الجواب الاجمالي:
إنّ أول مَن تصدى لجمع القرآن بعد وفاة النبي(ص) مباشرة، وبوصية منه هو علي بن أبي طالب(ع) حيث قعد في بيته مشتغلاً بجمع القرآن وترتيبه على ما نزل.
إنّ الفرق بين مصحف الإمام علي(ع) والمصاحف الاُخرى التي اختلفت فيما بينها أيضاً، هو أنّ الإمام(ع) رتّبه على ما نزل ، كما اشتمل على شروح وتفاسير لمواضع من الآيات مع بيان أسباب ومواقع النزول.
قال(ع): ما نزلت آية على رسول الله(ص) إلا اقرأنيها وأملاها عليّ، فأكتبها بخطي . وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها. ودعا الله لي أن يعلمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله، ولا علماً أملاه عليّ فكتبته منذ دعا لي ما دعا.
كما اشتمل على جملة من علوم القرآن الكريم ، مثل: المحكم والمتشابه والمنسوخ والناسخ وتفسير الآيات وتأويلها
الجواب التفصيلي:
کان للإمام علی (علیه السلام) مصحفاً متمیزاً وهو من إملاء النبی (صلى الله علیه وآله) وخط علی (علیه السلام) وقد حفظه أهل البیت (علیهم السلام)، وقد نقل فی موارد متعددة ما جاء فیه من احادیث ومواضیع مختلفة. وذکر الشیخ حر العاملی فی کتابه الحدیثی (الوسائل) احادیث المصحف حسب الابواب الفقهیة من کتاب الطهارة الى الدیات ویمکن المراجعة الیه.
وعندما سئلوا الامام الصادق (علیه السلام) عن «الجامعة» قال: «فیه ما یحتاجون الیه الناس ما على الأرض شیء یحتاجون إلیه إلا وهو فیه حتى أرش الخدش.» ان مصحف علی (علیه السلام) ینبوع أحادیث أهل البیت وقد ورثوه واحداً تلو الآخر ورووا عنه واستدلوا به للإجالة على أسئلة السائلین.
عن حمران بن أعین عن أبی جعفر (علیه السلام) قال أشار إلى بیت کبیر وقال: یا حمران ان فی هذا البیت صحیفة طولها سبعون ذراعا بخط علی واملاء رسول الله ولو ولینا الناس لحکمنا بینهم بما انزل الله لم نعد ما فی هذه الصحیفة.
ویعرّف الامام صادق (علیه السلام) مصحف علی (علیه السلام) بهذه الصورة: « والجامعة: کتاب طوله سبعون ذراعا من إملاء النبی ( صلى الله علیه وآله وسلم ) وخط الإمام علی ( علیه السلام )، فیه ما یحتاجون الیه الناس من الحلال والحرام حتى أرش الخدش وحتى الجلدة، ونصف الجلدة.»
یقول سلیمان بن خالد: سمعت الامام الصادق (علیه السالم) یقول: «إن عندنا کتابا أملاه رسول الله ( ص ) وخط علی علیه السلام صحیفة فیها کل حلال وحرام حتى أرش الخدش».
قال الامام الباقر (علیه السلام) لأحد أصحابه: « قال الباقر علیه السلام مخاطبا لجابر: " یا جابر لو کنا نحدثکم برأینا وهوانا، کنا من الهالکین، ولکنا نحدثکم بأحادیث نکنزها عن رسول الله کما یکنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم»(1)
کان امیر المؤمنین (علیه السلام) أعلم الناس بسنة النبی (صلى الله علیه وآله) ولماذا لم یکن فی حین کان یقول: «فی کل حین کنت أسأل نبی الله (صلى الله علیه وآله) کان یخبرنی وکلما کنت أسکت، کان یبتدأنی الحدیث».
وقد روى عن أحادیث هذا الکتاب امام من امام. ویقول الامام الحسن المجتبى (علیه السلام) فی وصف مصحف علی (علیه السلام): «أن العلم فینا ونحن أهله، وهو عندنا مجموع کله بحذافیره، وأنه لا یحدث شئ إلى یوم القیامة حتى أرش الخدش إلا وهو عندنا مکتوب بإملاء رسول الله (صلى الله علیه وآله) وبخط علی (علیه السلام) بیده.»(2)،(3)
لا يوجد تعليق