الجواب الاجمالي:
ذهب جماعة آخرون أنّ المقصود من «الماء» هو ماء النطفة، حیث یتکون جمیع الناس منه بقدرة الخالق، ومع امتزاج نطفة الرجل «الحیمن» الذی یسبح فی الماء مع «البویضة» نطفة المرأة، تتکون أول نواة لحیاة الإنسان، یعنی الخلیة الإنسانیة الحیة الاُولى.
فضلا عن هذا، فلا شک أنّ الماء یشکل القسم الأکبر من وجود الإنسان، بالصورة التی یمکن القول أنّ المادة الأساس لوجود أی إنسان هی الماء،
الجواب التفصيلي:
یتحدث الله تعالى فی الآیة 54 من سورة «الفرقان» عن خلق الإنسان من الماء، حیث یقول تعالى: (وهو الّذی خلق من الماء بشراً).
و بین المفسّرین أقوال فی المراد من الماء هنا:
ذهب جماعة أنّ المقصود من «بشر» هو الإنسان الأول، یعنی آدم(علیه السلام)، ذلک لأنّ خلقه کان من «طین» یعنی عجیناً من ماء وتراب، إضافة إلى أنّ الماء کان أوّل موجود خلقه الله تعالى طبقاً للرّوایات الإسلامیة، وخلق الإنسان من ذلک الماء، وتنکیر «بشر» شاهد على هذا المعنى.
و ذهب جماعة آخرون أنّ المقصود من «الماء» هو ماء النطفة، حیث یتکون جمیع الناس منه بقدرة الخالق، ومع امتزاج نطفة الرجل «الحیمن» الذی یسبح فی الماء مع «البویضة» نطفة المرأة، تتکون أول نواة لحیاة الإنسان، یعنی الخلیة الإنسانیة الحیة الاُولى.
فضلا عن هذا، فلا شک أنّ الماء یشکل القسم الأکبر من وجود الإنسان، بالصورة التی یمکن القول أنّ المادة الأساس لوجود أی إنسان هی الماء، لهذا فإن مقاومة الإنسان إزاء العطش قلیلة جدّاً، فی حین یستطیع الإنسان أن یقاوم أیّاماً وأسابیع حیال قلّة المواد الغذائیة.
و یحتمل قویاً أیضاً، أنَّ جمیع هذه المعانی تجتمع فی مفهوم الآیة، أی إنّ الإنسان الأوّل خلق من ماء، وأن تکوّن جمیع أفراد البشر من ماء النطفة أیضاً، وأنّ الماء یشکل أهم مادة فی بناء جسم الإنسان أیضاً... الماء الذی یعتبر من أبسط موجودات هذا العالم، کیف صار مبدأ إیجاد مثل هذا الخلق الجمیل!؟ وهذا دلیل بیّن على قدرته تبارک وتعالى.
حقاً إن النحت فی الماء، وخلق صورة بدیعة کهذه على الماء، دلیل على عظمة قدرة الخالق(1)
لا يوجد تعليق