الجواب الاجمالي:
صرّحت الرّوایات کذلک بخواص العسل العلاجیة، وورد الکثیر عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) والإمام الصادق(علیه السلام) وبعض الأئمّة المعصومین(علیهم السلام) من أنّهم قالوا: «ما استشفى الناس بمثل العسل»
الجواب التفصيلي:
کما نعلم بأنّ للنباتات والأوراد استعمالات علاجیة فعّالة لکثیر من الأمراض، ولا زلنا نجهل الکثیر من فوائدها على الرغم من کثرة ما عرفناه، والشیء المهم فی موضوعنا ما توصّل إلیه العلماء من خلال تجاربهم التی أکّدت على أنّ للنحل من المهارة بحیث إنّه فی علمیة صنعه للعسل لم یبذّر فیما تحویه النباتات والأوراد من خواص علاجیة، فالنحل ینقل تلک الخواص بالکامل ویجعلها فی العسل!
وقد صرّح العلماء بکثیر من تلک الخواص الوقائیة والعلاجیة والمقویة.
فالعسل: سریع الإمتصاص من قبل الدم، ولهذا فهو غذاء مقوٍّ ومؤثّر جدّاً فی تکوین الدم.
والعسل: یقی المعدة والأمعاء من العفونة.
والعسل: رافع للیبوسة.
وهو علاج ضد الأرق (على أن لا یتناول الکثیر منه، لأن الإکثار منه یقلل النوم).
وللعسل: أثر مهم فی رفع التعب وتشنج العضلات.
والعسل: یقوی الشبکیة العصبیة للأطفال (إذا ما أطعمت الأم أثناء الحمل).
و یرفع نسبة الکالسیوم فی الدم.
ونافع لتقویة الجهاز الهضمی (وبالخصوص لمن اُبتلی بنفخ البطن).
وبما أنّه سریع الإحتراق فهو یعمل على تولید الطاقة بسرعة فائقة بالإضافة لترمیمه للقوى.
والعسل أیضاً: مقوٍّ للقلب، مساعد فی علاج أمراض الرئة، نافع للإسهال لخاصیته فی قتل المکروبات.
ویعتبر العسل عاملا مهمّاً من عوامل معالجة قرحة المعدة والأثنى عشری.
وهو دواء نافع لعلاج الروماتیزم، ونقصان قوّة نمو العضلات، ورفع الآلام العصبیة.
وبالإضافة إلى ذلک فهو نافع فی رفع السعال وعامل مهم لتصفیة الصوت.
والخلاصة: إنّ خواص العسل العلاجیة أکثر من أن یحیط بها هذا المختصر.
ومع ذلک کلّه فإنّه یدخل فی صناعة الأدویة لتلطیف الجلد وللتجمیل، ویستعمل لطول العمر، ولعلاج ورم الفم واللسان والعین، ویستعمل أیضاً لمعالجة الإرهاق، وتشقق الجلد، وما شابه ذلک.
أمّا المواد والفیتامینات الموجودة فی العسل فکثیرة جدّاً. وفیه من المواد المعدنیة: الحدید، الفسفور، البوتاسیوم، الیود، المغنیسیوم، الرصاص، النحاس، السلفور، النیکل، الصودیوم وغیرها.
ومن المواد الآلیّة فیه: الصمغ، حامض اللاکتیک، حامض الفورمیک، حامض السیتریک والتاتاریک والدهون العطریة.
أمّا ما یحویه من الفیتامینات، ففیه: فیتامینات (E ,K , D , C , B , A).
ویعتقد البعض باحتوائه على فیتامین (PB) أیضاً.
وأخیراً: فالعسل علاج لصحة وجمال الإنسان.
وصرّحت الرّوایات کذلک بخواص العسل العلاجیة، وورد الکثیر عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) والإمام الصادق(علیه السلام) وبعض الأئمّة المعصومین(علیهم السلام) من أنّهم قالوا: «ما استشفى الناس بمثل العسل»(1)
و فی روایة اُخرى: «لم یستشف مریض بمثل شربة عسل»(2)
وروی عن النّبی(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «من شرب العسل فی کل شهر مرّة یرید ما جاء به القرآن، عوفی من سبعة وسبعین داءاً»(3)
أثبت العلم الحدیث أنّ العسل من المواد الغذائیة التی تبقى على الدوام طازجة وسالمة ومحافظة على کلّ ما تحویه من فیتامینات مهما طالت المدّة لأنّه من المواد غیر القابلة للفساد.
ویعزو العلماء سبب ذلک لوجود نسبة البوتاسیوم الوافیة فیه المانع من نمو الجراثیم، بالإضافة لاحتوائه على بعض المواد المقاومة للعفونة کحامض الفورمیک فمضافاً لکون العسل مانع من نمو الجراثیم، فهو قاتل لها أیضاً ولهذا السبب فقد استعمله المصریون القدماء فی عملیة التحنیط.
ویقول العلماء: لا ینبغی حفظ العسل فی أوانی معدنية.
ویقول القرآن فی هذا الجانب: (... من الجبال بیوتاً ومن الشجر وممّا یعرشون)، أیْ: إنّ بیوت النحل لا ینبغی أن تکون إلاّ بین الأحجار والأخشاب.
وملاحظة مهمّة اُخرى: للاستفادة من خواصه الصّحیة والعلاجیة ینبغی عدم تعریضه لحرارة الطبخ، یعتقد البعض أنّ تعبیر القرآن بکلمة «شراب» إشارة لهذه المسألة، فهو من المشروبات ولیس من المأکولات کی یعرض لحرارة الطبخ(4)
لا يوجد تعليق