الجواب الاجمالي:
تتمثل نعمهم عليه إذا امعنا النظر في حاليه، حاله قبل دولتهم حيث كان ذليلا مهيناً ينظر الى القمل يدب على نمرته وحاله على عهدهم حيث اخذوا بضبعيه واطلقوا عنه ربقة الخمول فكسوه الخز والساج وجعلوه يزر ازراره بالديباج والبسوه الكتان المشيق وبنوا القصر في العقيق وطوقوه ببرهم، وناطوا نعمهم قلائد في عنقه واذاعوا ذكره، ونوهوا باسمه، وولوه على مدينة النبي
الجواب التفصيلي:
تتمثل لک نعمهم علیه إذا امعنت النظر فی حالیه، حاله قبل دولتهم، حیث کان ذلیلا مهیناً ینظر الى القمل یدب على نمرته(1) وحاله على عهدهم، حیث اخذوا بضبعیه، واطلقوا عنه ربقة الخمول، فکسوه الخز(2) والساج، وجعلوه یزر ازراره بالدیباج(3) والبسوه الکتان المشیق(4) وبنوا القصر فی العقیق(5) وطوقوه ببرهم، وناطوا نعمهم قلائد فی عنقه واذاعوا ذکره، ونوهوا باسمه، وولوه على المدینة الطیبة مدینة النبی(6) وانکحوه ایام ولایته علیها بسرة بنت غزوان بن جابر بن وهب المازنیة اخت الأمیر عتبة بن غزوان(7) وما کان لیحلم بذلک، ولا لیسنح فی امانیه، وقد کان یخدمها بطعام بطنه ویکدح فی خدمتها حافیاً.
قال مضارب بن جزء(8): کنت اسیر فی اللیل فاذا رجل یکبّر فلحقته فاذا هو أبو هریرة، فقلت: ماهذا؟. قال: اشکر الله على ان کنت اجیراً لبسرة بنت غزوان بطعام بطنی؛ فکنت إذا رکبوا سقت بهم، وإذا نزلوا خدمتهم والآن تزوجتها فأنا الأن ارکب، فاذا نزلت خدمتنی «قال» وکانت اذا اتت على مکان سهل نزلت فقالت: لا اریم حتى تجعل لی عصیدة، فها انا ذا إذا اتیت على نحو من مکانها قلت لها: لا اریم حتى تجعلی لی عصیدة(9).
وکان کثیراً ما یقول ـ وهو أمیر المدینة ـ: نشأت یتیما، وهاجرت مسکیناً، وکنت اجیراً لبسرة بن غزوان بطعام بطنی، وعقبة رجلی، فکنت اخدم اذا نزلوا، واحدوا اذا رکبوا، فزوجنیها الله، فالحمد لله الذی جعل الدین قواما، وجعل أبا هریرة اماما(10).
وقال مرة: اکریت نفسی من ابنة غزوان على طعام بطنی وعقبة رجلی قال: فکانت تکلفنی ان ارکب قائماً؛ واورد حافیاً، فلما کان بعد ذلک زوجنیها الله فکلفتها ان ترکب قائمة وان تورد حافیة(11)!!!
وصلى بالناس یوماً، فلما سلم، رفع صوته فقال: الحمد لله الذی جعل الدین قواماً، وجعل أبا هریرة اماما، بعد ان کان اجیراً لابنة غزوان على شبع بطنه وحمولة رجله(12).
لا يوجد تعليق