الجواب الاجمالي:
الأنبیاء باعتبارهم یمتلکون خاصیة الهدایة التشریعیة بحیث یستطیعون هدایة المجتمع من خلال تبلیغ الرسالة وإرشاد الناس وبیان الأوامر والنواهی فیطلق علیهم وصف «النبی»، ومن جهة امتلاکهم القدرة على الهدایة التکوینیة وکونهم السبب فی کمال وسعادة الإنسان وتصرفهم فی قلوب ونفوس الناس وجذبهم إلى محیط الهدایة التکوینیة، یطلق علیهم من هذه الجهة وصف «الإمام»
الجواب التفصيلي:
أوّلًا: «النبوة» فی الواقع بمعنى تلقّی الوحی و«الرسالة» بمعنى تبلیغ ذلک الوحی، والحال أنّ «الإمامة» زعامة وقیادة المجتمع فی جمیع النواحی انطلاقاً من الأُصول والمعارف الإلهیة. ولا شکّ أنّ کلّ مقام من هذه المقامات یخضع إلى سلسلة من المواهب والکفاءات والاستعدادات التی ینبغی أن تتوفر فی الشخص لتشمله الرعایة واللطف الإلهی ولیحمل هذا الوسام الشریف، وإذا کانت النبوة والرسالة تحتاج إلى مجموعة من الشروط والاستعدادات، فإنّ الإمامة تحتاج إلى شروط أُخرى أشدّ وأعقد من الشروط التی ینبغی أن تتوفّر فی النبی أو الرسول. وذلک لأنّ الإنسان الإلهی المرتبط بالوحی فی المرحلة الأُولى یحتاج إلى مؤهّلات وشروط تؤهّله إلى تلقّی الوحی واستلام التعالیم والأحکام الإلهیة، وفی المرحلة الثانیة «الرسالة» أنّه مکلّف فی نشر التعالیم الإلهیة وتحقیق البرنامج الإلهی فی المجتمع لکی یتسنّى للأُمّة ومن خلال القیادة الرشیدة والحکیمة أن تطوی الطریق لنیل السعادة فی الدارین.
و بعبارة أُخرى: انّ مجال وإطار عمل الأنبیاء والرسل باعتبارهم حاملین للنبوة والرسالة، هو تبیین الأحکام والتذکیر، ولکن عندما یصلون إلى مقام الإمامة تقع على کاهلهم مسؤولیة خطیرة جداً، وهی تربیة الإنسان الجاهل وتأمین جمیع مستلزمات البشریة فی جمیع الأقسام، ولا ریب أنّ القیام بهذه المهمة الصعبة والخطرة للغایة لا یمکن أن یتحقّق ما لم یتوفر النبی الإمام على مجموعة من الصفات التی منها التحلّی بالصبر والاستقامة والثبات وتحمّل المصاعب والعناء وشدّة المحن فی سبیل اللَّه تعالى، ومن هذا المنطلق نرى إبراهیم لم ینل مقام الإمامة إلّا بعد أن طوى سلسلة من الامتحانات الصعبة والاختبارات العسیرة التی خرج منها مرفوع الرأس بعد أن ثبت وقاوم وصبر وسیطر على نفسه وتحمل ما یعجز اللسان عن وصفه.
وعلى هذا الأساس یکون القیام بمهام الإمامة- الملازمة لکم هائل من العقبات والمشاکل المعقدة والمقترنة أیضاً بالمصائب والفتن ومجاهدة الأهواء والغرائز والمیول والتی تستدعی الاحتراق والفناء فی هذا الطریق- بحاجة إلى درجة عالیة من العشق الإلهی والذوبان فی الحب الإلهی، وإلّا فلا یمکن بحال من الأحوال أن یوفق النبی أو الرسول للقیام بتلک المهمة الصعبة، ولذلک نجد النبی إبراهیم علیه السلام مُنح هذا المقام السامی فی أُخریات حیاته الشریفة.
ثانیاً: انّ الهدایة التی تحصل من الأنبیاء والرسل لا تحتاج إلى شیء غیر التذکیر وبیان الطریق، والحال انّ الهدایة الحاصلة من الإمامة تتحقّق من خلال الإیصال إلى المقصد المطلوب، یعنی أنّ الإمام فی الواقع ینفذ إلى باطن الإنسان وروحه وأحاسیسه ومشاعره بحیث یهیمن على قلب الإنسان ویسری فی دمه وعروقه ویهدیه من خلال هذا الطریق. فالإمام کالشمس التی تسطع بأشعتها لتبعث الحیاة فی النباتات وتؤثر فی نموها وازدهارها، کذلک الإمام یفعل فعله فی القلوب المستعدة لیوجد فیها حالة من الانقلاب والتحوّل الکامل.
إنّ الإمام وفی ظل القدرة الإلهیة والوحی الإلهی، یخرج القلوب المستعدة والمتهیئة من الظلمات إلى النور، وهذا المقام السامی مُنح لإبراهیم علیه السلام ولأمثاله من الأنبیاء بعد اجتیاز سلسلة من الاختبارات الصعبة التی ولّدت فیهم تلک الروح القویة والقدرة العجیبة فی التأثیر.
فالإمام- وفقاً لهذه النظریة- یعد من مجاری الفیض الإلهی، بل من علل وصول الفیض الإلهی (الهدایة) إلى الناس، فکما أنّ الفیض المادی یحتاج إلى سلسلة من المجاری والعلل المادیة، کذلک الفیض المعنوی- وهو الهدایة التکوینیة- یحتاج إلى سلسلة من المجاری والعلل، ولا ریب أنّ هذا النوع من الهدایة الذی یرتبط بمواهب وکفاءات خاصة خارج عن إرادته واختیاره، إذ انّ النفوس المستعدة تنجذب بصورة قهریة إلى هدایة الإمام وتدخل فی إطار الهدایة التکوینیة.
الخلاصة: الأنبیاء باعتبارهم یمتلکون خاصیة الهدایة التشریعیة بحیث یستطیعون هدایة المجتمع من خلال تبلیغ الرسالة وإرشاد الناس وبیان الأوامر والنواهی فمن هذه الجهة یطلق علیهم وصف «النبی»، ولکن من جهة امتلاکهم القدرة على الهدایة التکوینیة وکونهم السبب فی کمال وسعادة الإنسان وتصرفهم فی قلوب ونفوس الناس وجذبهم إلى محیط الهدایة التکوینیة، یطلق علیهم من هذه الجهة وصف «الإمام»[1].[2]
و بعبارة أُخرى: انّ مجال وإطار عمل الأنبیاء والرسل باعتبارهم حاملین للنبوة والرسالة، هو تبیین الأحکام والتذکیر، ولکن عندما یصلون إلى مقام الإمامة تقع على کاهلهم مسؤولیة خطیرة جداً، وهی تربیة الإنسان الجاهل وتأمین جمیع مستلزمات البشریة فی جمیع الأقسام، ولا ریب أنّ القیام بهذه المهمة الصعبة والخطرة للغایة لا یمکن أن یتحقّق ما لم یتوفر النبی الإمام على مجموعة من الصفات التی منها التحلّی بالصبر والاستقامة والثبات وتحمّل المصاعب والعناء وشدّة المحن فی سبیل اللَّه تعالى، ومن هذا المنطلق نرى إبراهیم لم ینل مقام الإمامة إلّا بعد أن طوى سلسلة من الامتحانات الصعبة والاختبارات العسیرة التی خرج منها مرفوع الرأس بعد أن ثبت وقاوم وصبر وسیطر على نفسه وتحمل ما یعجز اللسان عن وصفه.
وعلى هذا الأساس یکون القیام بمهام الإمامة- الملازمة لکم هائل من العقبات والمشاکل المعقدة والمقترنة أیضاً بالمصائب والفتن ومجاهدة الأهواء والغرائز والمیول والتی تستدعی الاحتراق والفناء فی هذا الطریق- بحاجة إلى درجة عالیة من العشق الإلهی والذوبان فی الحب الإلهی، وإلّا فلا یمکن بحال من الأحوال أن یوفق النبی أو الرسول للقیام بتلک المهمة الصعبة، ولذلک نجد النبی إبراهیم علیه السلام مُنح هذا المقام السامی فی أُخریات حیاته الشریفة.
ثانیاً: انّ الهدایة التی تحصل من الأنبیاء والرسل لا تحتاج إلى شیء غیر التذکیر وبیان الطریق، والحال انّ الهدایة الحاصلة من الإمامة تتحقّق من خلال الإیصال إلى المقصد المطلوب، یعنی أنّ الإمام فی الواقع ینفذ إلى باطن الإنسان وروحه وأحاسیسه ومشاعره بحیث یهیمن على قلب الإنسان ویسری فی دمه وعروقه ویهدیه من خلال هذا الطریق. فالإمام کالشمس التی تسطع بأشعتها لتبعث الحیاة فی النباتات وتؤثر فی نموها وازدهارها، کذلک الإمام یفعل فعله فی القلوب المستعدة لیوجد فیها حالة من الانقلاب والتحوّل الکامل.
إنّ الإمام وفی ظل القدرة الإلهیة والوحی الإلهی، یخرج القلوب المستعدة والمتهیئة من الظلمات إلى النور، وهذا المقام السامی مُنح لإبراهیم علیه السلام ولأمثاله من الأنبیاء بعد اجتیاز سلسلة من الاختبارات الصعبة التی ولّدت فیهم تلک الروح القویة والقدرة العجیبة فی التأثیر.
فالإمام- وفقاً لهذه النظریة- یعد من مجاری الفیض الإلهی، بل من علل وصول الفیض الإلهی (الهدایة) إلى الناس، فکما أنّ الفیض المادی یحتاج إلى سلسلة من المجاری والعلل المادیة، کذلک الفیض المعنوی- وهو الهدایة التکوینیة- یحتاج إلى سلسلة من المجاری والعلل، ولا ریب أنّ هذا النوع من الهدایة الذی یرتبط بمواهب وکفاءات خاصة خارج عن إرادته واختیاره، إذ انّ النفوس المستعدة تنجذب بصورة قهریة إلى هدایة الإمام وتدخل فی إطار الهدایة التکوینیة.
الخلاصة: الأنبیاء باعتبارهم یمتلکون خاصیة الهدایة التشریعیة بحیث یستطیعون هدایة المجتمع من خلال تبلیغ الرسالة وإرشاد الناس وبیان الأوامر والنواهی فمن هذه الجهة یطلق علیهم وصف «النبی»، ولکن من جهة امتلاکهم القدرة على الهدایة التکوینیة وکونهم السبب فی کمال وسعادة الإنسان وتصرفهم فی قلوب ونفوس الناس وجذبهم إلى محیط الهدایة التکوینیة، یطلق علیهم من هذه الجهة وصف «الإمام»[1].[2]
لا يوجد تعليق