الجواب الاجمالي:
يحددّ المفهوم اللغوي لكلمة أهل بما يضاف إليها، فأهل القرى: سكانها، وأهل الشيء: صاحبه، وأهل الكتاب: أتباعه أو قرّاؤه ، وكذلك أهل التوراة وأهل الانجيل، وقد ورد بعض هذه الاَلفاظ في القرآن الكريم.
وأهل الرجل: عشيرته وذوو قرباه، وأخصّ الناس به، ومن يجمعه وإياهم نسب أو دين
وصار «أهل البيت» متعارفاً بين المسلمين في آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، تبعاً للنصوص، وهم كما في حديث الكساء وغيره: محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والاِمام علي والزهراء والحسن والحسين عليهم السلام، والذين نزلت فيهم آية التطهير
الجواب التفصيلي:
إن هذا المصطلح مرکب من مفردتین، ولکل واحدة منها معنى محدد. ویمکن تحدید معنى مفردة "أهل" من خلال موارد استعمالها نحو: أهل الأمر والنهی، وأهل الإنجیل، وأهل الکتاب، وأهل الإسلام، وأهل الرجل، وأهل الماء، و..
تشیر الموارد السالفة الذکر الى ان مفردة "أهل" تستعمل بشکل مضاف فی الحالات التی یکون فیها بین المضاف والمضاف الیه علاقة وعلقة وطیدة. فأهل الأمر والنهی هم المجموعة التی تتقلد زمام الحکم وتقوم بالنهی والأمر، وأهل الإنجیل هم المجموعة التی تؤمن بهذا الکتاب، کما هو الحال فی اهل الکتاب واهل الاسلام.
یقول أهل اللغة، ان مفردتی الأهل والآل لها معنى واحد. یقول ابن منظور: وآل الرجل: أهله. وآل الله وآل رسوله: أولیاؤه، أصلها أهل ثم أبدلت الهاء همزة فصارت فی التقدیر أأل، فلما توالت الهمزتان أبدلوا الثانیة ألفا کما قالوا آدم وآخر، وفی الفعل آمن وآزر..
وطبقاً للمعنى المذکور، عندما تضاف مفردة "أهل" لمفردة أخرى فالمقصود منها المضاف نفسه الذی له علاقه خاصة بالمضاف الیه. وأهل الرجل أخصّ الناس به وأهل المسجد أکثر الناس مروراً بالمسجد وأهل الغابة سکنتها. ان التدقیق فی معانی هذه المفردة لا تبقی أی مجال للتردید من ان مفردة اهل لا تشمل النساء والاولاد، وانما الاهل الذی یجمعهم نسب ولا فرق بین الاولاد والنساء. ومن هذا المنطلق اطلقت مفردة الأهل على زوجة ابراهیم (علیه السلام) فی القرآن الکریم(1)
وهنا نشیر الى بعض أقوال اللغویین:
یقول ابن منظور: وأهل البیت: سکانه. وأهل الرجل: أخص الناس به. وأهل بیت النبی، (صلى الله علیه وآله): أزواجه وبناته وصهره، أعنی علیا، (علیه السلام)، وقیل: نساء النبی، (صلى الله علیه وآله)، والرجال الذین هم آله(2)
ان ابن منظور بالاضافة الى توضیح معنى اللفظ بشکل جید أشار الى معناه فی القرآن الکریم وعبر عن القول الآخر بـ "وقیل" الذی اعتبره ضعیفاً.
ابن فارس نقلاً عن الخلیل: أهل الرجل زوجه. والتأهل التزوج. وأهل الرجل أخص الناس به. وأهل البیت سکانه. وأهل الإسلام من یدین به(3)
یقول الراغب الاصفهانی فی المفردات: أهل: أهل الرجل من یجمعه وإیاهم نسب أو دین أو ما یجرى مجراهما من صناعة وبیت وبلد، فأهل الرجل فی الأصل من یجمعه وإیاهم مسکن واحد ثم تجوز به فقیل أهل بیت الرجل لمن یجمعه وإیاهم نسب، وتعورف فی أسرة النبی علیه الصلاة والسلام مطلقا إذا قیل أهل البیت(4)
فیروز آبادى گفته است: وأهل الأمر: ولاته، وللبیت سکانه، وللمذهب: من یدین به، وللرجل: زوجته، کأهلته، وللنبی، (صلى الله علیه وآله) أزواجه وبناته وصهره علی، (علیه السلام)، أو نساؤه، والرجال الذین هم آله(5)
تشیر الاقوال المتقدمة ونظیرها الذی جاء على لسان أهل اللغة، الى ان المراد من اهل البیت (علیهم السلام) فی اللغة هم المجموعة التی تجمعهم أواصر محکمة بالبیت، وأهل الرجل من یجمعهم نسب أو سبب أو ما یجری مجراهما به. ان الرجوع الى کتب اللغة وموارد استعمال هذه المفردة فی الکتاب والسنة تشیر الى ان مفهوم "الأهل" هو نفس المعنى العام الذی یشمل کل من له صلة نسبیة أو سببیة وما یجری مجراهما بأسرة أو شخص سواء نساءً کانوا أو أولاداً أو من یجری مجراهما وتخصیصه بالنساء لا وجاهة له، وکما لا یمکن تخصیص اللفظ من منظور لغوی بالاولاد وتخریج النساء، حیث لا ینسجم ذلک مع نص القرآن واستعماله فی الآیات السالفة(6)
لا يوجد تعليق