الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
قال ابن حجر الهيتمي المكي الشافعي(1) - استدلالا على مشروعية زيارة قبر النبي (ص)، في جواب من قال كيف تحكي الإجماع على مشروعية الزيارة و السفر إليها و طلبها و ابن تيمية من متأخّري الحنابلة منكر لمشروعية ذلك كلّه - : من هو ابن تيمية؟! حتّى ينظر إليه أو يقول في شيء من مورد الدين عليه؟!! وهل هو إلّا كما قال جماعة من الأئمة - الذين تعقّبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتّى أظهروا عوار سقطاته، وقبائح أوهامه، وغلطاته كالعزّ بن جماعة - : عبد أضلّه اللَّه تعالى وأغواه، وألبسه رداء الخزي وأرداه، وبواه من قوّة الافتراء والكذب ما أعقبه الهوان، وأوجب له الحرمان، ولقد تصدّى شيخ الإسلام وعالم الأنام المجمع على جلالته واجتهاده وصلاحه وإمامته، التقيّ السبكي - قدس اللَّه روحه ونوّر ضريحه - للردّ عليه في تصنيف مستقل أفاد فيه وأجاد، وأصاب وأوضح بباهر حججه طريق الصواب ثم قال: هذا ما وقع من ابن تيمية ممّا ذكر وإن كان عثرة لا تقال أبداً، ومصيبة يستمر شؤمها سرمداً، وليس بعجب؛ فإنّه سوّلت له نفسه و هواه وشيطانه أنّه ضرب مع المجتهدين بسهم صائب، ومادرى المحروم أنّه أتى بأقبح المعائب؛ إذ خالف إجماعهم في مسائل كثيرة، وتدارك على أئمتهم لا سيما الخلفاء الراشدين باعتراضات سخيفة، شهيرة حتّى تجاوز إلى الجناب الأقدس، المنزّه سبحانه عن كلّ نقص، والمستحق لكل كمال أنفس، فنسب إليه الكبائر و العظائم، وخرق سياج عظمته بما أظهره للعامّة، على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم، وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدّمين والمتأخّرين، حتّى قام عليه علماء عصره و ألزموا السلطان بقتله أو حبسه و قهره، فحبسه إلى أن مات، وخمدت تلك البدع، وزالت تلك الضلالات، ثم انتصر له أتباع لم يرفع اللَّه لهم رأساً، ولم يظهر لهم جاهاً، ولا بأساً، بل ضربت عليهم الذلّة والمسكنة وباءُوا بغضب من اللَّه بما عصوا وكانوا يعتدون»(2).
لا يوجد تعليق