الجواب الاجمالي:
الموضوع الذی یعتبر معقولا بالنسبة لنا ویمکن قبوله فهو وجود ـ أو إمکانیة وجودـ هذا الإرتباط المجهول.
فنقول: لا یوجد أیّ دلیل عقلی ینفی إمکانیة مثل هذا الأمر، بل نرى إرتباطات مجهولة فی عالمنا نعجز عن تفسیرها، وهذه الإرتباطات تؤکّد وجود مرئیات ومدرکات خارج حدود حواسنا وإرتباطاتنا، فهل توصلنا إلى معرفة جمیع أسرار هذا العالم، کی ننفی الوحی لصعوبة إدارکه بالنسبة لنا؟
فنقول: لا یوجد أیّ دلیل عقلی ینفی إمکانیة مثل هذا الأمر، بل نرى إرتباطات مجهولة فی عالمنا نعجز عن تفسیرها، وهذه الإرتباطات تؤکّد وجود مرئیات ومدرکات خارج حدود حواسنا وإرتباطاتنا، فهل توصلنا إلى معرفة جمیع أسرار هذا العالم، کی ننفی الوحی لصعوبة إدارکه بالنسبة لنا؟
الجواب التفصيلي:
لا یمکننا الاحاطة ـ بلا شک ـ بحقیقة الوحی وإرتباطاته، لأنّه نوع من الإدراک خارج عن حدود إدراکنا، وهو إرتباط خارج عن حدود إرتباطاتنا المعروفة. فعالم الوحی بالنسبة لناعالم مجهول وفوق إدارکاتنا، فکیف یستطیع إنسان ترابی أن یرتبط مع مصدر عالم الوجود؟!
وکیف یرتبط الخالق الأزلی الأبدی مع مخلوق محدود وممکن الوجود! وکیف یتیقن النّبی عند نزول الوحی أنّ هذا الإرتباط معه؟
هذه أسئلة یَصْعُب الجواب علیها بالنسبة لنا، ولا داعی للإصرار على فهمها.
أمّا الموضوع الذی یعتبر معقولا بالنسبة لنا ویمکن قبوله فهو وجود ـ أو إمکانیة وجودـ هذا الإرتباط المجهول.
فنحن نقول: لا یوجد أیّ دلیل عقلی ینفی إمکانیة مثل هذا الأمر، بل على العکس من ذلک حیث نرى إرتباطات مجهولة فی عالمنا نعجز عن تفسیرها، وهذه الإرتباطات تؤکّد وجود مرئیات ومدرکات اُخرى خارج حدود حواسنا وإرتباطاتنا.
ولا بأس من ذکر مثال لتوضیح هذا الموضوع:
لنفرض أنّنا کنّا فی مدینة کلّ أهلها من العمیان (عمیان منذ الولادة) ونحن الوحیدون ننظر بعینین، فکل أهل المدینة لهم أربعة حواس (على فرض أنّ الحواس الظاهریة للإنسان خمسة) ونحن الوحیدون نملک خمسة حواس. عندها سنشاهد أحداثاً کثیرة فی هذه المدینة، وعندما نخبر أهل هذه المدینة سیتعجبون جمیعهم من هذه الحاسة الخامسة التی تستطیع أن تدرک هذه الحوادث المتعددة، ومهما حاولنا شرح حاسة النظر لهم وفوائدها وآثارها فإنّهم لا یستطیعون فهم ذلک. فمن جانب لا یستطیعون نکران ذلک لإدراکهم آثارها، ومن جانب آخر لا یقدرون على درک حقیقة حاسة النظر، لأنّهم غیر قادرین على النظر طیلة حیاتهم ولو للحظة واحدة.
ولا نرید القول أنّ الوحی هو (الحاسة السادسة)، بل هو نوع من الإرتباط والإدراک لعالم الغیب والذات الإلهیّة المقدسة، ولأنّنا نفقد ذلک لا نستطیع أن ندرک کنهه بالرغم من إیماننا بوجود الوحی لوجود آثاره.
إنّنا نرى رجالا عظماء یدعون الناس إلى اُمور هی فوق مستوى أفکار البشر، ویدعوهم إلى الدین الإلهی، وعندهم من المعاجز الخارقة ما یفوق طاقة الإنسان، حیث توضح هذه المعاجز إرتباطهم بعالم الغیب، فالآثار واضحة إلاّ أنّ الحقیقة مخفیة.
هل توصلنا ـ نحن ـ إلى معرفة جمیع أسرار هذا العالم، کی ننفی الوحی لصعوبة إدارکه بالنسبة لنا؟!
وحتى فی عالم الحیوانات، فهناک ظواهر مجهولة نعجز عن تفسیرها، فهل توضحت لنا الحیاة المجهولة لبعض الطیور المهاجرة التی قد تقطع ثمانیة عشر ألف کیلومتر من القطب الشمالی وحتى الجنوبی أو العکس؟ فکیف تعرف هذه الطیور الطریق بدقة مع أنّها قد تسافر أحیاناً فی النهار وأحیاناً اُخرى فی اللیالی المظلمة، فی حین أنّنا لا نستطیع أحیاناً أن نسیر مقداراً یسیراً من طریقها ما لم یکن لدینا أجهزة ووسائل معیّنة توضّح لنا لمسیر؟
وهناک بعض الأسماک التی تعیش فی أعماق البحار والمحیطات، وعندما ترید أن تضع بیوضها تعود إلى مسقط رأسها الذی یبعد أحیاناً آلاف الکیلومترات، فکیف تستطیع هذه الأسماک أن تهتدی إلى مسقط رأسها بهذه السهولة؟!
وهناک العدید من هذه الأمثلة المجهولة فی حیاتنا تمنعنا إنکار ونفی کل شیء، وتذکّرنا بوصیة الفیلسوف «ابن سینا» الذی یقول: «کل ما قرع سمعک من الغرائب فضعه فی بقعة الإمکان ما لم یردک عنه قاطع البرهان»(1).
وکیف یرتبط الخالق الأزلی الأبدی مع مخلوق محدود وممکن الوجود! وکیف یتیقن النّبی عند نزول الوحی أنّ هذا الإرتباط معه؟
هذه أسئلة یَصْعُب الجواب علیها بالنسبة لنا، ولا داعی للإصرار على فهمها.
أمّا الموضوع الذی یعتبر معقولا بالنسبة لنا ویمکن قبوله فهو وجود ـ أو إمکانیة وجودـ هذا الإرتباط المجهول.
فنحن نقول: لا یوجد أیّ دلیل عقلی ینفی إمکانیة مثل هذا الأمر، بل على العکس من ذلک حیث نرى إرتباطات مجهولة فی عالمنا نعجز عن تفسیرها، وهذه الإرتباطات تؤکّد وجود مرئیات ومدرکات اُخرى خارج حدود حواسنا وإرتباطاتنا.
ولا بأس من ذکر مثال لتوضیح هذا الموضوع:
لنفرض أنّنا کنّا فی مدینة کلّ أهلها من العمیان (عمیان منذ الولادة) ونحن الوحیدون ننظر بعینین، فکل أهل المدینة لهم أربعة حواس (على فرض أنّ الحواس الظاهریة للإنسان خمسة) ونحن الوحیدون نملک خمسة حواس. عندها سنشاهد أحداثاً کثیرة فی هذه المدینة، وعندما نخبر أهل هذه المدینة سیتعجبون جمیعهم من هذه الحاسة الخامسة التی تستطیع أن تدرک هذه الحوادث المتعددة، ومهما حاولنا شرح حاسة النظر لهم وفوائدها وآثارها فإنّهم لا یستطیعون فهم ذلک. فمن جانب لا یستطیعون نکران ذلک لإدراکهم آثارها، ومن جانب آخر لا یقدرون على درک حقیقة حاسة النظر، لأنّهم غیر قادرین على النظر طیلة حیاتهم ولو للحظة واحدة.
ولا نرید القول أنّ الوحی هو (الحاسة السادسة)، بل هو نوع من الإرتباط والإدراک لعالم الغیب والذات الإلهیّة المقدسة، ولأنّنا نفقد ذلک لا نستطیع أن ندرک کنهه بالرغم من إیماننا بوجود الوحی لوجود آثاره.
إنّنا نرى رجالا عظماء یدعون الناس إلى اُمور هی فوق مستوى أفکار البشر، ویدعوهم إلى الدین الإلهی، وعندهم من المعاجز الخارقة ما یفوق طاقة الإنسان، حیث توضح هذه المعاجز إرتباطهم بعالم الغیب، فالآثار واضحة إلاّ أنّ الحقیقة مخفیة.
هل توصلنا ـ نحن ـ إلى معرفة جمیع أسرار هذا العالم، کی ننفی الوحی لصعوبة إدارکه بالنسبة لنا؟!
وحتى فی عالم الحیوانات، فهناک ظواهر مجهولة نعجز عن تفسیرها، فهل توضحت لنا الحیاة المجهولة لبعض الطیور المهاجرة التی قد تقطع ثمانیة عشر ألف کیلومتر من القطب الشمالی وحتى الجنوبی أو العکس؟ فکیف تعرف هذه الطیور الطریق بدقة مع أنّها قد تسافر أحیاناً فی النهار وأحیاناً اُخرى فی اللیالی المظلمة، فی حین أنّنا لا نستطیع أحیاناً أن نسیر مقداراً یسیراً من طریقها ما لم یکن لدینا أجهزة ووسائل معیّنة توضّح لنا لمسیر؟
وهناک بعض الأسماک التی تعیش فی أعماق البحار والمحیطات، وعندما ترید أن تضع بیوضها تعود إلى مسقط رأسها الذی یبعد أحیاناً آلاف الکیلومترات، فکیف تستطیع هذه الأسماک أن تهتدی إلى مسقط رأسها بهذه السهولة؟!
وهناک العدید من هذه الأمثلة المجهولة فی حیاتنا تمنعنا إنکار ونفی کل شیء، وتذکّرنا بوصیة الفیلسوف «ابن سینا» الذی یقول: «کل ما قرع سمعک من الغرائب فضعه فی بقعة الإمکان ما لم یردک عنه قاطع البرهان»(1).
لا يوجد تعليق