الجواب الاجمالي:
کان ابوهریره فی الرعیل الاوّل من هؤلاء الوضّاعین فحدث الناس فی فضائل الخلفاء، منها: ما
أخرجه الخطیب، بالاسناد إلى أبی هریرة قال: قال رسول الله (ص) تباشرت الملائکة یوم ولد أبوبکر الصدیق واطلع الله الى جنة عدن، فقال: وعزتی وجلالی لا أدخلها إلا من أحب هذا المولود
الجواب التفصيلي:
قد کثر وضع الحدیث فی زمان معاویه و کان ابوهریره فی الرعیل الاوّل من هؤلاء الوضّاعین فحدث الناس فی فضائل الخلفاء احادیث منکرة؛
منها: ما أخرجه أبو العباس الولید بن أحمد الزوزنی فی کتابه ـ شجرة العقل ـ من طریقین الى أبی هریرة قال: سمعت رسول الله یقول: إن لأبی بکر قبة من درة بیضاء لها أربعة أبواب تخترقها ریاح الرحمة ظاهرها عفو الله وباطنها رضوان الله کلما اشتاق الى الله انفتح له مصراع ینظر منه الى الله عزوجل.
ومنها: ما أخرجه ابن حیان بالاسناد الى أبی هریرة قال: لما قدم رسول الله (ص) من الغار یرید المدینة أخذ أبو بکر بغرزه فقال: ألا أبشرک یا أبا بکر؟ ان الله تعالى یتجلی للخلائق یوم القیامة عامة ویتجلى لک خاصة!.
ومنها: ما أخرجه ابن حبان أیضاً بالاسناد الى أبی هریرة قال: بینا جبرئیل مع النبی (ص) إذ مرّ بهما أبوبکر؛ فقال جبرئیل: هذا أبو بکر الصدیق. قال رسول الله (ص): أتعرفه یاجبرئیل؟ قال: نعم، إنه فی السماء لأشهر منه فی الأرض؛ وان الملائکة لتسمیه حلیم قریش، وإنه وزیرک فی حیاتک، وخلیفتک بعد مماتک.
ومنها: ما أخرجه الخطیب، بالاسناد إلى أبی هریرة قال: قال رسول الله (ص) تباشرت الملائکة یوم ولد أبوبکر الصدیق واطلع الله الى جنة عدن، فقال: وعزتی وجلالی لا أدخلها إلا من أحب هذا المولود.
ومنها: ما أخرجه ابن عدی بالاسناد إلى أبی هریرة قال: سمعت رسول الله (ص) یقول: عرج بی السماء فما مررت بسماء إلا وجدت مکتوباً فیها محمد رسول الله، أبو بکر الصدیق؛ الحدیث(1).
ومنها: ما أخرجه ابو الفرج ابن الجوزی، بالاسناد الى أبی هریرة قال: حدثنی رسول الله (ص) بان الجنة والنار تفاخرتا فقالت النار للجنة أنا أعظم منک قدراً، لأن فیّ الفراعنة والجبابرة والملوک وابناؤهم، فاوحى الله الى الجنة أن قولی: بل لی الفضل إذ زیننی الله لأبی بکر.
ومنها: ما أخرجه الخطیب، بالاسناد الى أبی هریرة قال: خرج النبی (ص) متکئاً على علی بن أبی طالب فاستقبله أبو بکر وعمر، فقال: یا علی أتحب هذین الشیخین؟ قال: نعم؛ قال: أحببهما تدخل الجنة!!.
ومنها: ما أخرجه الخطیب، أیضاً فی تاریخ بغداد، وابن شاهین، فی سننه، من طریقین الى أبی هریرة قال: سمعت رسول الله یقول: ان فی السماء الدنیا ثمانین الف ملک یستغفرون لمن أحب أبا بکر وعمر، وفی السماء الثانیة ثمانین الف ملک یلعنون من أبغض أبا بکر وعمر.
ومنها: ما أخرجه الخطیب، بالاسناد الى أبی هریرة قال: سمعت رسول الله (ص) یقول: إن لله تعالى فی السماء سبعین الف ملک یلعنون من شتم أبا بکر وعمر.
وهذه الأحادیث کلها باطلة اجماعاً، وقولاً واحداً، صرح بذلک کل من أخرجها ممن ذکرناهم.
والسیوطی نظمها بأسانیدها ومتونها فی سلک الأحادیث الموضوعة من لآلیه المصنوعة، غیر أنهم لم یجعلوا الآفة فیها من أبی هریرة نفسه، وانما جعلوها ممن نقلها عنه، عملا برأیهم فی کل من رأى النبی (ص) وروى عنه، من المسلمین.
وکذلک فعلوا فی سائر ما صنعته ید أبی هریرة مما ضاق به ذرعهم نحو قوله: سمعت رسول الله (ص): یقول: هذا جبرئیل یخبرنی عن الله ما أحب أبا بکر وعمر إلا مؤمن تقى ولا أبغضهما إلا منافق شقی (2).
وقوله: قال رسول الله (ص) خلقنی الله من نوره وخلق أبا بکر من نوری وخلق عمر من نور أبی بکر وخلق أمتی من نور عمر وعمر سراج أهل الجنة (3).
وقوله: سمعت رسول الله (ص) یقول: أبو بکر وعمر خیر الأولین والآخرین (4).
وقوله: ان النبی (ص) کان یقول: أصحابی کالنجوم من اقتدى بشئ منها إهتدى (5).
وقوله: قال رسول الله (ص): انزل فی الانجیل نعتی ونعت أصحابی أبی بکر وعمر وعثمان وعلى، کزرع أخرج شطأه؛ الآیة(6).
إلى آخر ما کان یسترسل به من هذه المختلفات، وله فی صحیحی البخاری ومسلم احادیث افرغها على هذا القالب. وحکاها على هذا المنوال فراجعها(7).
لا يوجد تعليق