الجواب الاجمالي:
اتخذت الشيعة الإمامية عدة نقاط كأهداف وغايات لوجود الإمام منها: حفظ النظام في المجتمع الإسلامي، وإقامة العدالة الاجتماعية، والقيام بالواجبات الإجتماعية كفريضة الجهاد، وكذلك إجراء الحدود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك تبيين الشريعة والحفاظ عليها
الجواب التفصيلي:
طرحت بعض النقاط من قبل الشیعة الاثنى عشریة تحت عنوان اهداف وغایات وجود الامامة ونشیر الیها:
حفظ النظام فی المجتمع الاسلامی:
یقول العلامة الحلی فی هذا الخصوص: «ان حفظ النظام من اهداف وغایات الامامة لان البشر مدنی بالطبع ولا یستطیع أن یحل مشاکله ویؤمن احتیاجاته بنفسه وانما المطلوب هو قیام کل شخص بمسؤولیة محددة لغرض تکامل الادوار وانجاز المهام بالمشارکة والتعاون مع الآخرین. ومن الممکن ان یتخلى بعض الافراد عن مسؤولیاتهم المخولة الیهم ویتسبب الامر فی اختلال النظام الاجتماعی. ولغرض توفیر الظروف المؤاتیة لحیلولة دون وقوع هذه الظاهرة الاجتماعیة ینبغی وجود امام وقائد یتعامل مع المتخلف والمخل بالنظام بالشکل المناسب ویمنع من حدوث الاختلاف فی النظام الاجتماعی»(1)
2) اقامة العدالة الاجتماعیة.
3) الواجبات الاجتماعیة:
توجد فی الشریعة الاسلامیة سلسلة من الواجبات والاحکام الشرعیة التی لا تؤدى بشکل فردی وانما یتصور أدائها خلال تعبئة الامة والتعاون الاجتماعی کفریضة الجهاد. ان انجاز هکذا واجبات یحتاج الى برنامج واضح ودقیق ومرکزیة فی اتخاذ القرار واعداد الخطط. والقائد الکفوء والمدبر والقوی یستطیع ان یوحد صفوف الامة لغرض العمل بالواجبات الاجتماعیة.
4) اجراء الحدود الالهیة.
5) ردع الناس عن اقتراف الذنب.
6) الامامة لطف الهی.
نحن نعلم ان البشریة بحاجة الى اللطف الالهی ولا یتحقق هذا اللطف الا عن طریق وجود الامام وذلک ان البشریة وبسبب فقدان العصمة من الوقوع فی الخطئ والذنب من الممکن ان تتأثر بالغرائز والاهواء الحیوانیة حیث یهدم الانسان حرمة الانسانیة ویقترف الذنب. ان التجربة التاریخیة اثبتت ان وجود قائد کفوء ومتقی فی المجتمع یؤثر على التزام افراد المجتمع بواجباتهم الدینیة والاخلاقیة وفی حال عدم وجود قائد تکون النتیجة عکس ذلک.
وملخص الکلام ان: الامامة من مصادیق اللطف الالهی الواضحة فی حق المکلفین. ولمّا کان اللطف الالهی مقتضى الحکمة الالهیة وهو امر واجب على الله فان وجود الامام امر واجب کذلک.
7) تبیین الشریعة وحراستها:
انطلاقاً من هذه النطقة التی ترى ان الشریعة الاسلامیة هی الشریعة الخالدة والابدیة فان جمیع افراد البشریة محکومون بامتثال اوامرها وتکالیفها.
ومن جهة أخرى فان العمل بالشریعة مرهون بحفظ وصیانة أوامر الشریعة کی یمتلثها المکلفون وهذه المهمة تتحقق مع وجود امام معصوم ولا غیر.
والنتیجة ان: نقل وصیانة احکام الشریعة من اهداف وجود الامامة الاساسیة.
والآن ینبغی ان نعلم ان الشریعة کیف تصان؟ وکیف تکون فی امان؟ ومن قبل أی شخص؟ ان الاحتمالات المطروحة للاجابة على هذا السؤال هی: القرآن الکریم، والسنة المتواترة، والاجماع، والخبر الواحد، والرأی، والقیاس والامام المعصوم.
والاحتمال الاول هو غیر مصیب حیث ان:
أولاً: ان احکام الشریعة الجزئیة لم تبین فی القرآن الکریم.
ثانیاً: القرآن لا یتکلم دون استنطاق، وما هو موجود یعد فهم المعارف القرآنیة من قبل اخصائی هذا المجال. ومن الممکن ان یخطئ هؤلاء الاخصائیون فی فهم وتفسیر مفاهیم القرآن العمیقة، ولذا فهناک حاجة ملحة لوجود میزان واضح المعالم لمعرفة الخطئ عن الصحیح فی مجال تفسیر القرآن الکریم وأیاً کان ذلک المیزان فهو فی الحقیقة والواقع سبب صیانة الشریعة وحفظها.
ویعانی الفرض الثانی کذلک من نفس الاشکالات الواردة فی خصوص الاحتمال الاول بالاضافة الى ان النقل المتواتر عادة ما هو محدود ببعض المسائل ولا یشمل جمیع احکام الشریعة.
ثالثاً: ان الاحتمال الثالث کذلک خطأ لانه:
اولاً: ان الاجماع من دون الاستناد على قول المعصوم لیس حجة.
ثانیاً: ان الاحکام الاجماعیة الواردة فی الشریعة الاسلامیة محدودة ولا تشمل جمیع الاحکام.
ان احتمال کون الخبر الواحد هو حافظ الشریعة لیس تاماً حیث ان اخبار الواحد الحجة معدودة فی الشریعة.
وأما بالنسبة الى الرأی والقیاس فانهما لیسا بحجة شرعیة من منظور المذهب الشیعی وانما هما دلیلان ضنیان وقابلان للخطئ.
وملخص الکلام المتقدم هو: ان الاحتمال الوحید والصحیح هو ان الامام المعصوم والقائد المجتبى من قبل الله تعالى هو الذی یصون الشریعة من الضیاع.
8ـ بیان تفاصیل الشریعة:
حیث ان احکام وتوصیات الشریعة الاسلامیة وغیرها من الشرائع السماویة لم تبین من قبل المشرع بشکل مفصل وانما اقتصر الامر على بیان الکلیات وبشکل مرحلی لذا فهناک حاجة ضروریة للأئمة (علیهم السلام) کی یبینوا تفاصیل الشریعة وبشکل مرحلی. ان الامام امیر المؤمنین (علیه السلام) فی خطبة من خطبه یشیر الى وظائف وواجبات الامام حیث یقول:
1 ـ الإبلاغ فی الموعظة.
2 ـ والاجتهاد فی النصیحة.
3 ـ والاحیاء للسنة.
4 ـ وإقامة الحدود على مستحقیها.
لا يوجد تعليق