الجواب الاجمالي:
ان مفهوم الامامة من خلال الرؤية القرآنية مفهوم واسع وشامل یشمل المرجعیة الدینیة والسیاسیة، فإنه عهد إلهي لمن هو أهل لذلك، كما أنه جوهر جميع الأوامر الإسلامية، وبه تتحقق هداية الموجودات
الجواب التفصيلي:
بعد مراجعة آیات القرآن الکریم نجد ان مفهوم الامامة مفهوم واسع وشامل یشمل المرجعیة الدینیة والسیاسیة ونشیر هنا الى بعض مصادیق ذلک:
1 ـ الامامة عهد الهی:
یقول الله تعالى فی محکم کتابه:{وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِمات فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّی جاعِلُکَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظّالِمِینَ}(1)
2 ـ یستفاد من القرآن الکریم ان جعل الامامة کانت بأمر من الله تعالى وانه تعالى یجعلها لمن هو أهل لذلک حیث ان موقع الامامة فی الامة موقع متمیز وریادی.
یقول تعالى فی الآیة السالفة الذکر: {إِنِّی جاعِلُکَ لِلنّاسِ إِمام}; ومن هنا یسند تعالى جعل الامامة للناس الى نفسه.
ینقل القرآن الکریم عن لسان حال نبی الله موسى (علیه السلام) قوله حیث قال: {رَبِّ اشْرَحْ لِی صَدْرِی * وَیَسِّرْ لِی أَمْرِی * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی * یَفْقَهُوا قَوْلِی * وَاجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی * هارُونَ أَخِی...}(2)
ویقول الله تعالى کذلک: {وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُو}(3)
یستفاد من الآیتین المذکورتین وغیرهما من الآیات ان للامامة معنى آخراً غیر المعنى المتداول لدى أبناء السنة.
3 ـ اطاعة الامام المطلقة لکونه ولی الله
یقول الله تعالى فی محکم کتابه:{یا الآیةا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الاْمْرِ مِنْکُمْ}(4)
یقول الفخر الرازی ذیل تفسیر هذه الآیة: «لیس من الممکن أن یکون ولی الأمر غیر المعصوم حیث ان الامر بالطاعة المطلقة من غیر المعصوم أمر محال»(5)
4 ـ الامامة جوهر جمیع الاوامر الاسلامیة
یقول الله تعالى فی محکم کتابه:{يا أيها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ}(6) نزلت هذه الآیة فی یوم الغدیر وفی حق أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) طبقاً لاجماع علماء الشیعة وعدداً کبیراً من علماء ابناء السنة حیث أبلغ رسول الله (صلى الله علیه وآله) بعد نزولها الامة بولایة علی (علیه السلام). ویستفاد من جملة {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ} ان القرآن الکریم یشیر الى معنى خاصاً من معانی الامامة وهذا المعنی غیر المعنى الذی یذهب الیه ابناء العامة فی خصوص هذه الآیة. ان المذهب الشیعی یرى ان الامامة من اصول الدین وجوهر جمیع احکام الشریعة.
یا ترى ما هو المعنى من الامامة بحیث اذا لم یبغله النبی (صلى الله علیه وآله) الى أمته فکأنه لم یفعل شیئاً ولم یبلغ رسالته؟ یا ترى هل هذا البلاغ هو غیر ابلاغ الامة بولایة علی (علیه السلام)؟
5 ـ هدایة الموجودات بواسطة الامام
یقول الله تعالى فی محکم کتابه: {وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا وَکانُوا بِآیاتِنا یُوقِنُونَ}(7)
ويقول: {وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَیَعْقُوبَ نافِلَةً وَکُلاّ جَعَلْنا صالِحِینَ * وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَیْنا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْراتِ...}(8) لقد بین الله سبحانه وتعالى ومن خلال هذه الآیة المبارکة الى انه تعالى اجتبى بعض الانبیاء بعد تقدم الامتحان لهم وصبرهم عند البلاء مقام الامة والهدایة. ولا شک ان هذه الامامة هی امامة باطنیة وتطوینة ولیست تشریعیة، حیث ان الانبیاء (علیهم السلام) قبل نیلهم لمقام الامامة کانوا یتمتعون بالهدایة والامامة التشریعة.
لا يوجد تعليق