يلاقون جزاء خيانتهم للأمة الإسلامية والشعوب البريئة والمقاومة الإسلامية، وسوف يقعون في هذا الفخ.[55] من المؤكد، أن هؤلاء المجرمين من أصحاب القلوب العمياء سيلاقون جزاء أعمالهم عن قريب.[56]
لذلك، نقول لداعمي الإرهاب التكفيري من المسؤولين الأتراك، والسعوديين والقطرين وحتى أمريكا وإسرائيل: فلتخجلوا من هذه الجرائم القبيحة المعادية للإنسانية التي تقومون بدعمها، هذه الجرائم التي لا تتوافق مع أي معيار من معايير الإنسانية.[57] تأكدوا من أنهم في يوم ما سيتوجهون نحو السعودية والداعمين الآخرين، لكنهم صامتون اليوم بسبب حاجتهم لآل سعود، وقطر وتركيا.[58]
إن نيران الحرب لن تقتصر على البلدان الإسلامية[59] وإن العالم اليوم تحوّل إلى قرية صغيرة، إذا تعرّض موضع فيها إلى اختراق أمني لا يمكن لسائر الأماكن الأخرى أن تكون آمنة، وعلى أثر الأحداث والجرائم الإرهابية التي وقعت في باريس، غرقت أوروبا أجمعها في دوامة من الهلع، وإن النيران ستطال أماكن أخرى إلى جانب أوروبا.[61]. لذلك، يجب أن يعلم داعمو العنف والإرهاب أن هذه الأفعى التي يرعونها في أحضانهم، سوف تلدغهم هم، وأن هذه الكارثة سوف ترتد على جميع داعمي المجاميع الإرهابية التكفيرية.[62]
لا يوجد تعليق