الجواب الاجمالي:
إنّ «النطفة المخصّبة» فی المرحلة الجنینیّة تمرّ بعوالم عدیدة مختلفة حتى تصبح جنیناً، وکلّ هذا فی ظلّ خالقیة إلهیّة مستمرّة، فی حین أنّ دور الإنسان فی هذه العملیة بسیط جدّاً، ویقتصر على وضع النطفة فی الرحم، والذی ینجز بلحظة واحدة.
ألیست هذه المسألة دلیلا حیّاً على مسألة توحید ؟
أو لیست هذه القدرة العظیمة تدلّل على قدرة الله على إحياء موجود من العدم
الجواب التفصيلي:
یتضح جواب هذا السؤال من خلال التأمل فی الآیتین 58 ـ 59 من سورة «الواقعة» حیث یقول تعالى: (أفرأیتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون)(1) من الذی یجعل من هذه النطفة الحقیرة التی لا قیمة لها فی کلّ یوم بخلق جدید وشکل جدید، وخلق بعد خلق؟! هذه التطورات العجیبة التی بهرت العقول واُولی الألباب من المفکّرین، هل کانت من خلقکم أم من خلق الله تعالى؟
وإذا تجاوزنا ذلک وأخذنا بنظر الإعتبار ما یقوله علماء الیوم حول قطرة الماء هذه (النطفة) التی فی ظاهر الأمر لا قیمة لها، سوف یتّضح لنا الحال أکثر، حیث یقولون: إنّ الحیمن (الأسبر) هو حیوان مجهری صغیر جدّاً وإنّ منیّ الرجل یحتوی على عدد هائل من الحیامن فی کلّ إنزال تقدّر بین 2 ـ 5 ملیون حیمن وهذا یمثّل مقدار مجموع سکّان عدّة (بلدان فی العالم) الحیوان المنوی یتّحد مع بویضة المرأة (أوول)، فتتکوّن البیضة المخصّب(2) التی تنمو بسرعة وتتکاثر بصورة عجیبة، حیث تصنع خلایا جسم الإنسان، ومع أنّ الخلایا متشابهة فی الظاهر، إلاّ أنّها تتوزّع بسرعة إلى مجامیع عدیدة، فقسم منها یختص بالقلب، والآخر بالأطراف، والثالث بالاذن والحنجرة، وکلّ مجموعة مستقرّة فی مکانها المحدّد له، فلا خلایا الکلیة تنتقل إلى خلایا القلب، ولا خلایا القلب تتحوّل إلى خلایا العین، ولا العکس.
والخلاصة أنّ «النطفة المخصّبة» فی المرحلة الجنینیّة تمرّ بعوالم عدیدة مختلفة حتى تصبح جنیناً، وکلّ هذا فی ظلّ خالقیة إلهیّة مستمرّة، فی حین أنّ دور الإنسان فی هذه العملیة بسیط جدّاً، ویقتصر على وضع النطفة فی الرحم، والذی ینجز بلحظة واحدة.
ألیست هذه المسألة دلیلا حیّاً على مسألة توحید ؟
أو لیست هذه القدرة العظیمة تدلّل على قدرة الله على إحياء موجود من العدم(3)(4)
لا يوجد تعليق