الجواب الاجمالي:
إن الله سبحانه یجد المصلحة أن یطلع عباده وأولیاءه على قسم من أسرار الغیب، ولکن هذا العلم لا هو علم ذاتی ولا غیر محدود، بل هو من تعلیم الله وهو محدود بمقدار ما یریده الله. ولیس الإطلاع على علم الغیب من قبل الله خاصاً بالأنبیاء أو الأئمّة فقد یطلع الله غیر النّبی والأئمّة على غیبه أیضاً... كما في قصة أم موسى عليه السلام
الجواب التفصيلي:
تشهد آیات القرآن الکریم على الحقیقة التالیة، وهی: أن العلم بالأسرار الظاهرة والخفیة، فی الحاضر والمستقبل من صفات الله الخاصة، ولا شریک له فی هذه الصفات. وإذا وجدنا فی قسم من آیات القرآن بیان أنّ الأنبیاء قد یعلمون بعض الاُمور الغیبیة، أو قرأنا فی بعض الآیات أو الرّوایات الکثیرة أنّ النّبی(صلى الله علیه وآله) والإمام علیّاً والأئمة المعصومین(علیهم السلام) قد یخبرون عمّا یجری فی المستقبل من حوادث ویبیّنون أسراراً خفیّة منها، فینبغی أن نعرف أن کل ذلک بتعلیم الله سبحانه.
فهو سبحانه حیث یجد المصلحة یطلع عباده وأولیاءه على قسم من أسرار الغیب، ولکن هذا العلم لا هو علم ذاتی ولا غیر محدود، بل هو من تعلیم الله وهو محدود بمقدار ما یریده الله.
وبهذا البیان تتّضح الإجابة على المنتقدین لعقیدة الشیعة فی مجال علم الغیب حیث یرون أنّ الأنبیاء والأئمة(علیهم السلام) یعلمون الغیب.
ولیس الإطلاع على علم الغیب من قبل الله خاصاً بالأنبیاء أو الأئمّة فقد یطلع الله غیر النّبی والأئمّة على غیبه أیضاً... فنحن نقرأ فی قصّة اُم موسى فی القرآن أنّ الله قال لها: (ولا تخافی ولا تحزنی إنّا رادّوه إلیک وجاعلوه من المرسلین)(1).
وقد یطلع الله لضرورة الحیاة ـ أحیاناً ـ الطیور والحیوانات على الأسرار الخفیّة وحتى على المستقبل البعید نسبیّاً ممّا یصعب علینا تصوّره وبهذا الترتیب قد تکون بعض المسائل التی نحسبها غیباً، هذه المسائل نفسها بالنسبة للطیور أو الحیوانات لا تعد من الغیب(2)
لا يوجد تعليق