1 خطبة عجیبة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الزواج المثالی
خصائص هذه الأسرة النموذجیة باقات ورود الجنّة


 
الخطوة الاُولى
 
تبدأ الخطوة الاُولى فی تکوین الأسرة بالخطبة. وعادة ما تکون الخطبة من قبل أسرة الخاطب فی أغلب مناطق العالم ومنها المنطقة التی نعیش فیها، بینما تکون فی بعض البلدان (کبعض مناطق الهند) من طرف أهل البنت ! فهم الذین یتجهون صوب أهل الولد وینتخبونه ویسعون لکسب قلوبهم من خلال التعهد بجهاز مکلف.
کما تحصل الخطبة عن طریق الصحف فی أغلب البلدان الغربیة وکذلک فی بعض المناطق الشرقیة المتأثرة بالغرب فیقدم کلّ من الولد والبنت هویتهما إلى بعض الصحف ویعلن استعداده للزواج (واستعدادها) على ضوء بعض الشرائط والخصائص.
والعجیب أنّ الممیزات التی یطرحها الطرفان عبارة عن سلسلة من الاُمور الظاهریة والمادیة مطلقاً من قبیل : طول القامة ووزن البدن ولون الشعر ولون البشرة والعینین ومدى الجمال (طبعاً حسب تشخیصهم) وسائر المسائل کالعلاقة بالریاضة والموسیقى وقضایا بهذا الخصوص.
فالقیم المعنویة لیست مغیبة فی هذه المجتمعات وحسب، بل یعدّونها أحیاناً ضرباً من الخرافات ویسخرون منها.
وظهر أخیراً نوع من الخطبة فی وسط بعض الشرائح الدینیة حیث یقیمون مرکزاً للتزویج یرجع إلیه الطرفان ممّن لدیه استعداد للزواج السلیم; ویتصدى فی هذه المراکز عدد من الأفراد الموثوقین والملتزمین الذین یتولون الإشراف على عقود الزواج وینظمون ملفاً سریاً لکلّ خاطب ویسجلون الخصائص المعنویة والمادیة للفتاة التی یرغب الخاطب فی الإقتران بها، وبالطبع کلّما ازداد العدد أمکن لکلّ فرد بسهولة أن یظفر بالطرف المقابل.
والحقّ هنالک بعض الضوابط لمثل هذه المراکز التی تحول دون استغلال بعض العناصر الفاسدة أو اختراقها، ولو انتشر هذا النشاط بأسلوب صحیح ولطیف لحلّ أغلب مشاکل انتقاء الزوج والزوجة، مع ذلک لا یخلو هذا النوع من الخطبة من بعض العیوب والنقائص.
على کلّ حال فلا یمکن إنکار أنّ القیم التی تحکم قضیة الخطبة سواء من جانب الفتى أو الفتاة لم تتخذ لحدّ الآن صبغة إسلامیّة فی المجتمعات الإسلامیّة، وغالباً ما تتمحور حول الاُمور المادیة وأحیاناً اُمور وهمیة وخیالیة وکاذبة ومزیفة.
وقلّما تجد من لا یفکر فی مجوهرات البنت ومدى جمالها ومالها وثروة أبیها وجهازها حین الخطبة.
وهکذا بالنسبة للخاطب حیث غالباً ما یرکز أهل البنت على داره السکنیة ومکانته الاجتماعیة وشغل الأب والوسیلة النقلیة والحدیثة.
کما تطرح هذه الأیّام تحصیلاته الدراسیة والمراد منها بالطبع الشهادة وإمکانیة الحصول على وظیفة، لا العلم والمعرفة ! کما لا یمکن التنکر إلى أنّه مازال هنالک بعض الأفراد الذین یرکزون فی تفکیرهم على العفة والنجابة والإیمان والأخلاق وحسن السلوک والإیثار والتضحیة وورع وتقوى زوجة المستقبل، ولکن یصعب تعیین النسبة المئویة لعدد المسلمین الذین یحملون هذا التفکیر فی المجتمع.
* * *
ونتجه الآن صوب الأسرة لنرى معیار تعیین قیمة الزوج.
ونلمس هذا المعنى فی عدّة روایات عن الإمام الصادق (علیه السلام) أو سائر المعصومین (علیهم السلام) : «لولا أنّ الله خلق أمیرالمؤمنین(علیه السلام) لفاطمة(علیها السلام)ما کان لها کفؤ على الأرض»(1).
ومن الواضح أنّ عدم التکافؤ هذا لیس من حیث القیم الظاهریة والمادیة، بل یرکز صرفاً على القیم المعنویة والإیمان والورع والتقوى والقرب من الله والمقامات الإنسانیة العالیة.
کما روی هذا المطلب عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) أنّه قال: هبط علیّ جبرئیل (علیه السلام) وقال یا محمّد یقول الله جلّ جلاله : «لو لم أخلق علیاً لما کان لفاطمة ابنتک کفؤ على وجه الأرض، آدم فمن دونه»(2).
جدیر ذکره أنّه ورد فی صدر الحدیث المذکور : إنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله)قال لعلی (علیه السلام) : یا علی عاتبنی رجال من قریش فی أمر فاطمة، وقالوا : خطبناها إلیک فمنعتنا وزوجت علیاً. فقلت لهم : والله ما أنا منعتکم وزوجته، بل الله منعکم وزوجه، فهبط علیَّ جبرئیل فقال : یا محمّد لو لم أخلق...
وجاء فی حدیث آخر عن علی (علیه السلام) قال : خطب أبو بکر وعمر إلى رسول الله (صلى الله علیه وآله) فأبى رسول الله (صلى الله علیه وآله) فقال عمر : أنت لها یا علی : فقال : مالی من شی إلاّ درعی أرهنها، فزوجه رسول الله (صلى الله علیه وآله) فاطمة فلمّا بلغ ذلک فاطمة بکت. قال فدخل علیها رسول الله (صلى الله علیه وآله) فقال : ما یبکیک یا فاطمة، ثمّ قال (صلى الله علیه وآله) :
«والله لقد انکحتک أکثرهم علماً وأفضلهم حلماً وأولهم سلماً»(3).
وورد هذا المطلب بشکل أوسع فی روایة اُخرى وإنّ فاطمة(علیها السلام)لما سمعت ذلک الکلام سرت کثیراً. وأراد رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی فرصة اُخرى أن یسبغ علیها فضلاً أعظم بهذا الشأن فقال :
«یا فاطمة لعلی ثمان خصال : إیمانه بالله وبرسوله، وعلمه وحکمته وزوجته وسبطاه الحسن والحسین وأمره بالمعروف ونهیه عن المنکر وقضاؤه بکتاب الله»(4).
العقد السماوی
قطعاً الزواج الذی یبنى على أساس هذه القیم والمثل الرفیعة لابدّ أن یکون عقده تمّ فی السماء.
لذلک جاء فی الروایة أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) قال :
«یا فاطمة إن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلک، فأوحى إلیّ فأنکحتکه، أما علمت یا فاطمة أنّ لکرامة الله إیّاک زوجک أقدمهم سلماً وأعظمهم حلماً»(5).


(1). بحار الأنوار ، ج 43، ص 97، ح 6.
(2). المصدر السابق، ص 92، ح 3.
(3). بحار الأنوار ، ج 43 ص 136.
(4). المصدر السابق، ص 98.
(5). بحار الأنوار ، ج 43، ص 98.

 

خصائص هذه الأسرة النموذجیة باقات ورود الجنّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma