قد یقال: إنّه مجاز لاستعمال ما وضع للإخبار فی غیر ما وضع له(1).
ولکنّه بعید; لأنّ المجاز لابدّ فیه من العلاقة، ومن الواضح أنّه لا علاقة بین الإخبار والإنشاء.
والظاهر أنّه کنایة عن الطلب والإنشاء ببیان اللازم وإرادة الملزوم; فإنّ المولى إذا رأى عبده مطیعاً لأوامره، یفترض أوّلا إمتثاله واطاعته فی الخارج وأنّه یتصدّى للعمل فی الخارج بمجرّد علمه بطلب المولى وإرادته، ثمّ یخبر عن إمتثاله کنایة عن طلبه، أی یذکر اللازم وهو انبعاث العبد وحرکته نحو العمل ویرید منه ملزومه وهو الطلب لذلک العمل.
وحینئذ لا فرق بین قوله «یغتسل» مثلا فی مقام الإخبار وقوله «یغتسل» فی مقام الإنشاء فی أنّ کلاّ منهما استعمل فی الإخبار والحکایة عن الخارج، إلاّ أن الأوّل یکون بداعی الإخبار حقیقة، والثانی یکون کنایة عن الطلب النفسانی للعمل(2).