تخمين زمن المطالعة:1 الدقيقة
130/ أيلزم ارتفاع سنّ الزواج بالنسبة الى الفتية والفتيات ؟
الخلاصة : الجواب :
أولاً: إن البلوغ وسنّ زواج الفتيات والفتيان ليس أمراً وضعياً ليتسنى لنا وضع أطر خاصة له ، بل هو أمر طبيعي وفطري وخارج عن نطاق إرادتنا ؛ فکل فتاة أو فتى يصلون سنّ البلوغ في مرحلة خاصة من حياتهم ، وبذلک يفتح أمامهم فصل جديد من الحياة . إن کتاب الطبيعة حدد قبلنا بداية هذا الفصل ، ولن يتراجع عن ذلک قيد أنملة بقراراتنا وبياناتنا !
يبدأ البلوغ لدى الانسان بحدوث تغيرات جسدية ونفسية کبيرة ؛ فيحدث تغير في الطول ، وتزداد القدرة الانسانية لدى الشخص البالغ ، ويتغير شکل أعضائه عما سبق ، وتزداد رغباته في العيش ، وتنمو لديه الغرائز الجنسية کنمو أزهار الربيع ؛ فيزداد احساسه بالحاجة الى الزوجة (أو الزوج للفتاة ) ، کما تکبر عظام بدنه ويحصل تغير ملحوظ في نبرة صوته .
بناء على هذا ، فان کتاب الخلقة حدد ذلک بوضوح ، وإن أردنا الوقوف على الحقيقة فبدلاً من الرجوع الى هذا وذاک ما علينا إلا فتح کتاب الخلقة ومطالعة الصفحة المرتبطة بمرحلة البلوغ ونشوء الرغبة الجنسية ، بغية تحديد السنّ القانونية للزواج وفقاً لسنة الخلقة وقانونها ، وعلينا أن نبتعد عن کل ألوان التخيلات والسوفسطائية .
وأما من أبى مطالعة کتاب الفطرة ودفتر الخلقة معتبراً أن مسألة البلوغ أمر وضعي ومتصوراً أن الحقائق تابعة للأفکار والوضع ، فهو بمثابة من أعلن حرباً على قانون الخلقة ، وسيهزم في نهاية المطاف ؛ لأن سنن الخلقة لا تتغير بمجرد کلام الغافلين عن أصول الخلقة . وکما أن نشوء الجنين وتکامله في الرحم يستغرق زهاء تسعة أشهر ، ومن يجتمع لسنّ قانون يلزم باستکمال الجنين مراحل نموه في رحم أمه في سنة کاملة کالعابث فيما لا يعنيه ، فان محاولة تغيير سنّ البلوغ – وهو من سنن الخلقة – لا تعدو عن الهراء .
إن البيان الختامي للمؤتمر المذکور يشبه الى حدّ بعيد ما لو اجتمع أصحاب حقول الدواجن وقالوا : بما أن العالم اليوم يواجه أزمة اقتصادية في لحوم الدواجن ، يجب أن يفقس بيض الدجاج في مدة أقصاها عشرة أيام بدلاً من واحد وعشرين يوماً ، ليتضاعف إنتاج اللحوم في العالم ويسدّ حاجة المجتمع ! لما قال رسول الله (ص) :"لا تعادوا الأيام فتعاديکم" کان يقصد من ذلک : لا تحاربوا السنن الالهية للخلقة ؛ لأنکم لن تحصدوا إلا الخيبة والخسران .
ثانياً: يجب ملاحظة جميع الجوانب أثناء تدوين القانون ؛ فمعدل سنّ البلوغ الجنسي في بلدنا هو 14 سنة للفتيات و16 سنة للفتيان ، حيث تنمو الغريزة الجنسية لديهم في هذه المرحلة . وعندما يرفع سنّ الزواج ما هو مصيرهم خلال مدة حرمانهم من الزواج ؟ فإما أن يلجأوا الى الممارسات اللا مشروعة التي ستجلب الويلات للمجتمع ؛ وإما أن يقاوموا هذه الغريزة مدة طويلة ، وعلى فرض استطاعة الجميع ذلک ، إلا أنها ستترک آثاراً وخيمة على حالاتهم النفسية .
ثالثاً: أتعلمون أن الزواج يفجر الطاقات المکنونة ، فالمتأهلون يفکرون بطريقة أفضل من العازبين ، أما الشاب الذي يحترق بنار الشهوة ولا يجد وسيلة مشروعة لإطفائها فلا يتمکن من التفکير بصورة صحيحة ؟ تلک حقيقة اعترف بها بعض علماء النفس بعد أن أجروا تجارب کافية في هذا المجال .
إن کان الهدف من رفع سنّ الزواج الحدّ من التضخم السکاني ، فطالما طرحت في هذا المجال حلول کثيرة ، ولا بأس لرفع هذه الأزمة الخانقة الالتزام بالطرق الصحيحية والعقلانية ، ولا يجب الالتجاء الى دفع الفاسد بالأفسد .
السؤال :
لوحظ مؤخراً بروز جدل صحفي حول ارتفاع سنّ الزواج ، حتى قيل بعقد مؤتمر لهذا الغرض وإصداره بياناً ختامياً في هذا الاطار ، ويبدو أن عدداً من الشباب قد أجمعوا على أن السنّ المناسبة للزواج ثلاثون عاماً للفتى وخمسة وعشرون عاماً للفتاة ! نرجو أن تبينوا لنا رأيکم في ذلک .
لا يوجد تعليق