الجواب الاجمالي:
من البدیهی أنّ قدرة الله اللامتناهیة کافیة لإیجاد کلّ هذا العالم فی لحظة، بل وفی أقلّ منها، إلاّ أنّ هذا النظام التدریجی یبیّن عظمة الله وعلمه وتدبیره فی جمیع المراحل بصورة أفضل.
الجواب التفصيلي:
ذکر جواب هذا السؤال فی الآیة رقم 4 من سورة السجدة حیث قال تعالى: (الله الذی خلق السماوات والأرض وما بینهما فی ستّة أیّام)(1)
إنّ المراد من (ستّة أیّام) فی هذه الآیات: ستّ مراحل، لأنّ أحد معانی الیوم فی المحادثات الیومیة: المرحلة، کما نقول: کان النظام المستبدّ یحکمنا بالأمس، والیوم یحکمنا نظام الشورى، فی حین أنّ الحکومات المستبدّة کانت تحکم آلاف السنین، إلاّ أنّهم یعبّرون عن تلک المرحلة بالیوم.
ومن جهة اُخرى، فقد مرّت فترات ومراحل مختلفة على السماء والأرض:
ـ فیوماً کانت کلّ کواکب المنظومة الشمسیة کتلة واحدة مذابة.
ـ وفی یوم آخر انفصلت السیارات عن الشمس وبدأت تدور حولها.
ـ وفی یوم کانت الأرض کتلة نار ملتهبة.
ـ وفی یوم آخر أصحبت باردة وجاهزة لحیاة النباتات والحیوانات، ثمّ وجدت الکائنات الحیّة عبر مراحل مختلفة.
وقد أوردنا شرحاً مفصّلا لهذا المعنى والمراحل الستّ بصورة مفصّلة فی ذیل الآیة 54 من سورة الأعراف.
ومن البدیهی أنّ قدرة الله اللامتناهیة کافیة لإیجاد کلّ هذا العالم فی لحظة، بل وفی أقلّ منها، إلاّ أنّ هذا النظام التدریجی یبیّن عظمة الله وعلمه وتدبیره فی جمیع المراحل بصورة أفضل.
فمثلا: إذا طوى الجنین فی لحظة واحدة کلّ مراحل تکامله وولد، فإنّ عجائبه ستبقى بعیدة عن نظر الإنسان، أمّا عندما نراه یطوی فی کلّ یوم واسبوع ـ طوال هذه التسعة أشهر ـ أشکالا عجیبة جدیدة، فسنتعرّف أکثر على عظمة الله سبحانه(2)
لا يوجد تعليق