الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
لقد جاء جواب هذا السؤال فی الآیة رقم 99 من سورة الانعام حیث تقول: فی البدایة تشیر الآیة إلى واحدة من أهم نعم الله التی یمکن أن تعتبر النعمة الاُم وأصل النعم الاُخرى، وهی ظهور النباتات ونموها بفضل النعمة التی نزلت من السماء: (وهو الذی أنزل من السماء ماء).
وإنّما قال (من السماء) لأنّ سماء کل شیء أعلاه، فکل ما فی الأرض من میاه العیون والآبار والأنهار والقنوات وغیرها منشؤها الأمطار من السماء، وقلّة الأمطار تؤثّر فی کمیة المیاه فی تلک المصادر کلها، وإذا استمر الجفاف جفّت تلک المنابع، أیضاً.
ثمّ تشیر إلى أثر نزول الأمطار البارز: (فأخرجنا به نبات کلّ شیء). وأنّه لمن العجیب أنّ الله تعالى یخرج من أرض واحدة وماء واحد الغذاء الذی یحتاجه کل هؤلاء، وهذا من روائع الأعمال المعجزة کأن یستطیع أحد أن یصنع من مادة معیّنة فی المطبخ آلاف الأنواع من الأطعمة لآلاف الأذواق والأمزجة.
والأعجب من کلّ هذا أنّ نباتات الصحراء والیابسة لیست وحدها التی تنمو ببرکة ماء المطر، بل إنّ النباتات المائیة الصغیرة التی تطفو على سطح البحر وتکون غذاء للأسماک تنمو بأشعة الشمس وقطرات المطر.
ثمّ تشرح الآیة ذلک وتضرب مثلا ببعض النباتات التی تنمو بفضل الماء، فتذکر أنّ الله یخرج بالماء سیقان النباتات الخضر من الأرض، ومن تلک الحبّة الصلبة یخلق الساق الأخضر الطری اللطیف الجمیل بشکل یعجب الناظرین: (فأخرجنا منه خضراً)(1)
ومن ذلک الساق الأخضر أخرجنا الحبّ متراصفاً منظّماً: (نخرج منه حبّاً متراکباً)(2)
وکذلک بالماء نخرج من النخل طلعاً مغلقاً، ثمّ یتشقق فتخرج الاعذاق بخیوطها الرفیعة الجمیلة تحمل حبّات التمر، فتتدلى من ثقلها: (ومن النخل من طلعها قنوان دانیة).
«الطلع» هو عذق التمر قبل أن ینفتح غلافه الأخضر، وإذ ینفتح الطلع تخرج منه أغصان العذق الرفیعة، وهی القنوان ومفردها قنو.
و«دانیة» أی قریبة، وقد یکون ذلک إشارة إلى قرب أغصان العذق من بعضها، أو إلى أنّها تمیل نحو الأرض لثقلها.
وکذلک بساتین فیها أنواع الأثمار والفواکه: (وجنّات من أعناب والزیتون والرّمّان).
ثمّ تشیر الآیة إلى واحدة اُخرى من روائع الخلق فی هذه الأشجار والأثمار، فتقول: (مشتبهاً وغیر متشابه)(3)
لا يوجد تعليق