الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
ان البشر غیر قادرون على تحدید مستقبلهم الذی یؤولون الیه; لأنّ علمهم محدود من کلّ جانب ومعلوماتهم بالنّسبة إلى مجهولاتهم کقطرة فی مقابل البحر، وکما أنّ الناس لم یُدرکوا شیئاً من أسرار الخِلقة فی القوانین التکوینیّة الإلهیّة، فتارةً یهملون شیئاً ولا یعیرونه اهتماماً فی حین أنّ أهمیّته وفوائده فی تقدّم العلوم کبیرة، وهکذا بالنسبة إلى القوانین التشریعیّة فالإنسان لا یعلم بکثیر من المصالح والمفاسد فیها، وقد یکره شیئاً فی حین أنّ سعادته تکون فیه، (وعسى أن تکرهوا شیئاً وهو خیر لکم) أو أنّه یفرح لشیء ویطلبه فی حین أنّه یستبطن شقاوته (وعسى أن تحبّوا شیئاً وهو شر لکم).
فهؤلاء النّاس لا یحقّ لهم مع الإلتفات إلى علمهم المحدود أن یتعرضوا على علم الله اللاّمحدود ویعترضوا على أحکامه الإلهیّة، بل یجب أن یعلموا یقیناً أنّ الله الرّحمن الرحیم حینما یُشرّع لهم الجهاد والزکاة والصوم والحجّ فکلّ ذلک لما فیه خیرهم وصلاحهم.
ثمّ إنّ هذه الحقیقة تعمّق فی الإنسان روح الانضباط والتسلیم أمام القوانین الإلهیّة وتؤدی إلى توسعة آفاق إدراکه إلى أبعد من دائرة محیطه المحدود وتربطه بالعالم اللاّمحدود یعنی علم الله تعالى(1)
لا يوجد تعليق