فلسفة المصائب
ما هی فلسفة المصائب التی تصیب الإنسان؟
إنّ للحوادث والمصائب آثاراً تربوية في حياة البشر المادّية تارة، وفي إزاحة الغرور والغفلة عن الضمائر والعقول ثانية، ولأجل هذه الفوائد صحّ إيجادها سواء قلنا بأنّ الشرّ موجود بالذات أو موجود بالعرض.
فإنّ البلايا والمصائب خير وسيلة لتفجير الطاقات وتقدّم العلوم ورقي الحياة البشرية، كما أنّ التمتّع بالمواهب المادّية والاستغراق في اللذائذ والشهوات يوجب غفلة كبرى عن القيم الأخلاقية، وكلّما ازداد الإنسان توغّلاً في اللذائذ والنعم ازداد ابتعاداً عن الجوانب المعنوية، فلابدّ لانتباه الإنسان من هذه الغفلة من هزّة وجرس إنذار يذكّره ويوقظ فطرته، ثم أنّ بقاء الحياة على نمط واحد يوجب أن لا تتجلّى الحياة لذيذة محبوبة، وهذا بخلاف ما إذا تراوحت بين المرّ والحلو، والجميل والقبيح، فلا يمكن معرفة السلامة إلاّ بالوقوف على العيب، ولا على الصحّة إلاّ بلمس المرض، ولا على العافية إلاّ عند نزول البلاء