الجواب الاجمالي:
إنّ الطیران واحد، إلاّ أنّ صوره مختلفة ولکلّ طریقته وبرنامجه الخاصّ به، فمن یا ترى خلق أجسام هذه الطیور بهذه الصورة التی جعلها تستطیع السیر فی الهواء بکلّ سهولة وراحة؟ ومن ذا الذی وهبها هذه القدرة وعلّمها الطیران، خصوصاً حالات الطیران الجماعی المعقد للطیور المهاجرة، التی تستمرّ ـ أحیاناً ـ شهوراً عدیدة، وتقطع فی رحلتها هذه آلاف الکیلومترات
الجواب التفصيلي:
ان الله یلفت الانظار الى عظمته من خلال الاشارة الى موجود صغیر بالظاهر فی الآیة رقم 19 من سورة "الملک" حیث یقول: (أو لم یروا إلى الطیر فوقهم صافات ویقبضن)(1)
هذه الأجسام بالرغم من قانون الجاذبیة الأرضیة تنطلق من الأرض وتحلّق ساعات فی السماء بکلّ راحة، وأحیاناً أیّاماً وأسابیع وشهوراً، وتستمر بحرکتها السریعة المرنة وبدون أی مشاکل.
فالبعض منها یفتح جناحیه عند الطیران (صافات) وکأنّ هنالک قوّة خفیّة تحرّکه، والاُخرى ترفرف بأجنحتها عند الطیران بصورة مستمرة وقد تکون (یقبضن) إشارة إلى هذا المعنى.
وتطیر مجامیع اُخرى بتحریک أجنحتها تارةً وفتحها اُخرى، کما أنّ هنالک قسماً آخر یحرّک أجنحته لفترة عند الطیران، وعندما یحقّق سرعة معیّنة یجمعها بصورة کلیة کـ (العصفور).
وخلاصة القول: فإنّ الطیران واحد، إلاّ أنّ صوره مختلفة ولکلّ طریقته وبرنامجه الخاصّ به.
فمن یاترى خلق أجسام هذه الطیور بهذه الصورة التی جعلها تستطیع السیر فی الهواء بکلّ سهولة وراحة؟ ومن ذا الذی وهبها هذه القدرة وعلّمها الطیران، خصوصاً حالات الطیران الجماعی المعقد للطیور المهاجرة، التی تستمرّ ـ أحیاناً ـ شهوراً عدیدة، وتقطع فی رحلتها هذه آلاف الکیلومترات، وتمرّ بأجواء بلدان کثیرة، وتجتاز الجبال والودیان والغابات والبحار حتى تصل إلى مقصدها؟ فمن یاترى علم وأعطى هذه الطیور کلّ هذه القوّة، وهذا الوعی والمعرفة؟
لذا یقول فی ختام الآیة (ما یمسکهنّ إلاّ الرحمن إنّه بکلّ شیء بصیر).
إنّه الله تعالى الذی وضع باختیارها الوسائل والقوى والإمکانات المختلفة للطیران، نعم، إنّ الله الرحمن الذی شملت رحمته الواسعة جمیع الکائنات، وأعطى للطیور ما هو موضع حاجتها فی الطیران، وحافظ علیها فی السماء، هو بذاته المقدّسة یحفظ الأرض والکائنات الاُخرى، وعندما یشاء غیر ذلک فلن یکون عندئذ للطیور قدرة الطیران ولا للأرض حالة الهدوء والاستقرار(2)
لا يوجد تعليق