الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
ربما نسمع من الکثیر من أتباع ابن تیمیه أنّ القول: إنّه سبحانه جسم لا کالأجسام، نظیر القول: إنّه سبحانه شیء لا کالأشیاء، فکما أنّ الثانی صحیح، فالأوّل صحیح أیضاً.
والجواب عنه واضح، و هو أنّ الشیء لا یدلّ على خصوصیة خاصّة، بل یدلّ على نفس الوجود والتحقّق، فلا مانع من أن یقال: إنّه شیء لا کالأشیاء، أی له وجود لا کوجود الأشیاء.
وأمّا الجسم فیدلّ على خصوصیة مقوّمة له، وهو کونه ذا عرض و طول و ارتفاع، فالقول بأنّه جسم یلازم ثبوت هذه الصفات، فتعقیبه بـ :لا کالأجسام ینفی هذه الخصوصیات، فیکون الکلام حاملاً للتناقض.
قال القاضی أبو بکر الباقلانی (المتوفّى403هـ):
فإن قالوا: و لِمَ أنکرتم أن یکون الباری سبحانه جسماً لا کالأجسام، کما أنّه عندکم شیء لا کالأشیاء؟
قیل لهم: لأنّ قولنا (شیء) لم یبن لجنس دون جنس، و لا لإفادة التألیف، فجاز وجود شیء لیس بجنس من أجناس الحوادث و لیس مؤلَّف، و لم یکن ذلک نقضاً لمعنى تسمیته بأنّه شیء. و قولنا (جسم) موضوع فی اللغة للمؤلَّف دون ما لیس بمؤلَّف، کما أنّ قولنا: (إنسان) و (مُحدَث) اسم لما وُجد من عدم، و لما له هذه الصورة دون غیرها، فکما لم یجز أن نثبت القدیم سبحانه محدَثاً لا کالمحدثات و إنساناً لا کالناس، قیاساً على أن لا شیء کالأشیاء، لم یجز أن نثبته جسماً لا کالأجسام، لأنّه نقض لمعنى الکلام، و إخراج له عن موضوعه و فائدته[1] .[2]
لا يوجد تعليق