الجواب الاجمالي:
إنّ المسائل والاُمور الفطریّة تتناغم وتتوافق مع طبع الإنسان إذا ما اقترنت بالمعرفة، فالإنسان یطلب النّفع ویتجنّب الضرر بفطرته، ولکنّ هذا یتحقّق فی موارد أن یعرف الإنسان مصادیق النفع والضرر بالنّسبة له، فلو اشتبه علیه الأمر فی تشخیص المصداق ولم یُمیّز بین الموارد النافعة من الضّارة، فمن الواضح أنّ فطرته ونتیجة لهذا الإشتباه سوف تکره الأمر النافع، والعکس صحیح.
الجواب التفصيلي:
فی الجواب عن هذا السؤال یجب الإلتفات إلى هذه النقطة، وهی أنّ المسائل والاُمور الفطریّة تتناغم وتتوافق مع طبع الإنسان إذا ما اقترنت بالمعرفة، مثلاً الإنسان یطلب النّفع ویتجنّب الضرر بفطرته، ولکنّ هذا یتحقّق فی موارد أن یعرف الإنسان مصادیق النفع والضرر بالنّسبة له، فلو اشتبه علیه الأمر فی تشخیص المصداق ولم یُمیّز بین الموارد النافعة من الضّارة، فمن الواضح أنّ فطرته ونتیجة لهذا الإشتباه سوف تکره الأمر النافع، والعکس صحیح.
وفی مورد الجهاد نجد أنّ الأشخاص السطحیّین لا یرون فیه سوى الضرب والجرح والمصائب، ولهذا قد یکون مکروهاً لدیهم، وأمّا بالنسبة إلى الأفراد الّذین ینظرون إلى أبعد من هذا المدى المحدود فإنّهم یعلمون أنّ شرف الإنسان وعظمته وافتخاره وحریّته تکمن فی الإیثار والجهاد، وبذلک یرحّبون بالجهاد ویستقبلوه بفرح وشوق، کما هو الحال فی الأشخاص الّذین لا یعرفون آثار الأدویة المرّة والمنفرّة، فهم فی أوّل الأمر یظهرون عدم رغبتهم فیها، إلاّ أنّهم بعد أن یروا تأثیرها الإیجابی فی سلامتهم ونجاتهم من المرض، فحین ذاک یتقبّلون الدّواء برحابة صدر.
فما مر لا ینحصر بمسألة الجهاد والحرب مع الأعداء، بل إنّ الآیة تکشف عن قانون کلّی وعام، وهو أنّ الآیة تجعل من جمیع الشدائد والمصاعب فی سبیل الله سهلة ومیسورة ولذیذة للإنسان بمقتضى قوله تعالى (والله یعلم وأنتم لا تعلمون).
فعلم الله تعالى ورحمته ولطفه لعباده یتجلّى فی کلّ أحکامه المقدّسة فیرى ما فیه نجاتهم وسعادتهم، وعلى هذا الأساس یستقبل المؤمنون هذه الأوامر والأحکام الإلهیّة فیعتبروها کالأدویة الشافیة لهم ویطبّقونها بمنتهى الرضا والقبول(1)
لا يوجد تعليق