الجواب الاجمالي:
کلّ شیء وكل شخص معرّض للفناء والتلف في هذه الدنيا بلا استثناء، لكن لو تمکنت الکائنات من أنْ توجد لها ارتباطاً على نحو ما مع الذات الإلهیّة، وتبقى تعمل لأجلها وفی سبیلها، فإنّها في هذا الحال ستصطبغ بصبغة الخلود، لأنّ ذات اللّه المقدّسة أبدیة وأزلیة وکلّ من ینتسب إلیها یحصل على صبغة الأبدیة والخلود.
الجواب التفصيلي:
إنّ طبیعة الحیاة فی هذا العالم المادی هی الفناء والهلاک، فأقوى الأبنیة وأکثر الحکومات دواماً وأشدّ البشر قدرة لا یعدون أن یصیروا فی نهایة أمرهم إلى الضعف فالفناء، وکلّ شیء معرّض للتلف بلا استثناء فی هذا الأمر.
أمّا لو تمکنت الکائنات من أنْ توجد لها ارتباطاً على نحو ما مع الذات الإلهیّة المقدّسة، وتبقى تعمل لأجلها وفی سبیلها، فإنّها والحال هذه ستصطبغ بصبغة الخلود، لأنّ ذات اللّه المقدّسة أبدیة وأزلیة وکلّ من ینتسب إلیها یحصل على صبغة الأبدیة.
فالأعمال الصالحة أبدیة، الشهداء لهم حیاة أبدیة، والأنبیاء والعلماء المخلصون والمجاهدون فی سبیل اللّه یبقى ذکرهم خالداً فی ذاکرة التاریخ.. لأنّهم یحملون الصبغة الإلهیّة.
ولهذا، تذکّرنا الآیات أعلاه وتدعونا لأنْ ننقذ ذخائر وجودنا من الفناء، ونودعها فی صندوق لا تطاله ید الزمان ولا تفنیه اللیالی والأیّام.
فهلمّوا لبذل الطاقات فی سبیل اللّه وفی خدمة خلق اللّه، وکسب رضا الباری، لتصبح من مصادیق (عند اللّه) ولتکون باقیة بمقتضى (ما عند اللّه باق).
وروی عن النّبی(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ عن ثلاث: صدقة جاریة، علم ینتفع به، وولد صالح یدعو له»(1).
لا يوجد تعليق