2 المهر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الزواج المثالی
هالة الحیاء 3 الجهاز


ضجة المهر
 
خلافاً لما یتصوره البعض فإنّ الإسلام أولى قلیلاً من الأهمیّة للمهر، بحیث لو تزوج الرجل والمرأة زواجاً دائمیاً ولم یذکرا المهر لما قدح ذلک فی الزواج وکان صحیحاً، وللمرأة فی هذه الحالة مهر المثل (المهر المقرر لأمثالها من النساء).
وما زال الإفراط والتفریط فی هذه القضیة کأغلب سائر القضایا سائداً فی مجتمعاتنا، فالبعض یلهث وراء المهر الفاحش ویعین له بعض الحدود وکأن قیمة المرأة تتمثل فیه، ویظنون أنّ قلّة المهر دلیل على عدم شخصیة المرأة وکثرته دلیل على عظمتها ومکانتها.
وأغلب الأفراد یتحدثون عن المهر ویستغرقون فیه وکأنّهم یرومون شراء بیت أو عقار، ولا یقتنعون بالمهر المؤجل والباقی فی الذمّة، بل لا یکتفی حتّى بالمهر النقد من نوع «النقد المتداول»، حیث یتناقص مع مرور الوقت وتقل قیمته. فلابدّ أن یکون «مسکوکات ذهبیة» و«ملکیة تامة».
وبالمقابل هنالک البعض «وتقلیداً للأوربیین الذین لا مهر عندهم» یعارض تماماً المهر ویعتبره عبثاً، والحال للمهر فلسفة یغفل عنها ویجهلها هذا الفریق.
ویمکن إیجاز فلسفة المهر فی عدّة اُمور :
1 ـ المهر نوع من الاحترام والإکرام لمقام المرأة الرفیع، وهو فی الواقع هدیة من الزوج کدلیل على الحبّ وجدیّة رباط الزوجیة.
2 ـ متعارف فی أغلب المناطق أنّ المرأة تحمل جهازاً إلى بیت الزوج وعادة ما نعانی من بعض المشاکل فی إعداد الجهاز، والمهر النقدی معونة من قبل الزوج لإعداد الجهاز ودلالة على الوفاء وتقبل المسؤولیة بالنسبة للحیاة المستقبلیة.
3 ـ یمکن للمهر أن یکون تعویضاً اقتصادیاً إلى حدّ ما للمرأة فی حالة الانفصال; ذلک لأننا نعلم بأن فرصة المرأة المطلقة للزواج أقل منها بالنسبة للرجل.
4 ـ المهر غیر النقدی عامل وقائی إزاء الطلاق. ولعلّ هذا هو السبب الذی جعل الشارع المقدس لا یعین له حدّاً ولم یقل بنوع معین بدأ بالاُمور التی تقتصر على الجانب المعنوی مثل «تعلیم القرآن» وانتهاء بالمهور المادیة الغالیة; حسب اختلاف الشرائط وتفاوت الأفراد.
وفی نفس الوقت وردت الوصایا المؤکدة التی تحث على قلّة المهور.
قال علی (علیه السلام) : «لا تغالوا بمهور النساء فتکون عداوة»(1).
وروى المرحوم الصدوق فی روایة مرسلة عن المعصومین (علیهم السلام) : «من برکة المرأة قلة مهرها ومن شؤمها کثرة مهرها»(2).
وتنطلق کثرة المهر فی عصرنا من ثلاثة عوامل رئیسیة هی :
1 ـ مراعاة للوسط والآخرین والتسابق فی هذه المسائل حیث یرید بعض الأفراد عن هذا الطریق بظنهم الظفر بشخصیة أسمى لهم أو لأبنائهم.
2 ـ أحیاناً لغلبة الروح المادیة والقیم المادیة التی تشکل أساساً محور جوهر البعض لبلوغها، وحیث إنّ المهر الأکثر یقترن بدخل أکثر على المدى القریب أو البعید فهم یرجحونه.
3 ـ وأخیراً أحیاناً یفرزه عدم الثقة المتبادله بین الزوج والزوجة أو أسرتیهما. ذلک لأنّهما یخشیان عدم استمراریة حیاتهما المشترکة ویحاولان الحیلولة دون الانفصال بهذا المهر الفاحش، أو مساعدة المرأة فی ما یفرزه من مشاکل على فرض الانفصال.
قطعاً لو زالت العوامل الثلاثة المذکورة واعتبرت الأُسر أنّ الزواج حیاة مشترکة مستقبلیة فی ظلّ الإیمان والتقوى لما کان هنالک ما یدعو إلى هذه المهور التی تکسر الظهور.
مهر «سیّدة النساء»
لننطلق الآن نحو الأسرة النموذجیة لنتقدی بها ونظفر بطریق ومنهج الحیاة المقرونة بالهناء فی ظلّ هدیها، ونمیز المهر الإسلامی عن غیره.
فقد جاء فی الأخبار أنّ مهر سیّدة النساء فاطمة الزهراء (علیها السلام)وتکالیف الجهاز کانت من مال درع اشتراه علی (علیه السلام) للقتال.
قال النبی (صلى الله علیه وآله) : بع الدرع. قال علی (علیه السلام) بعت الدرع وأتیت النبی(صلى الله علیه وآله)بثمنه فقبض (صلى الله علیه وآله) قبضة منه ودفعه إلى بلال وقال له :
إبتع لفاطمة طیباً.
ثمّ قبض مقداراً من ذلک المال ودفعه إلى جماعة قائلاً لهم :
اشتروا به ما یصلح فاطمة من ثیاب وأثاث للبیت(3).
وفی خبر آخر صداق الزهراء (علیها السلام) کان درعاً من حدید...(4).
ولکن ورد فی حدیث أنّ النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) جعل صداق الزهراء(علیها السلام)أربعمائة وثمانین درهماً.
وفی روایة اُخرى خمسمائة درهم(5).
وجاء فی حدیث آخر حین جرى الکلام عن قلّة المهر أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) قال للزهراء (علیها السلام) : «لم أزوجک من علی بل الله زوجک وجعل مهرک خمس الدنیا ما دامت السموات والأرض»(6).
وهذا المهر الربانی العظیم أجر تلک التضحیة التی أبدتها الزهراء(علیها السلام)، حتّى ورد فی الحدیث النبوی الشریف المروی فی مصباح الأنوار أنّ النبی (صلى الله علیه وآله) قال لعلی (علیه السلام) :
«إن الله عزّوجلّ زوجک فاطمة وجعل صداقها الأرض فمن مشى علیها مبغضاً لک مشى علیها حراماً»(7).
عادة ما یکون أهل الزوج متطلعین إلى أموال أهل الزوجة، کما أنّ أهل الزوجة کذلک بالنسبة لثروة الزوج.
ولذلک غالباً ما یحققون ویبحثون عن الثروات الموجودة بالفعل أو بالقوّة بدلاً من الترکیز على المثل والقیم المعنویة والکمالات الإنسانیة والفضائل الأخلاقیة.
بینما نقرأ فی الحدیث أنّ علیاً (علیه السلام) لما خطب لرسول الله (صلى الله علیه وآله)الزهراء (علیها السلام) سأله النبی (صلى الله علیه وآله) : هل معک شیء أزوجک به ؟
أجاب (علیه السلام) : سیفی ودرعی وناضحی (الذی أنضح به على أهلی هذا کلّ ملکی المادی).
فقال (صلى الله علیه وآله) : «أما سیفک وناضحک فلا غنى بک عنه تجاهد به فی سبیل الله وتقاتل به أعداء الله، لکنی زوجتک بالدرع».
وهنا انطلق علی (علیه السلام) لیبیع الدرع وأتى بثمنه لرسول الله (صلى الله علیه وآله) ...


(1). وسائل الشیعة ، ج 15، ص 11، ح 12.
(2). المصدر السابق، ص 10، ح 8.
(3). بحارالأنوار ، ج 43، ص 94.
(4). المصدر السابق، ص 104.
(5). المصدر السابق، ص 122.
(6). بحار الأنوار ، ج 43، ص 144.
(7). المصدر السابق، ص 145.



 

هالة الحیاء 3 الجهاز
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma