الجواب الاجمالي:
إنّ المعرفة بحقیقة شیء ما تعنی الإحاطة به، فکیف یستطیع الکائن المحدود أن یحیط بالذات غیر المحدودة؟
وکذلک الحال بالنسبة لصفات الله، إذ لا یمکن معرفتها بالنسبة لنا، خصوصاً وأنّ صفاته هی عین ذاته.
الجواب التفصيلي:
إنّ علمنا وعلوم الکائنات جمیعاً محدود، لذا لا نستطیع أن نصل إلى کنه وحقیقة ذات الخالق غیر المحدودة، لأنّ المعرفة بحقیقة شیء ما تعنی الإحاطة به، فکیف یستطیع الکائن المحدود أن یحیط بالذات غیر المحدودة؟
وکذلک الحال بالنسبة لصفات الله، إذ لا یمکن معرفتها بالنسبة لنا، خصوصاً وأنّ صفاته هی عین ذاته.
لذلک فعلمنا بذات الخالق وصفاته هو علم اجمالى، وأکثر ما یدور حول آثاره جلّ وعلا.
من جانب آخر لا تستطیع ألفاظنا أن تبیّن ذات الله وصفاته المطلقة غیر المحدودة، لأنّ ألفاظنا موضوعة لتلبیة حاجاتنا فی حیاتنا الیومیة، لذلک سوف نصل إلى معانی خاطئة من خلال استخدام ألفاظنا فی توصیف صفات الخالق الکمالیة، کالعلم والقدرة والحیاة والولایة والمالکیة، وسائر الصفات الاُخرى.
نقول مثلا: إنّ الله هو «الأوّل» وهو أیضاً «الآخر» هو «الظاهر» وهو «الباطن» هو مع کلّ شیء ولیس مع شیء، وبعید عن کلّ شیء إلاّ أنّهُ لیس غریباً عنهُ.
قد یبدو فی بعض هذه الألفاظ تناقض أو تضاد، لأنّ معانی الألفاظ نقیسها على الأشیاء والموجودات المحدودة، فیمکن أن یکون هو الأوّل ولا یکون الآخر، والظاهر ولا یکون باطن، ولکن التفکیر الدقیق فی ذات الله وصفاته یوصلنا إلى إمکانیة انطباق معانی هذه الألفاظ علیه، فهو الأوّل فی نفس الوقت الذی هو الآخر، وهو الباطن فی نفس الوقت الذی یکون فیه هو الظاهر أیضاً.
وعلینا أن نعترف هنا بأنّ المهم فی معرفة أوصافه الجمالیة والجلالیة هو أن ننتبه إلى حقیقة: (لیس کمثله شیء)(1)
لا يوجد تعليق