الجواب الاجمالي:
إن آیة «أولو الامر» من الأمثلة الأخرى التی تطرح مسألة الولایة تحت عنوان أصل دینی، یقول الفخر الرازی فی تفسیره: ینبغی التوصل عبر ذکر أولى الأمر الى جانب الله ورسوله فی الآیة إلى ان أصحاب هذه المنزلة والمکانة هم معصومون عن الذنب، لأن (بمعزل عن ذکرهم إلى جانب شخصین معصومین أی الله تعالى والنبی) طاعة أولى الامر جاءت من دون قید ولا شرط وعلى ذلک فإنهم معصومون عن الذنب والخطأ واذا کان الامر غیر ذلک فکان من الضروری تحدید حدود الطاعة، فی حین ان القرآن أوجب طاعتهم من دون ذکر شرط أو قید
الجواب التفصيلي:
لا حاجة للنقاش فی حاجة المجتمع الإسلامی بعد النبی الاکرم (صلى الله علیه وآله) الى مدیر یدیر شؤون الأمة، حیث لابد أن یتمتع بشخصیة سامیة ورفیعة، ویذهب إلى ذلک کل عقل سلیم ومنصف، وبالمناسبة فإن القرآن خلافاً لنظر السائل فإنه قد بیّن مسألة قیادة الأمة (الولایة) فی القرآن الکریم ورسم خطوطها العامة.
إن الآیات التی تشیر إلى مسألة الولایة فی القرآن الکریم، نحو:
1. آیة الولایة:
(إِنَّما وَلیُّکُمُ اللّه وَ رَسُولُهُ وَالَّذینَ آمَنُوا الَّذینَ یُقیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَ هُمْ راکِعُونَ)(1).
لقد نقل شأن نزول هذه الآیة المبارکة عدد کبیر من المفسرین وأهل الحدیث وهو کتالی: «وقف على علی بن أبی طالب سائل وهو راکع فی تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول الله (صلى الله علیه وآله) فأعلمه ذلک ، فنزلت على النبی (صلى الله علیه وآله) هذه الآیة: (إنما ولیکم الله ورسوله والذین آمنوا الذین یقیمون الصلاة ویؤتون الزکاة وهم راکعون) فقرأها رسول الله (صلى الله علیه وآله) ثم قال : من کنت مولاه فعلی مولاه ، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه». لقد ذکر شأن نزول هذه الآیة المبارکة بالإضافة إلى علماء الشیعة، 66 من علماء ومحدثی أهل السنة مع اختلاف بسیط فی الألفاظ، ونشیر هنا الى بعضهم:
تفسیر الطبری، المجلد 4، الجزء 6، الصفحة 289.
تفسیر ابن کثیر، المجلد 3، الصفحة 129.
تفسیر الفخر الرازی، المجلد 12، الصفحة 28.
الدّر المنثور للسیوطی، المجلد 3، الصفحة 105.
المناقب للخوارزمی، الصفحة 248.
تذکرة الخواص، الصفحة 15.
تاریخ دمشق، المجلد 42، الصفحة 357.
وبعد ما تقدم نشیر هنا إلى کیفیة الاستدلال بالآیة على مسألة الولایة:
وتوضیح ذلک هو: إن مفردة "الولی" فی الآیة المذکورة تعنی الولی ومن یتمسک بزمام الأمور، لذا قیل ان «الأب ولیّ الطفل»، و«الحاکم ولیّ القاصر».
وبما إن الکلام یدور حول "ولی المؤمنین" فالمفروض هو أن یکون المقصود من «وَلیّکم اللّه» فی الآیة هو امام وحاکم الأمة، حیث ان القرائن المذکورة فی سیاق الآیة وشأن نزولها، دلیل صریح على أن المراد من مفردة "الولی" هو الولایة والتکفل.
القرائن المذکورة:
1. اذا کان المقصود من مفردة "الولی" فی "ولیکم" غیر الولایة والزعامة الدینیة ومقام الامامة نحو "المحب" و"الناصر" کما یرى البعض ذلک، فعند ذلک یکون حصر مقام الولایة بثلاث حالات لغویاً، لان جمیع المؤمنین أصدقاء، ومتحابین فیما بینهم، ویعینون أخیهم المؤمن عند الحاجة، وعلى ذلک فان حصر المسألة بهؤلاء الأشخاص الثلاثة غیر صحیح.
2. ظاهر الآیة هو ان هؤلاء الأشخاص الثلاثة وهم: (الله، ورسوله، والّذین آمنوا الّذین یقیمون الصّلاة ویؤتون الزّکات وهم راکعون) لهم حق الولایة على المجتمع الإسلامی. وعلى ذلک فینبغی أن یکون الولاة غیر المجموعة التی یولى علیها. واذا افترضنا ان مفردة الولی تعنی الولایة وتدبیر شؤون المسلمین فلا شک یوجد تمایز بین الولی والمولّا علیه، لکن ان اذا اخذناها بمعنى الصدیق والناصر فعند ذلک یکون الولی والمولّا علیه مجموعة واحدة، لأن جمیع المؤمنین هم متحابون واصدقاء فیما بینهم وینصر ویعین أحدهم الآخر.
3. اذا کان المقصود من الولایة فی الآیة هو الصداقة والنصرة، فعند ذلک ینبغی أن یکتفى بالاشارة الى «الَّذینَ آمَنُوا» ولا داعی من الاشارة الى قول "یؤتون الزکاة وهم راکعون"، لان فی المجتمع الذی یتنفس فی فضاء ایمانی کل الافراد اصدقاء وانصار بعضهم للآخر، سواء أتوا الزکاة فی حال الرکوع أو غیر الرکوع.
ومن هنا فان المراد من الآیة هو نفس الذی جاء فی أحد أقوال النبی (صلى الله علیه وآله) حیث قال: «یا علی! أنت ولی کل مؤمن بعدی»(2)
إن جملة "من بعدی" تدلل على ان المقصود من "الولی" هو مقام القیادة والحکم والامامة فی الشؤون الدینیة والدنیویة، ولا المحبة والصداقة، لان اذا کان المقصود من ذلک هو الصداقة لم یختص الأمر بمرحلة بعد وفاة النبی (صلى الله علیه وآله).
آیة أولوا الأمر
إن آیة «أولو الامر» من الأمثلة الأخرى التی تطرح مسألة الولایة تحت عنوان أصل دینی حیث قال تعالى: (یا أَیُّها الَّذینَ آمَنُوا أَطیعُوا اللّهَ وَ أَطیعُوا الرَّسُولَ وَ اُولِى الأَمْرِ مِنْکُمْ...)(3).
إن مفردتی «اولوا الامر» فی الآیة تعنی "الحکام"، وهی تشیر الى ولایة مجموعة جاء ضرورة اطاعتهم الى جانب اطاعة الله وسوله.
یقول الفخر الرازی فی تفسیره وببیان عذب: ینبغی التوصل عبر ذکر أولى الأمر الى جانب الله ورسوله فی الآیة إلى ان أصحاب هذه المنزلة والمکانة هم معصومون عن الذنب، لأن (بمعزل عن ذکرهم إلى جانب شخصین معصومین أی الله تعالى والنبی) طاعة أولى الامر جاءت من دون قید ولا شرط وعلى ذلک فإنهم معصومون عن الذنب والخطأ واذا کان الامر غیر ذلک فکان من الضروری تحدید حدود الطاعة، فی حین ان القرآن أوجب طاعتهم من دون ذکر شرط أو قید(4)
یقول الفخر الرازی فی تفسیره وببیان عذب: ینبغی التوصل عبر ذکر أولى الأمر الى جانب الله ورسوله فی الآیة إلى ان أصحاب هذه المنزلة والمکانة هم معصومون عن الذنب، لأن (بمعزل عن ذکرهم إلى جانب شخصین معصومین أی الله تعالى والنبی) طاعة أولى الامر جاءت من دون قید ولا شرط وعلى ذلک فإنهم معصومون عن الذنب والخطأ واذا کان الامر غیر ذلک فکان من الضروری تحدید حدود الطاعة، فی حین ان القرآن أوجب طاعتهم من دون ذکر شرط أو قید(4)
لا يوجد تعليق