الجواب الاجمالي:
خلص أبو هریرة لآل أبی العاص وسائر بنی أمیة على عهد عثمان واتصل بمروان وتزلف الى آل أبی معیط، فکان له بسبب ذلک شأن، ولاسیما بعد یوم الدار إذ حوصر عثمان فکان أبوهریرة معه. وبهذا نال نضارة بعد الذبول ونباهة بعد الخمول.
الجواب التفصيلي:
خلص أبو هریرة لآل أبی العاص وسائر بنی أمیة على عهد عثمان واتصل بمروان وتزلف الى آل أبی معیط، فکان له بسبب ذلک شأن، ولاسیما بعد یوم الدار إذ حوصر عثمان فکان أبوهریرة معه. وبهذا نال نضارة بعد الذبول ونباهة بعد الخمول.
سنحت فی تلک الفتنة فرصة الانضواء الى الدار فأسدى بها الى آل أبی العاص وغیرهم من الأمویین یداً کان لها أثرها عندهم وعند أعوانهم ومقویة سلطانهم؛ فنضوا عنه دثار الخمول واشادوا بذکره؛ على أنه لم یخف علیهم کونه ما استسلم الى الحصار ولا دخل الدار إلا بعد أن کف الخلیفة أیدی أولیائه عن القتال وأمرهم بالسکینة. کما قال بعض معاصریه فی رثائه:
فکیف یدیه ثم أغلق بابه * وأیقن أن الله لیس بغافل
وقال لأهل الدار لاتقتلوهم * عفا الله عن کل امرئ لم یقاتل
وانما فعل ذلک احتیاطاً على نفسه واحتفاظاً بأصحابه. وکان أبو هریرة على علم بأن الثائرین لا یطلبون إلا عثمان ومروان. وهذا ما شجعه على أن یکون فی المحصورین.
ومهما یکن، فقد اختلس الرجل هذه الفرصة فربحت صفقته وراجت سلعته، وأکب بعدها بنو أمیة وأولیاؤهم على السماع منه. فلم یألوا جهداً فی نشر حدیثه؛ والاحتجاج به. وکان ینزل فیه على ما یرغبون.
وکان مما حدثهم به عن رسول الله صلى الله علیه واله إن لکل نبی خلیلا من أمته وان خلیلی عثمان (1).
وقال (2): سمعت رسول الله صلى الله علیه واله یقول: عثمان حیّی تستحیی منه الملائکة.
ورووا عنه مرفوعاً: لکل نبی رفیق فی الجنة ورفیقی فیها عثمان (3).
ورووا عنه مرفوعاً أیضاً: أتانی جبرئیل فقال لی: إن الله یأمرک أن تزوج عثمان أم کلثوم على مثل صداق رقیة؛ الحدیث (4).
وقال: دخلت على رقیة بنت رسول الله صلى الله علیه واله امرأة عثمان وبیدها مشط فقالت: خرج رسول الله صلى الله علیه واله من عندی آنفا رجلت شعره، فقال لی: کیف تجدین أبا عبد الله (عثمان)؟ قلت: بخیر. قال اکرمیه، فانه من اشبه أصحابی بی خلقاً(5). أورده الذهبی فی تلخیص المستدرک ثم قال: صحیحٌ، منکر المتن، فإن رقیّة ماتَت وقت بدر و أبوهریرة أسلم وقت خیبر.
و ربما حرف الکلم عن مواضعه، کما فعل فی الصحیح الثابت عن رسول الله صلى الله علیه واله من قوله: ستکون بعدی فتنة واختلاف. قالوا فما تأمرنا عند ذلک یا رسول الله؟ قال صلى الله علیه واله ـ وقد أشار الى علی ـ: علیکم بالأمیر وأصحابه.
لکن أبا هریرة آثر التزلف الى آل أبی العاص وآل معیط وآل أبی سفیان فروى لهم ان النبی صلى الله علیه واله أشار فی هذا الحدیث الى عثمان (6) وقد حفظوا له هذا الصنع(7)
لا يوجد تعليق