الجواب الاجمالي:
الهدف الأصلی لخلق الإنسان هو «العبودیة» وهو ما اُشیر فی آیات عديدة من القرآن الكريم، أمّا العلم والإمتحان وأمثالهما فهی أهداف ضمن مسیر العبودیة لله، ورحمة الله الواسعة نتیجة العبودیة لله. وبهذا یتّضح أنّنا خلقنا لعبادة الله
الجواب التفصيلي:
من أهمّ الأسئلة التی تختلج فی خاطر کلّ إنسان هو لِمَ خُلِقنا؟! وما الهدف من خلق الناس والمجیىء إلى هذه الدنیا؟!
تجیب آیات 56 ـ 58 من سورة «الذاریات» على هذا السؤال المهم والعام بتعابیر موجزة ذات معنى غزیر.
تقول الآیات حاکیةً عن الله سبحانه: (وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ لیعبدون).
وأنّه غیر مفتقر إلى أیّ منهم أبداً (ما اُرید منهم من رزق وما اُرید أن یطعمون) بل إنّ الله تعالى هو الذی یرزق عباده ومخلوقاته... (إنّ الله هو الرّزّ اق ذو القوّة المتین).
فهذه الآیات التی هی فی منتهى الوجازة والاختصار تکشف ستاراً عن الحقیقة التی یطلبها الجمیع ویریدون معرفتها
وتجعلنا أمام الهدف العظیم.
توضیح ذلک: لا شکّ أنّ کلّ فرد عاقل وحکیم حین یقوم بعمل فإنّما یهدف من وراء عمله إلى هدف معیّن، وحیث إنّ الله أعلم من جمیع مخلوقاته وأعرفهم بالحکمة، بل لا ینبغی قیاسه بأی أحد، فینقدح هذا السؤال وهو لِمَ خلق الله الإنسان؟! هل کان یشعر بنقص فارتفع بخلق الإنسان؟! هل کان محتاجاً إلى شیء فإرتفع الاحتیاج بخلقنا؟
ولکنّنا نعلم أنّ وجوده کامل من کلّ الجهات (ولا محدود فی اللاّ محدود) وهو غنی بالذات!
إذاً، فطبقاً للمقدّمة الاُولى یجب القبول على أنّه کان له هدف، وطبقاً للمقدّمة الثانیة ـ ینبغی القبول أنّ هدفه من خلق الإنسان لیس شیئاً یعود إلى ذاته المقدّسة.
فالنتیجة ینبغی أن یبحث عن هذا الهدف خارج ذاته، هذا الهدف یعود للمخلوقین أنفسهم وأساس کمالهم... هذا من جانب!
ومن جانب آخر ورد فی القرآن تعابیر کثیرة مختلفة فی شأن خلق الإنسان والهدف منه!
فنقرأ فی إحدى آیاته: (الّذی خلق الموت والحیاة لیبلوکم أیّکم أحسن عملا) وجاء فی آیة اُخرى (الله الّذی خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهنّ یتنزّل الأمر بینهنّ لتعلموا أنّ الله على کلّ شیء قدیر وأنّ الله قد أحاط بکلّ شیء علماً)!(1) وهنا یبیّن القرآن أنّ علمنا بعلم الله وقدرته هو الهدف من خلق السماوات والأرض (وما بینهما).
ونقرأ فی آیة اُخرى (ولو شاء ربّک لجعل النّاس اُمّة واحدة ولا یزالون مختلفین * إلاّ من رحم ربّک ولذلک خلقهم)(2)
وطبقاً لهاتین الآیتین فالهدف من خلق الإنسان هو رحمة الله.
والآیات محلّ البحث تستند إلى مسألة العبودیّة فحسب، وتعبّر عنها بصراحة بأنّها الهدف النهائی من خلق الجنّ والإنس!
وبقلیل من التأمّل فی مفهوم هذه الآیات وما شابهها نرى أنّه لا تضادّ ولا اختلاف بین هذه الآیات، ففی الحقیقة بعضها هدف مقدّمی، وبعضها هدف متوسّط، وبعضها هدف نهائی، وبعضها نتیجة!.
فالهدف الأصلی هو «العبودیة» وهو ما اُشیر فی هذه الآیات محلّ البحث، أمّا العلم والإمتحان وأمثالهما فهی أهداف ضمن مسیر العبودیة لله، ورحمة الله الواسعة نتیجة العبودیة لله.
وهکذا یتّضح أنّنا خلقنا لعبادة الله، لکن المهمّ أن نعرف ما هی حقیقة هذه العبادة؟!
فهل المراد منها أداء المراسم أو المناسک (الیومیة) وأمثالها کالرکوع والسجود والقیام والصلاة والصوم، أو هی حقیقة وراء هذه الاُمور وإن کانت العبادة الرسمیّة کلّها أیضاً واجدة للأهمیّة!؟
وللإجابة على هذا السؤال ینبغی معرفة معنى کلمة «العبد» والعبودیة وتحلیلهما!
«العبد»: لغةً هو الإنسان المتعلّق بمولاه وصاحبه من قرنه إلى قدمه!.. وإرادته تابعة لإرادته وما یطلب ویبتغیه تبع لطلب سیّده وإبتغائه، فلا یملک فی قباله شیئاً ولیس له أن یقصّر فی طاعته.
وبتعبیر آخر: إنّ العبودیة ـ کما تبیّن معناها کتب اللغة ـ هی إظهار منتهى الخضوع للمعبود، ولذلک فالمعبود الوحید الذی له حقّ العبادة على الآخرین هو الذی بذل منتهى الإنعام والإکرام، ولیس ذلک سوى الله سبحانه!
فبناءً على ذلک فالعبودیة هی قمّة التکامل وأوجُ بلوغ الإنسان وإقترابه من الله! والعبودیة منتهى التسلیم لذاته المقدّسة!
والعبودیة هی الطاعة بلا قید ولا شرط والإمتثال للأوامر الإلهیّة فی جمیع المجالات!.
وأخیراً فإنّ العبودیة الکاملة هی أن لا یفکّر الإنسان بغیر معبوده الواقعی أی الکمال المطلق، ولا یسیر إلاّ فی منهجه اللاحب وأن ینسى سواه حتى (نفسه وشخصه).
وهذا هو الهدف النهائی من خلق البشر الذی أعدّ الله له الامتحان والاختبار لنیله، ومنح الإنسان العلم والمعرفة، وجعل نتیجة کلّ ذلک فیض رحمته للإنسان(3)
تجیب آیات 56 ـ 58 من سورة «الذاریات» على هذا السؤال المهم والعام بتعابیر موجزة ذات معنى غزیر.
تقول الآیات حاکیةً عن الله سبحانه: (وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ لیعبدون).
وأنّه غیر مفتقر إلى أیّ منهم أبداً (ما اُرید منهم من رزق وما اُرید أن یطعمون) بل إنّ الله تعالى هو الذی یرزق عباده ومخلوقاته... (إنّ الله هو الرّزّ اق ذو القوّة المتین).
فهذه الآیات التی هی فی منتهى الوجازة والاختصار تکشف ستاراً عن الحقیقة التی یطلبها الجمیع ویریدون معرفتها
وتجعلنا أمام الهدف العظیم.
توضیح ذلک: لا شکّ أنّ کلّ فرد عاقل وحکیم حین یقوم بعمل فإنّما یهدف من وراء عمله إلى هدف معیّن، وحیث إنّ الله أعلم من جمیع مخلوقاته وأعرفهم بالحکمة، بل لا ینبغی قیاسه بأی أحد، فینقدح هذا السؤال وهو لِمَ خلق الله الإنسان؟! هل کان یشعر بنقص فارتفع بخلق الإنسان؟! هل کان محتاجاً إلى شیء فإرتفع الاحتیاج بخلقنا؟
ولکنّنا نعلم أنّ وجوده کامل من کلّ الجهات (ولا محدود فی اللاّ محدود) وهو غنی بالذات!
إذاً، فطبقاً للمقدّمة الاُولى یجب القبول على أنّه کان له هدف، وطبقاً للمقدّمة الثانیة ـ ینبغی القبول أنّ هدفه من خلق الإنسان لیس شیئاً یعود إلى ذاته المقدّسة.
فالنتیجة ینبغی أن یبحث عن هذا الهدف خارج ذاته، هذا الهدف یعود للمخلوقین أنفسهم وأساس کمالهم... هذا من جانب!
ومن جانب آخر ورد فی القرآن تعابیر کثیرة مختلفة فی شأن خلق الإنسان والهدف منه!
فنقرأ فی إحدى آیاته: (الّذی خلق الموت والحیاة لیبلوکم أیّکم أحسن عملا) وجاء فی آیة اُخرى (الله الّذی خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهنّ یتنزّل الأمر بینهنّ لتعلموا أنّ الله على کلّ شیء قدیر وأنّ الله قد أحاط بکلّ شیء علماً)!(1) وهنا یبیّن القرآن أنّ علمنا بعلم الله وقدرته هو الهدف من خلق السماوات والأرض (وما بینهما).
ونقرأ فی آیة اُخرى (ولو شاء ربّک لجعل النّاس اُمّة واحدة ولا یزالون مختلفین * إلاّ من رحم ربّک ولذلک خلقهم)(2)
وطبقاً لهاتین الآیتین فالهدف من خلق الإنسان هو رحمة الله.
والآیات محلّ البحث تستند إلى مسألة العبودیّة فحسب، وتعبّر عنها بصراحة بأنّها الهدف النهائی من خلق الجنّ والإنس!
وبقلیل من التأمّل فی مفهوم هذه الآیات وما شابهها نرى أنّه لا تضادّ ولا اختلاف بین هذه الآیات، ففی الحقیقة بعضها هدف مقدّمی، وبعضها هدف متوسّط، وبعضها هدف نهائی، وبعضها نتیجة!.
فالهدف الأصلی هو «العبودیة» وهو ما اُشیر فی هذه الآیات محلّ البحث، أمّا العلم والإمتحان وأمثالهما فهی أهداف ضمن مسیر العبودیة لله، ورحمة الله الواسعة نتیجة العبودیة لله.
وهکذا یتّضح أنّنا خلقنا لعبادة الله، لکن المهمّ أن نعرف ما هی حقیقة هذه العبادة؟!
فهل المراد منها أداء المراسم أو المناسک (الیومیة) وأمثالها کالرکوع والسجود والقیام والصلاة والصوم، أو هی حقیقة وراء هذه الاُمور وإن کانت العبادة الرسمیّة کلّها أیضاً واجدة للأهمیّة!؟
وللإجابة على هذا السؤال ینبغی معرفة معنى کلمة «العبد» والعبودیة وتحلیلهما!
«العبد»: لغةً هو الإنسان المتعلّق بمولاه وصاحبه من قرنه إلى قدمه!.. وإرادته تابعة لإرادته وما یطلب ویبتغیه تبع لطلب سیّده وإبتغائه، فلا یملک فی قباله شیئاً ولیس له أن یقصّر فی طاعته.
وبتعبیر آخر: إنّ العبودیة ـ کما تبیّن معناها کتب اللغة ـ هی إظهار منتهى الخضوع للمعبود، ولذلک فالمعبود الوحید الذی له حقّ العبادة على الآخرین هو الذی بذل منتهى الإنعام والإکرام، ولیس ذلک سوى الله سبحانه!
فبناءً على ذلک فالعبودیة هی قمّة التکامل وأوجُ بلوغ الإنسان وإقترابه من الله! والعبودیة منتهى التسلیم لذاته المقدّسة!
والعبودیة هی الطاعة بلا قید ولا شرط والإمتثال للأوامر الإلهیّة فی جمیع المجالات!.
وأخیراً فإنّ العبودیة الکاملة هی أن لا یفکّر الإنسان بغیر معبوده الواقعی أی الکمال المطلق، ولا یسیر إلاّ فی منهجه اللاحب وأن ینسى سواه حتى (نفسه وشخصه).
وهذا هو الهدف النهائی من خلق البشر الذی أعدّ الله له الامتحان والاختبار لنیله، ومنح الإنسان العلم والمعرفة، وجعل نتیجة کلّ ذلک فیض رحمته للإنسان(3)
لا يوجد تعليق