الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
هناك أخبارٌ كثيرةٌ من الروايات الصّحيحة و الحسنة سندا، و المروية في عشرات المصادر، تنصّ على أنّ «الصّدّيق» هو علي أمير المؤمنين (ع) و هو صدّيقُ هذه الأمّة و ذلك لقبه الخاص دون أبي بكر.
و الذي جدير بالذّكر في هذه الرّوايات قبل بيانها :
أوّلًا: إنّ هذه الرّوايات رواها جمع من الصحابة عن رسول اللَّه (ص)، كعلي و سلمان و ابن عبّاس و أبي ذر و معاذ و حذيفة و أبي ليلى ... و غيرهم.
ثانياً: رواها من أئمة الحديث و حفّاظه: ابن ابي شيبه، النسائي، ابن ماجه، الحاكم، الطبري، احمد، ابن النجار، الطبراني، البزّار، البيهقي، أبو نعيم، ابن عبد البر، ابن عساكر، ابن الأثير، ابن حجر، المنّاوي، الكنجي، المتقي الهندي، محب الدين الطبري، الهيثمي، العدني، الحاكمي، القرشي، القاضي الايجي، الصفوري، العقيلي، الخلعي، السيوطي، الشعراني، ابن ايّوب و ... .
ثالثاً: اخرجت هذه الرّوايات في الكتب المعتمدة القوم، أمثال: مسند البزار، المصنف لابن ابي شيبه، سنن ابن ماجه معجم الطبراني، خصائص اميرالمؤمنين للنسائي، تاريخ الامم والملوك، المستدرك علي الصحيحين، الكامل في التاريخ، تاريخ دمشق، فضائل الصحابة لاحمد، مناقب علي بن ابي طالب لاحمد، معرفة الصّحابة، فيض القدير شرح الجامع الصغير، الصواعق المحرقة، جمع الجوامع، الاستيعاب، اسد الغابة، الإصابة، طبقات الكبري، كفاية الطالب، مجمع الزوائد، كنز العمال، الرياض النضرة، ذخائر العقبى، نقض العثمانية، المولقف للايجي ، نزهة المجالس، السنة لابن ابي عاصم، قرّة العين للدهلوي، انتهاء الافهام للبصري، مودّة القربي للهمداني، المناقب المرتضويّة للكشفي، مفتاح النجاة للبدخشي، مناقب العيني، ارجح المطالب لعبيد الله الحنفي، فردوس الاحبّاء للديلمي، سيلة النّجاة للكهنوي و... .
واليك نماذج منها:
1- عن رسول اللَّه (ص): «إنّ هذا أوّل من آمن بي، و هو أوّل من يصافحني يوم القيامة، و هو الصدِّيق الأكبر، و هذا فاروق هذه الأمّة، يَفْرُقُ بين الحقِّ و الباطل، و هذا يعسوب المؤمنين ...».
أخرجه الطبراني عن سلمان و أبي ذر، و البيهقي و العدني عن حذيفة، و الهيثمي في المجمع، و الحافظ الكنجي في الكفاية من طريق الحافظ ابن عساكر و في آخره «و هو بابي الذي أُوتى منه و هو خليفتي من بعدي». و ذكره باللفظ الأوّل المتّقي الهندي في إكمال كنز العمّال(1)
من أسانيد هذا الحديث «في الكتب المعتمدة» ما أخرجه الطبراني في الكبير بقوله: «حدّثنا علي بن إسحاق الوزير الإصبهاني، حدّثنا إسماعيل بن موسى السدّي، ثنا عمر بن سعيد، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سخيلة، عن أبي ذر وعن سلمان قالا: أخذ رسول اللَّه (ص) بيد علي(رضي اللَّه عنه) فقال: إن هذا أوّل من آمن بي، وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصدّيق الأكبر، وهذا فاروق هذه الامّة يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالم»(2)
ورواه المناوي قال: «ورواه الطبراني والبزّار عن أبي ذر وسلمان مطوّلًا قال: أخذ رسول اللَّه (ص) بيد علي ...»(3) و لم يتكلّم عليه بشيءٍ أصلًا، وإن تكلّم في غيره، وكذا المتقي الهندي(4) و لم يورده ابن الجوزي- بهذا السند- لافي «الموضوعات» و لا «العلل».
2- عن عليّ عليه السلام أنّه قال:
«أنا عبد اللَّه و أخو رسوله و أنا الصدِّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كذّاب مُفترٍ، لقد صلّيتُ قبلَ الناس سبعَ سنين».
أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح، و النسائي في الخصائص بسند رجاله ثقات، و ابن أبي عاصم في السنّة، و الحاكم في المستدرك و صحّحه، و أبو نعيم في المعرفة، و ابن ماجة في سننه بسند صحيح، و الطبري في تاريخه بإسناد صحيح، و العقيلي، و الخلعي، و ابن الأثير في الكامل، و ابن أبي الحديد في شرح النهج، و محبّ الدين الطبري في الذخائر، و الرياض، و الحمّوئي في الفرائد في الباب التاسع و الأربعين، و السيوطي في الجمع الجوامع، و في طبقات الشعراني: قال عليٌّ رضى الله عنه: «أنا الصدِّيقُ الأكبر لا يقولُها بعدي إلّا كاذب»(5)
3- أخرج ابن النجّار وأحمد في المناقب عن ابن عبّاس عن رسول اللَّه (ص): «الصدِّيقون ثلاثةٌ: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار صاحب آل ياسين، وعليُّ بن أبي طالب»(6) وأخرجه أبو نعيم في المعرفة(7) وابن عساكرعن أبي ليلى، وزادا في لفظهما: «وهو أفضلهم»(8) وأخرجه محبُّ الدين الطبري في الرياض، والكنجي في الكفاية بلفظ أبي ليلى، وابن حجر في الصواعق بلفظ ابن عبّاس، وبلفظ أبي ليلى(9)
4- عن ابن عبّاس و أبي ذرّ قالا:
«سمعنا النبيَّ (ص) يقول لعليّ: أنت الصدّيق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يَفْرُقُ بين الحقِّ و الباطل».
أخرجه محبُّ الدين في الرياض و قال: و في رواية: «وأنت يعسوب الدين» عن الحاكمي(10) والقرشي في شمس الأخبار وفيه: «وأنت يعسوب المؤمنين»(11) ورواه مع الزيادة شيخ الإسلام الحمّوئي في الفرائد في الباب الرابع والعشرين(12) و ابن أبي الحديد عن أبي رافع في شرح النهج و لفظه: قال أبو رافع: أتيت أبا ذر بالربذة أُودِّعهُ، فلمّا أردتُ الانصراف قال لي ولأُناس معي: ستكون فتنةٌ فاتّقوا اللَّه وعليكم بالشيخ عليِّ بن أبي طالب فاتّبعوه؛ فإنّي سمعت رسول اللَّه (ص) يقول له: «أنت أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، و أنت الصدِّيق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يَفْرُق بين الحقِّ والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين، و أنت أخي و وزيري، و خير من أترك بعدي، و تنجزُ موعدي»(13) و ذكره القاضي الإيجي في المواقف، و الصفوري في نزهة المجالس(14)
5- عن النبيّ (ص) قال: «قال لي ربّي ليلةَ أُسري بي: من خَلَّفْتَ على أمّتك يا محمد؟ قال: قلت: يا ربّ أنت أعلم. قال: يا محمد انتجبتك(15) برسالتي، واصطفيتك لنفسي، وأنت نبيّي وخيرتي من خلقي، ثمّ الصدِّيقُ الأكبر الطاهر المطَهّر الذي خلقتُه من طينتك وجعلتُه وزيرك وأبا سبطَيك السيِّدين الشهيدين الطاهرين المطهَّرين سيِّدَي شباب أهل الجنّة وزوّجته خير نساء العالمين، أنت شجرةٌ وعليٌّ أغصانها وفاطمة ورقها والحسن والحسين ثمارها، خلقتُهما من طينة عِلِّيِّين و خلقتُ شيعتَكم منكم، إنَّهم لو ضُربوا على أعناقِهم بالسيوف ما ازدادوا لكم إلّا حبّا. قلت: يا ربّ ومن الصدِّيق الأكبر؟ قال: أخوك عليٌّ بن أبي طالب». أخرجه القرشي في شمس الأخبار(16)
6- عن معاذة قالت: سمعت عليّا، وهو يخطب على منبر البصرة، يقول:
«أنا الصدِّيق الأكبر، آمنتُ قبل أن يؤمن أبو بكر و أسلمتُ قبل أن يُسلِمَ أبو بكر».
أخرجه ابن قتيبة في المعارف، وابن أيّوب، و العقيلي، ومحبُّ الدين في الذخائر، والرياض، وذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج، والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه(17)و... . (18)
لا يوجد تعليق