الجواب الاجمالي:
قالوا: إنّه یکفی لانکار شیء أنّ العلوم الطبیعیة لم تثبته. ونحن لا نقبل إلاّ المواضیع التی أثبتتها العلوم التجریبیة وفق معاییرها الخاصة، لكن نقول لهم: إن الوسائل تتناسب مع نوع العلم دائماً، أمّا الوسائل المستخدمة لمعرفة ما وراء الطبیعة، فهی لیست سوى الاستدلالات العقلیة القویة التی تفتح لنا الآفاق نحو ذلک العالم الکبیر.
الجواب التفصيلي:
یذکر بعض المادیین لدى طرح مسألة الوحی بأنّ الوحی خلاف العلم!
وإذا سألناهم کیف ذلک؟ یقولون بلهجة المغرور والواثق من نفسه: إنّه یکفی لانکار شیء أنّ العلوم الطبیعیة لم تثبته. ونحن لا نقبل إلاّ المواضیع التی أثبتتها العلوم التجریبیة وفق معاییرها الخاصة.
وإضافة لذلک فنحن لم نواجه فی تحقیقاتنا العلمیة حول جسم الإنسان وروحه، شیئاً مجهولا یستطیع أن یربطنا بعالم ماوراء الطبیعة.
کیف یمکننا أن نصدق بأنّ الأنبیاء، الذین هم بشر مثلنا، لهم إحساس غیر إحساسنا وادراک فوق ادراکنا؟
مثل هذا التعامل للمادیین مع الوحی لا یرتبط بهذه المسألة فحسب، فهؤلاء لهم مثل هذا التحلیل حیال جمیع القضایا التی تختص بما وراء الطبیعة، ولأجل التوضیح نقول لهم دائماً: لا تنسوا أنّ حدود العلم هی عالم المادة، والأجهزة والوسائل المستخدمة فی البحوث العلمیة ـ کالمختبرات والتلسکوبات والمیکروسکوبات وقاعات التشریح ـ کلها محدود بحدود هذا العالم، فهذه العلوم وأجهزتها لا تستطیع أن تتحدّث أبداً عمّا هو موجود خارج حدود عالم المادة، لا بالنفی ولا بالإثبات، والدلیل على ذلک واضح، لأنّ هذه الأجهزة والوسائل لها قدرة محدودة ومحیط خاص بها.
بل إنّ أجهزة کلّ واحد من العلوم الطبیعیة لا یستطیع أن یکون فاعلا بالنسبة للعلم الآخر، فمثلا نحن لا نستطیع أن ننکر وجود میکروب السل إذا لم نشاهده بواسطة التلسکوب العظیم المستخدم فی النجوم، أو ننفی وجود کوکب البلوتون لأنّنا لم نشاهده بواسطة المیکروسکوب أو المجهر.
فالوسائل تتناسب مع نوع العلم دائماً، أمّا الوسائل المستخدمة لمعرفة ما وراء الطبیعة، فهی لیست سوى الاستدلالات العقلیة القویة التی تفتح لنا الآفاق نحو ذلک العالم الکبیر.
فالذین یخرجون العلم عن محیطه وحدوده لیسوا علماء ولا فلاسفة، إنّما یدّعون ذلک، وفی نفس الوقت هم خاطئون وضالون.
المهم إنّنا نرى أشخاصاً عظاماً جاؤوا وذکروا لنا اُموراً هی خارج حدود معرفة البشر، وهذا یؤکّد ارتباطهم بما وراء عالم المادة، أمّا کیف یکون هذا الإرتباط المجهول؟ فهذا مالم یتضح لنا، إنّما المهم هو أنّنا نعلم بوجود مثل هذا الإرتباط(1)
وإذا سألناهم کیف ذلک؟ یقولون بلهجة المغرور والواثق من نفسه: إنّه یکفی لانکار شیء أنّ العلوم الطبیعیة لم تثبته. ونحن لا نقبل إلاّ المواضیع التی أثبتتها العلوم التجریبیة وفق معاییرها الخاصة.
وإضافة لذلک فنحن لم نواجه فی تحقیقاتنا العلمیة حول جسم الإنسان وروحه، شیئاً مجهولا یستطیع أن یربطنا بعالم ماوراء الطبیعة.
کیف یمکننا أن نصدق بأنّ الأنبیاء، الذین هم بشر مثلنا، لهم إحساس غیر إحساسنا وادراک فوق ادراکنا؟
مثل هذا التعامل للمادیین مع الوحی لا یرتبط بهذه المسألة فحسب، فهؤلاء لهم مثل هذا التحلیل حیال جمیع القضایا التی تختص بما وراء الطبیعة، ولأجل التوضیح نقول لهم دائماً: لا تنسوا أنّ حدود العلم هی عالم المادة، والأجهزة والوسائل المستخدمة فی البحوث العلمیة ـ کالمختبرات والتلسکوبات والمیکروسکوبات وقاعات التشریح ـ کلها محدود بحدود هذا العالم، فهذه العلوم وأجهزتها لا تستطیع أن تتحدّث أبداً عمّا هو موجود خارج حدود عالم المادة، لا بالنفی ولا بالإثبات، والدلیل على ذلک واضح، لأنّ هذه الأجهزة والوسائل لها قدرة محدودة ومحیط خاص بها.
بل إنّ أجهزة کلّ واحد من العلوم الطبیعیة لا یستطیع أن یکون فاعلا بالنسبة للعلم الآخر، فمثلا نحن لا نستطیع أن ننکر وجود میکروب السل إذا لم نشاهده بواسطة التلسکوب العظیم المستخدم فی النجوم، أو ننفی وجود کوکب البلوتون لأنّنا لم نشاهده بواسطة المیکروسکوب أو المجهر.
فالوسائل تتناسب مع نوع العلم دائماً، أمّا الوسائل المستخدمة لمعرفة ما وراء الطبیعة، فهی لیست سوى الاستدلالات العقلیة القویة التی تفتح لنا الآفاق نحو ذلک العالم الکبیر.
فالذین یخرجون العلم عن محیطه وحدوده لیسوا علماء ولا فلاسفة، إنّما یدّعون ذلک، وفی نفس الوقت هم خاطئون وضالون.
المهم إنّنا نرى أشخاصاً عظاماً جاؤوا وذکروا لنا اُموراً هی خارج حدود معرفة البشر، وهذا یؤکّد ارتباطهم بما وراء عالم المادة، أمّا کیف یکون هذا الإرتباط المجهول؟ فهذا مالم یتضح لنا، إنّما المهم هو أنّنا نعلم بوجود مثل هذا الإرتباط(1)
لا يوجد تعليق