3 الجهاز

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الزواج المثالی
2 المهر 4 خطبة العقد


 
قضیة الجهاز المعقدة
 
یدرک کلّ شخص فلسفة الجهاز.
فلابدّ للزوجین الذین یریدان أن یعیشا حیاة مشترکة جدیدة أن یمتلکا على الأقل وسائل العیش الضروریة، وإلاّ اضطرا للاتکال على الوالدین وهذا ما یغضبهما ویصادر استقلال الزوجین.
ولذلک شاع فی کلّ مکان أن یبعث قرابة العروس بالأدوات الأولیة للمعیشة إلى بیت العریس.
وبالمقابل ینهض العریس بسائر تکالیف العروس حتّى جانب من نفقات الجهاز (عن طریق دفع المهر نقداً) فتُحلّ المشاکل بواسطة هذا التعاون والتعاضد.
إلاّ أنّ أغلب الناس ینسون هذه الحقیقة فی أنّ صلاح وخیر العروسین أن یعیشآ الحیاة البسیطة، وإن أرادا التوسع حصل هذا الفعل بالتدریج، وبالطبع فإن حمل عب مثل هذه الحیاة أسهل وتنبض بروح الحبّ والود والصفاء والمعنویة، بینما تندثر القیم الخلقیة العلیا تحت أنقاض الجهاز الفاحش.
ولکن تعال وأنظر ماذا أحاط بهذه المسألة البسیطة من منافسات وفی إعداد الجهاز من أجل السمعة بین الناس! فأحیاناً یعیش الوالدان الهم والغم لسنین طوال من أجل إعداد جهاز بنتهما، وعلیهما أن یقتصدا فی المعیشة لأجل إعداد جهاز یلیق بابنتهما وبالأسرة ظنّاً منهما أنّ ذلک یرفع من شأن ابنتهما وشأن الأسرة.
ففی أغلب المناطق تقوم أسرة البنت العروس وأقاربها بحمل جهازها فی استعراض بهیج وأحیاناً مع الموسیقى والطبول والضوضاء والضجیج متوجّهین إلى منزل الزوج حیث یجتمع الرجال والنساء لمشاهدة هذا الاستعراض المثیر، وهذا ما یدعو إلى فخرهم وتباهیهم !
وفی بعض المناطق ما أن تصل قافلة الجهاز حتى تقوم أسرتا الزوجین والأقرباء بترتیب الأثاب فی غرفة الزوج مع الشموع حیث یأتی الأصدقاء والأقرباء للاحتفال والمبارکة ویعمّ الفرح والسرور بهذه المناسبة.
وهذه التقالید عند الاُسر دائماً تهتم بفخامة الجهاز لکی یتحدث عنه الناس وبذلک یفتخرون دون أن یهتموا بالأمور المعنویة والأخلاقیة.
یا لها من عادة سیئة وتقلید هجین ! طبعاً إن کان الجهاز على مستوى بسیط من حیث الکیفیة والکمیة شعرت العروس وأهلها بالخجل والإحباط وکثر القیل والقال وتحاک الحکایات والقصص، فهذا یقصّ لطیفة وذاک یتحدث متهکماً فیقول : مبروک علیکم إن شاءالله ! وآخر یتحدّث مترحماً : هذا لیس مهم، والمهم أن یحبّ أحدهما الآخر ! وإن کان کثیراً أسهبت الأحادیث بشأن تهیئة کلّ وسیلة والعناء فی نقلها من الأسواق بأثمان خیالیة خلال سفر مکّة وسوریا ومن أسواق الدرجة الاُولى فیها والتی یندر وجودها.
ولیس هنالک من یسأل هؤلاء الأفراد إن کان الجهاز یتعلق بالحیاة الخاصّة للعروس والعریس فما معنى عرضه على الآخرین ! ترى ما الهدف من هذا الاستعراض العبثی !
أفکلما شرینا أدوات لمنزلنا دعونا الآخرین لرؤیتها !
لسوء الحظ أنّ القیل والقال والشکوى المتعلقة به تبقى بین القرابة لسنوات وآثاره المشؤومة والسیئة تحیل عسل الحیاة إلى مرارة العلقم لدى العریس والعروس.
والحال تعلم أنّ فلسفة الجهاز انطلاقة حیاة بسیطة ومشرفة مقرونة بالسعادة والتوفیق ولیست مسابقات واستعراضات أمام الناس.
والأسوأ من کلّ ذلک سرعان ما تنطلق المقارنات فی هذا المجلس بین جهاز هذه البنت وجهاز تلک. وعادة ما تثیر هذه المقارنة نیران الحقد والحسد والعداوة فی قلوب الحاضرین، کما تدعو إلى مفاسد اُخرى، ذلک لأنّ الفعل السییء یوجب سلسلة من الأعمال السیئة الاُخرى.
جهاز بضعة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)
ولنتجه الآن صوب الأسرة النموذجیة ونسلط الضوء على جهاز زواج أفضل نساء العالم بأسمى رجال التأریخ بعد النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)والاستلهام منهما.
وقرأنا فی الأبحاث السابقة أنّ کلّ ملکیة مولى المتقین (علیه السلام)لمراسم الزواج کانت أموال درع أمره رسول الله (صلى الله علیه وآله) ببیعها لیشتری بها ثیاب وجهاز الزهراء (علیها السلام).
وکانت قیمة الدرع ثلاثین درهماً على روایة واُخرى 480 أو 500 درهم(1)، وبالنظر إلى أنّ الدرهم تقریباً نصف مثقال سکة فضة فإنّه یمکن حساب ثمن الدرع وقیمة جمیع الوسائل التی هیئة کجهاز.
ویظهر من روایة أنّ ثلث ثمن الدرع صرف لشراء الجهاز ویفهم منها مدى بساطة أدوات المنزل الجدید لهذین الزوجین السعداء فی عالم البشریة والبعیدة غایة البعد عن التشریفات.
وقد ذکر أرباب السیر والتاریخ جهاز سیّدة النساء (علیها السلام) وتأمله یجعل الإنسان إزاء عالم من الصفاء والزهد والورع العجیب، بحیث یطأطىء کلّ إنسان نجیب رأسه لتلک العظمة والجلال.
ویتکون جهاز کریمة النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) الذی اشتراه صحابته(صلى الله علیه وآله)ممّا یلی :
1 ـ فراش مصری داخله صوف.
2 ـ رحى یدویة.
3 ـ سریر مزمل بشریط.
4 ـ قطیفة سوداء خیبریة.
5 ـ شن للماء.
6 ـ مخضب من نحاس.
7 ـ سقاء من آدم.
8 ـ مطهرة.
9 ـ ستر من صوف.
کان هذا هو جهاز الزهراء (علیها السلام) على قول(2).
فلما وضع بین یدی النبی (صلى الله علیه وآله) نظر إلیه وبکى. ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : «اللّهم بارک لقوم جلّ آنیتهم الخزف»(3).
وتأمل هذا الجهاز العجیب والتاریخی والدعاء الذی ذکره النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) یعلم الإنسان الکثیر من الأشیاء. والعظمة والجلال الکامنة فی هذا الجهاز البسیط المتواضع وما یلهم أبناء الإسلام طیلة القرون لیفوق الوصف.
فقد أراد النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) أن یلقن البشریة درساً بلیغاً طیلة الدهور بذلک العمل. ویثبت أن الإسلام لا یتمحور حول الاستغراق فی الکمالیات والتنافس المادی المعقد الذی یُصعبِّ مسألة الزواج ویقف حائلاً دون إقدام الشبّان ذوی الدخل المحدود على الزواج ممّا یؤدی ذلک إلى مفاسد اجتماعیة.
فأساس ودعامة الأعمال الهادفة تستند إلى السهولة والیسر والصفاء والصمیمیة.
وما أبانه النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) کنموذج وقدوة لا یعد سهلاً بسیطاً خالیاً من التکلف فی المقاییس المعاصرة، بل کان المجتمع آنذاک یراها بسیطة ومتواضعة، حتّى عرض المتهافتون على الدنیا آنذاک الذین مازالت تقالید الجاهلیة المترسبة فی أعماق أرواحهم وقلوبهم باللوم للزهراء (علیها السلام) على هذه الحیاة البسیطة لزوجها وسمعوا ذلک الجواب العظیم من النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) والذی ذکرناه سابقاً.
وکلّ هذا تحذیر لکلّ أولئک الذین تستهویهم زخارف الحیاة الدنیا ومظاهرها الجذابة دون النظر إلى ما هو أرفع وأهم من کل ذلک، بل یبدون اهتماماً حتّى بالمارکة الداخلیة أو الخارجیة ولون وشکل هذه الأدوات !
والنبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) کان یستطیع أن یوفر من الأثاث أفضل وأحسن ممّا ذکر لبنته الوحیدة الزهراء (علیها السلام)والوحیدة التی خلفتها زوجته الوفیة خدیجة، والوحید صاحبه وعضیده الدائم علی (علیه السلام)، لکنّه عمداً لم یفعل ذلک ولو فعل لفقد هذا الأمر الخالد «لقد کان لکم فی رسول الله اُسوة حسنة» قیمته.
والعجیب أنّ طائفة من المسلمین تسمع هذا الکلام وتمر علیه مرّ الکرام، وأحیاناً یصطلحون على هذا الزهد بضرورة العصر والزمان، الضرورة المرهونة بها کرامتهم وماء وجوههم.
والحال لیست تلک الضرورة سوى «ذریعة» أو «وهم» أو «خیال» کسائر الأوهام والتخیلات فی مسرح الحیاة.
والأکثر سخریة من کلّ ذلک أحیاناً یضمون تبرکاً وتیمناً مهر الخمسمائة درهم للزهراء (علیها السلام)إلى جانب ذلک المهر الفاحش من عدّة ملایین ! أو یضع البعض جانباً من وسائل مهرها (علیها السلام)للتأسی بها إلى جانب الأدوات الکمالیة الفادحة الثمن.
وهذا أشبه بأن یوضع على مائدة غناء بأنواع الأطعمة المحلیة والأجنبیة والتقلیدیة والعصریة مقداراً من خبز الشعیر والملح على أنّ هذا طعام مولى المتقین وإمام الأحرار علی (علیه السلام) ونحن شیعته ومحبّوه !
أنا أعتقد بأنّ انتشال أغلب الآباء والاُمهات المتعبین الغارقین فی الشکلیات من تحت أنقاض التقالید والعادات والسنن الخاطئة والخرافیة لیس بالعمل الهین.
والشبّان سواء البنین والبنات ذوو الأرواح الشفافة أعظم استعداداً لتحطیم الموروث البالی والقضاء على العادات والتقالید الزائفة. علیهم أن ینهضوا ولا یسمحوا بأن یکون مصیرهم ألعوبة بید هذه التقالید العمیاء والتنافس المحموم وأن یحترق صفاء ونقاء أزواجهم فی نیران هذه الرسوم الخاطئة وغیر المنطقیة.
لابدّ لهم أن یتحکموا بمصیرهم ویضعوا حدّاً لأولئک المعماریین الذین یضعون اللبنة الاُولى معوجة لأساس الحیاة فیعلو أعوجاً ویثبتوا بالقول والعمل أنهم یتبنون المهور المعقولة والجهاز البسیط ومراسم الزواج المتواضعة والمفعمة بنقاء الإسلام.
ولابدّ أن یثبت الفتیان أنهم یقتدون بحیاة الزهراء المرضیة (علیها السلام)أعظم شخصیة نسویة فی العالم البشری ولا یصغوا لوساوس هذا وذاک ولا یکترثوا للعداوات المتبرقعة بالخیر، وکلی أمل بتأثیر هذا الکلام فی نفوس الشبّان.


(1). قال المرحوم العلاّمة المجلسی فی بحار الأنوار لعلّ ثمنه الحقیقی کان 30 درهماً، إلاّ أن بعضهم اشتراه بقیمة أکثر.
(2). بحار الأنوار ، ج 43، ص 130.
(3). المصدر السابق.

 

2 المهر 4 خطبة العقد
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma