المثل الإسلامیة فی الزواج

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الزواج المثالی
المقدّمة خصائص هذه الأسرة النموذجیة


أحد الدلائل على عظمة تعلیمات الإسلام أنّها تناولت بعنایة فائقة وترکیز عجیب هذه المسألة الحیاتیة المهمّة، ولم تغض الطرف وتتجاهل أیّة خطة ناجعة من أجل تکوین أسرة سلیمة خالیة من أی انحراف واعوجاج، حیث اهتم الإسلام منذ الخطوة الاُولى لتشکیل الأسرة ولبنتها الأساس والأهداف الأصلیة لهذا العمل والمثل الرفیعة التی تسوده وحذر من مغبة ما یناهض القیم من قبل بعض الوسواسین الخناسین الذین یحاولون فرض أفکارهم کأسس فی تکوین الأسرة.
وتتجه هذه التعلیمات تارة صوب صفات النساء الجدیرات بالزواج والتی ینبغی الالتفات إلیها حین الخطبة، فتصرح قائلة «إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو لمالها وکّل إلى ذلک وإذا تزوجها لدینها رزقَ الله المال والجمال»(1).
کما جاء فی حدیث آخر عن الإمام الباقر (علیه السلام) أنّ شخصاً أتى رسول الله (صلى الله علیه وآله)وسأله عن الزواج (والقیم التی یبتنی علیها) فقال (صلى الله علیه وآله) : «إنکح وعلیک بذات الدین تربت یداک»(2).
وتارة اُخرى عبر عن النساء الجمیلات فی الأسر الملوثة العدیمة الإیمان والتربیة ویغض أغلب الناس الطرف عن عیوبهن بسبب جمالهن، بالوردة فی القمامة. فقد جاء فی الخبر أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله)قام خطیباً (وهذا دلیل على أهمیّة الموضوع وابتلاء فئة عظیمة من الناس بهذه القضیة) وقال : «أیّها الناس إیّاکم وخضراء الدمن».
قیل: یا رسول الله وما خضراء الدمن ؟
قال (صلى الله علیه وآله) : «المرأة الحسناء فی منبت السوء»(3).
ترى أین هذه الرؤیة للمثل السائدة فی اختیار الزوجة وما هو شائع فی وسط البعض الذی تجاوز حتّى مسألة المال والجمال واستغرق فی أموال أبیها وأقربائها; أی یتطلع إلى موتهم لیستولی على أموالهم ! وأحیاناً یواجه الأوهام التی یطرحها البعض على صعید التفاوت الطبقی حین الزواج فلا یرون على سبیل المثال الشاب المؤمن الطاهر کفؤاً لبنتهم کون أبوه عاملاً أو فلاحاً، حتّى أنّهم لیقدمون على هذه الفضائل الأمور العرقیة والقبلیة فیصرح بتکافؤ دماء المؤمنین وکلّ منهم کفؤ الآخر فی الزواج(4).
هذا فی الوقت الذی مازال بعض الأفراد الذین لم یتعمّقوا فی الإسلام یذمّون زواج العربی من غیرالعرب ویعیبون زواج بنی هاشم من غیرهم حتّى بعد انتشار الإسلام واستقراره فی أماکن عدیدة من العالم !
قال النبی (صلى الله علیه وآله) : «المؤمنون بعضهم أکفاء بعض»(5).
ولکن أیمکن تطبیق هذه التعلیمات الإسلامیة الراقیة فی المجتمعات المعاصرة، بل حتّى فی أوساط الطبقات المتدینة ظاهراً، والقضاء على عشرات القیود الموهومة التی وضعوها لزواج بناتهم وولدهم من الآخرین !
والجدیر بالذکر أنّ هذا المضمون ورد فی عدّة أحادیث عن النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)أو أئمّة الهدى (علیهم السلام) إذ قالوا : إذا جاءَکم من ترضون خلقه ودینه فزوجوه، إن لا تفعلوه تکن فتنة فی الأرض وفساد کبیر»(6).
وهذا التحذیر یوضح الأبعاد الخطیرة للخرافات التی تسود قضیة الزواج بهذا الخصوص; ولعلّ أغلب المفاسد الجمّة التی تسود الیوم المجتمعات البشریة مصداق لما حذّر منه النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی هذه الأحادیث.
والإسلام یرکز تارة بصورة کلیة على قضایا المهور والجهاز وتکالیف الزواج ویستعرض مطالب ضروریة بالاستشهاد بمفهومین واضحین تماماً; أی السعادة والشقاء.
عن الإمام الصادق (علیه السلام) قال : «أمّا المرأة فشؤمها غلاء مهرها»(7).
وجاء فی روایة اُخرى «إنّ من برکة المرأة قلّة مهرها ومن شؤمها کثرة مهرها»(8).
وتتواصل هذه القضیة لتبلغ مسألة انعقاد نطفة الولد، ثمّ تغذیة الاُمّ فی فترة الحمل وتسمیة المولود ومن ثمّ صفات المرأة التی تنتخب للرضاع والتی تورث الولید أخلاقها وطباعها عن طریق اللبن وبالتالی مسألة المعلم ووظیفة الأب والأُمّ إزاء تعلیم ولدهما وتربیته والذی لکلّ منها موضع خاصّ فی التعالیم الإسلامیّة وتضمنت الروایات وصایا واضحة وصارمة بشأنها، والتی رکزت على المثل الإنسانیة وتصدرتها المسائل التربویة، ولم تغفل حتّى عن المسائل التی تبدو صغیرة.
فی القضایا المتعلقة بالزواج وتکوین الأسرة وتربیة الطفل من جانب ومدى النظرة الدقیقة للإسلام فی هذه المسائل الحیویة من جانب آخر، لیذکرنا بذلک المصرع المعروف من الشعر ومضمونه: «انظر مدى اختلاف المسیر أین هذا من ذاک».
وقد بلغ الأمر بحیث إنّ مراسم الزواج التی ینبغی أن تکون عادة مبعث الفرح والسرور لأسرتی الطرفین تحولت إلى فترة عصیبة ملیئة بالهم والغم.
فقد کسر ظهر العریس بذلک المهر الثقیل فی النقد والنسیئة والتکالیف الفادحة لحفل الزفاف ومختلف أنواع أدواة التجمیل والمجوهرات، کما کسر ظهر العروس بذلک الجهاز الفادح الذی لا ینطلق سوى من تقلید الآخرین التقلید الأعمى والأوهام والخرافات التی تسوده، ولعلّ أفراد کِلتا الأسرتین یقضون أمرّ ساعات عمرهم فی هذه الجلسات التی یصطلح علیها بجلسات السرور أو مقدماته.
ترى کم من ماء وجه سیزول وأیة کدورة وعداء سیحلّ وأیة مشاکل ستحدث وربّما تلقی شؤمها حتّى آخر العمر على تلک الأسر !
فهل سیحلّ الیوم الذی تتمیز فیه الحقیقة عن الخرافة فی هذه القضیة الحیویة وتدحض القیم الکاذبة بالقیم الصحیحة وتستبدل أمّتنا الإسلامیّة تلک السنن والتقالید البالیة الخاطئة بالتعالیم الإسلامیّة.
وقد انتخبنا فی هذا الکتیب طریقاً آخر بغیة الوقوف على عمق التعالیم الإسلامیّة بهذا الخصوص بدل دراسة شرح الآیات والروایات، ونعتقد بعظم تأثیر ذلک فی إیقاظ الأفکار، ویکمن فی أن نتجه صوب أسرة قدوة لا نظیر لها فی الإسلام وقد تکونت على أساس الإشراف التام من قبل رسول الله (صلى الله علیه وآله); أی زواج علی (علیه السلام) من سیّدة النساء فاطمة الزهراء (علیها السلام)لیکون اُسوة وقدوة حسنة للمسلمین.
ناصر مکارم الشیرازی
اوّل جمادی الثانی 1410


(1). وسائل الشیعة ، ج 14، ص 30، ح 1 روی هذا الحدیث بسند صحیح عن الإمام الصادق (علیه السلام).
(2). وسائل الشیعة ، ج 14، ص 30، ح 2.
(3). فروع الکافی ، ج 2 ص 5.
(4). فروع الکافی ، ج 2، ص 10.
(5). وسائل الشیعة ، ج 14، ص 49، ح 7.
(6). المصدر السابق، ص 51، ح 1 و2 و3.
(7). التهذیب ، ج 2، ص 226.
(8). من لا یحضره الفقیه ، ج 2 ص 124.
 

 

المقدّمة خصائص هذه الأسرة النموذجیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma