5 حفل الزفاف

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الزواج المثالی
4 خطبة العقد نشید السرور


مراسم الزفاف
 
إنّ أحد آمال أغلب الآباء والأُمّهات أن یبقوا أحیاءً لیروا مراسم زفاف أبنائهم وهی ممتعة حقّاً. بشرط أن لا یحیلوا بأعمالهم الطائشة لیلة الفرح تلک إلى عزاء.
وهذه المراسم موجودة فی الإسلام ووردت فی الأخبار والروایات بعنوان «ولیمة الزفاف»(1).
ویستطیع کلّ فرد أن یدرک فلسفتها بأدنى تدبّر وتأمل لما یلی :
أوّلاً : حضور الأفراد من الأقرباء والأصدقاء فی هذه المراسم یسبغ رسمیة تامة على الحیاة المشترکة الجدیدة للزوجین ویدفعهما بشدّة إلى تحمل مسؤولیتهما نحو الزواج، ولو تمّت فی الخفاء وبدون أیّة مراسم لأمکن لکلّ طرف أن یتنصل بسهولة من التزاماته ویسلک سبیل الانفصال حین تواجههما أبسط مشکلة فی حیاتهما الجدیدة !
إلاّ أن عملاً بهذا الضجیج وبحضور ذلک الجمع من الأقرباء لا یبدو بالأمر الهین بحیث یغمض عنه بسهولة أو التعامل معه کموضوع خاصّ وبسیط; وعلیه فالمراسم المذکورة تحکم عقد الزواج بالدرجة الاُولى وتکسبه رسمیة وعینیة.
ثانیاً : حین تبنى دعامة شروع الحیاة الجدیدة على الفرح والسرور فإن الخاطرة الحسنة التی تبقى منه فی ذهن الطرفین مدعاة لأن یعتبرانها حادثة سارة ومفرحة طیلة عمرهما، ویتحملون بالطبع بسببها العدید من المشکلات وینظرون بتفاؤل إلى القضایا المتعلقة بالمستقبل.
ثالثاً : تدعو هذه المراسم الأقرباء والأصدقاء من خلال حضورهم لأن یعتبروا أنفسهم شرکاء فی حلّ مشاکل الأسرة الجدیدة فی الحاضر والمستقبل، وبالنظر إلى أن تکوین حیاة مشترکة ینطوی على بعض المشاکل فإنّ مساهمة هؤلاء فی حلها سیکون مفیداً قیّماً وله فوائد اُخرى.
إلاّ أنّ المشکلة تبدأ حین تمتزج هذه المراسم المفیدة والقیمة والمفرحة بالاستغراق بالمظاهر وأنواع الهوى والهوس والصرف الطائش والإسراف والتبذیر ومختلف المعاصی، وتصبح النتیجة هنا معکوسة تماماً.
وتصبح لیلة هم وغم بتکالیف باهضة وذکریات مریرة وألیمة، لیلة تغص بأنواع المفاسد والآثام التی تسخط الله تعالى، وبالتالی لیلة لا تبقى آثارها السیئة عالقة فی روح الزوجین الشابین فحسب، بل فی قرابتهما ومعارفهما لسنوات عدیدة.
وما نورده بهذا الشأن قضایا سمعناها من بعید ومن رآها عن قرب قطعاً أعرف بعمق هذه الفضائع، وأین السمع من الرؤیة.
فلیلة الزفاف فی الأسر المتحللة لیست مصیبة لوالدی العروس والعریس فحسب، بل لیلة مرهقة لجمیع المدعوین ولیلة سباق فی التجمل واستعراض الأشخاص ومباهاة کلّ طرف الطرف الآخر بالثیاب الفاخرة والجواهر.
وأغلبهن یتهیئن لهذا الاستعراض قبیل أسابیع وربّما أشهر ویوصین بالجدید من الألبسة والمجوهرات. وأکثرهن یتجملن وکأنّهن نسین أنفسهن أنّ العروس بنتهنّ ولیست هنّ.
وحیث یسعى کلّ فی میدان السباق لکی یتقدم على غیره، فلابدّ أن یتکبد کلّ فرد تکالیف باهضة وعناء کبیر، ولعلّ هذه المسائل تؤدی إلى الاختلافات بینهن وبین أزواجهن لم لم ینفقوا الأموال اللازمة بهذا الخصوص حتّى لا یتخلفن عن منافساتهنّ ویزول ماء وجوههنّ.
ولکم أن تتصوروا الموقف إن ساء الاختلاط فی مجالس النساء وماذا ستقع من مفاسد وانحرافات ! قطعاً سیظهر وسط «ممهد» و«ملیئ» بأنواع المعاصی، ومن الواضح أن آثار هذه المعاصی ستفعل فعلها وسوف لن تکتب لهذا الزواج السعادة والموفقیة.
والشیء المغیَّب الذی لا معنى له فی هذه المجالس ذکر الله والطهر والتقوى وسعادة الزوجین الجدیدین.
والتاریخ یحتفظ فی ذاکرته بالإسراف الجنونی من جانب الأثریاء المرفهین وطواغیت کلّ عصر ومن ذلک بذخ العباسیین على حفلات زفافهم من بیت مال المسلمین.
ففی إحدى هذه المراسم قام الخلیفة العباسی بدلاً من النقود والمسکوکات أو الحلویات التی تطرح من قبل بعض الناس على رأس العروس (التی یعبر عنها بالنثار) بنثر أوراقاً على رأس العروسین تحمل ملکیة بیت أو عقار وکلّ من یظفر بواحدة یصبح صاحب ملک (وبالطبع فإنّ الأفراد الذین یحضرون تلک الحفلات من رجال البلاط الأثریاء).
* * *
ولنرى الآن طبیعة مراسم الزفاف لهذه الأسرة النموذجیة والفریدة من نوعها.
مضى شهر على عقد الزهراء (علیها السلام) وعلی (علیه السلام). فانطلقت اُمّ أیمن مع بعض أزواج النبی (صلى الله علیه وآله)إلیه. فابتدأت اُمّ أیمن من موضع رائع یثیر القلب الطاهر للنبی (صلى الله علیه وآله)فقالت :
«لو أنّ خدیجة فی الأحیاء لقرّت بذلک عینها».
ثمّ قالت : علی (علیه السلام) یحب أن تدخل علیه زوجته فاطمة وتجمع بها شمله.
فقال (صلى الله علیه وآله) :
«أعدی لهما بیتاً ؟».
قالت اُمّ سلمة :
«فی أی حجرة یا رسول الله ؟»
فقال رسول الله :
«فی حجرتک وأمر نساءه أن یزین ویصلحن من شأنها...».
قال علی : ثمّ قال لی رسول الله (صلى الله علیه وآله):
«یا علی اصنع لأهلک طعاماً فاضلاً».
 ثمّ قال : «من عندنا اللحم والخبز، وعلیک التمر والسمن»، فاشتریت تمراً وسمناً فحسر رسول الله (صلى الله علیه وآله) عن ذراعه وجعل یشدخ التمر فی السمن حتى اتخذه حیساً، وبعث إلینا کبشاً سمیناً فذبح، وخبز لنا خبزاً کثیراً.
ثمّ قال لی رسول الله (صلى الله علیه وآله) :
«ادع من أحببت».
فأتیت المسجد وهو ملیء بالصحابة، فأحببت أن أشخص قوماً وأدعو قوماً، ثمّ صعدت على ربوة هناک ونادیت : أجیبوا إلى ولیمة فاطمة، فأقبل الناس أرسالاً، فاستحییت من کثرة الناس وقلّة الطعام، فعلم رسول الله (صلى الله علیه وآله)ما تداخلنی فقال :
«یا علی إنّی سأدعو الله بالبرکة».
قال علی : فأکل القوم عن آخرهم طعامی، وشربوا شرابی، ودعوا لی بالبرکة وصدروا وهم أکثر من أربعة آلاف رجل، ولم ینقص من الطعام شیء.
ثمّ دعا رسول الله (صلى الله علیه وآله) بالصحاف فملئت ووجه بها إلى منازل أزواجه، ثمّ أخذ صحفة وجعل فیها طعاماً وقال : هذا لفاطمة وبعلها حتّى إذا انصرفت الشمس للغروب، قال رسول الله (صلى الله علیه وآله) : یا اُمّ سلمة هلمی فاطمة، فانطلقت فأتت بها وهی تسحب أذیالها، وقد تصببت عرقاً حیاء من رسول الله (صلى الله علیه وآله)، فعثرت.
فقال رسول الله (صلى الله علیه وآله) : «أقالک الله العثرة فی الدنیا والآخرة».
فلما وقفت بین یدیه کشف الرداء عن وجهها حتّى رآها علی (علیه السلام)، ثمّ أخذ یدها فوضعها فی ید علی (علیه السلام) وقال :
«بارک الله لک فی ابنة رسول الله یا علی نعم الزوجة فاطمة، ویا فاطمة نعم البعل علی إنطلقا إلى منزلکما ولا تحدثا أمراً حتّى آتیکما».
قال علی : فأخذت بید فاطمة وانطلقت بها حتّى جلست فی جانب الصفة وجلست فی جانبها وهی مطرقة إلى الأرض حیاء منّی وأنا مطرق إلى الأرض حیاء منها.
ثمّ جاء رسول الله (صلى الله علیه وآله) فقال : من ههنا ؟ فقلنا : اُدخل یا رسول الله مرحباً بک زائراً وداخلاً، فدخل، فأجلس فاطمة من جانبه ثمّ قال : یا فاطمة آتینی بماء فقامت إلى قعب فی البیت فملأته ماء ثمّ أتته به، فأخذ جرعة فتمضمض بها ثمّ مجها فی القعب ثمّ صبّ منها على رأسها، ثمّ قال : أقبلی ! فلما أقبلت نضح منه بین ثدییها، ثمّ قال : أدبری فأدبرت فنضح منه بین کتفیها ثمّ قال:
«اللّهم هذه ابنتی وأحبّ الخلق إلیّ، اللّهم وهذا أخی وأحبّ الخلق إلیّ اللّهم اجعله لک ولیاً وبک حفیاً، وبارک له فی أهله، ثمّ قال : یا علی ادخل بأهلک بارک الله لک ورحمة الله وبرکاته علیکم إنّه حمید مجید»(2).
ونسلط الضوء على هذا الحدیث لنتأمل رسائله الصریحة والکنائیة، ونرکز على الصفاء والبساطة والنور الذی یخیم على کلّ جزء من هذه المراسم الجمیلة والروحیة الجلیلة ومنها :
ـ الضیوف وجمیع صحابة النبی (صلى الله علیه وآله) کانوا حاضرین فی المسجد، أی أربعة آلاف نفر !
ـ اسلوب الدعوة بتلک البساطة عن طریق رسالة شفویة وعامة من قبل العریس.
ـ قبول الدعوة من قبل الجمیع والاشتراک العام فی هذا المجلس الجلیل.
ـ یقتصر الطعام على الخبز واللحم والتمر بصفته حلویات.
ـ اعداد الحلویات کان بید النبی (صلى الله علیه وآله).
ـ تقسیم التکالیف بین والد العروس والعریس.
ـ البرکة العجیبة للطعام بدعاء النبی (صلى الله علیه وآله) والأکل المتواضع للأصحاب والمبارکة والخروج.
ـ بعث ما تبقى من طعام إلى بیوت أزواج النبی (صلى الله علیه وآله).
ـ حشمة وحیاء للعروس.
ـ وصیة العروس والعریس بکلّ منهما الآخر والتبریک الحار علیهما من قبل النبی (صلى الله علیه وآله).
ـ اعلان اختتام مراسم حفل الزفاف من جانب رسول الله (صلى الله علیه وآله).
یا له من رائع وجمیل مثل هذا الحفل وهذه المراسم !
طبعاً لا نتوقع أن یفعل الناس عین هذا، ولکن نتوقع أن یتحاشون تلک التکالیف الباهضة والإسراف والبذخ الجنونی والتلوث بمختلف الذنوب وهتک العفة.


(1). وسائل الشیعة ، ج 14، الباب 20 من أبواب مقدمات النکاح.
(2). بحار الأنوار ، ج 43 ص 95 و 96 (بتلخیص).

 

4 خطبة العقد نشید السرور
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma