إن الظلم ينشأ نتيجة الجهل أو الحاجة أو النقص، وكل ذلك غير متصور في رب العالمين، فإنه عز وجل مع قدرته على الظلم لا یظلم أبداً لحکمته وعلمه، فهو یضع کل شیء فی
عالم الوجود موضعه، ویعامل کل أحد حسب عمله، وطبقاً لسلوکه وسیرته
إذا کان جمیع الأفراد فی المجتمع متساوین ومتشابهین فی المواهب والقابلیات کالقماش أو الأوانی کان المجتمع الإنسانی مجتمعاً میّتاً ساکناً جامداً عاریاً عن التحرّک والتکامل، فإنّ أفراد البشر یشکّلون شجرةً کبیرةً واحدةً یقوم کل فرد برسالة خاصّة فی هذا الصرح العظیم، وله بنیان مخصوص یتلاءم مع وظائفه، ولهذا یقول القرآن الکریم: (ورفع بعضکم فوق بعض درجات لیبلوکم فی ما آتاکم) إنّ هذه الفوارق وهذا التفاوت وسیلة للاختبار والامتحان .