الجواب الاجمالي:
الاحد، وإنطلاقاً من هذه الأهمیّة القصوى للقضاء على الآلهة المتعددة جاء التأکید القرآنی بعد آیة البسملة بقوله: (الحمد لله ربِّ العالمین).
وبهذا یرسم القرآن الکریم خط البطلان على جمیع الآلهة المزیفة وارباب النوع ویلقی بها فی وادی العدم مکانها الاوّلی، ویغرس محلّها أزهار التوحید
الجواب التفصيلي:
شهد التاریخ البشری ألوان الانحرافات عن خط التوحید، والصفة البارزة فی هذه الانحرافات هو الاعتقاد بوجود آلهة متعددة لهذا العالم، وفکرة التعدّد انطلقت من ضیق نظرة أصحابها الذین راحوا یعیّنون لکل جانب من جوانب الکون والحیاة إلهاً، وکأنّ ربوبیّة العالمین لا یمکن إناطتها بمصدر واحد!! وراحت بعض الاُمم تصنع الآلهة لاُمور جزئیة کالحب والعقل والتجارة والحرب والصید.
الیونانیّون مثلا کانوا یعبدون اثنتی عشرة آلهةً وضعوها على قمة (أولمپ) وکل واحدة منها تمثل جانباً من صفات البشر!!(1)
والکلدانیّون اعتقدوا بإله الماء وإله القمر وإله الشمس وإله الزهرة، وأطلقوا على کل واحد منها اسماً معیّناً، واتخذوا فوق ذلک «مردوخ» إلهاً أکبر لهم.
والروم تعددت آلهتهم أیضاً، وراج سوق الشرک عندهم أکثر من أیة اُمّة اُخرى. فقد قسموا الآلهة إلى مجموعتین: آلهة الأسرة وآلهة الحکومة، ولم یکونوا یکنون ولاءً لآلهة الحکومة، (لعدم إرتیاحهم من حکومتهم!).
وقد ورد فی التاریخ أن الروم اتخذوا لهم ثلاثین ألف إلهاً حتى قال أحد رجالهم مازحاً: إنّ عدد الهتنا من الکثرة إلى درجة أنّها أکثر من المارّة فی الأزقة والطرقات، وکلّ واحد منها لمظهر من مظاهر الکون المشهودة، مثل إله الزراعة، وإله المطبخ، وإله مستودع الطعام، وإله البیت، وإله النار، وإله الفاکهة، وإله الحصاد، وإله شجرة العنب، وإله الغابة، وإله الحریق، وإله بوابة روما، وإله بیت النار(2)
وللخلاصة، أن البشریة کانت غارقة فی وحل الخرافات کما أنّها تعانی الآن أیضاً من ذلک الموروث السقیم.
وفی عصر نزول القرآن کان فی الجزیرة العربیة وفی کثیر من مناطق العالم، آلهة تعبد من دون الله. کما کانت عبادة الأفراد رائجة، وإلى ذلک یشیر القرآن فی خطابه للیهود والنصارى إذ یقول: (اتَّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)(3)
بعبارة موجزة، حین تنحرف البشریة عن خط التوحید، وتتورط فی شراک الخرافات وفخاخ الأوهام، فمضافاً إلى أنّها تساهم فی تغریب العقل وانحطاط الفکر، تؤدّی الى تشتت المجتمع وتعمل على تمزیقه.
خط التوحید الذی دعا إلیه الأنبیاء یتمیز بنبذ الآلهة المتعددة، وهدایة البشریة نحو الإله الواحد الاحد، وإنطلاقاً من هذه الأهمیّة القصوى للقضاء على الآلهة المتعددة جاء التأکید القرآنی بعد آیة البسملة بقوله: (الحمد لله ربِّ العالمین).
وبهذا یرسم القرآن الکریم خط البطلان على جمیع الآلهة المزیفة وارباب النوع ویلقی بها فی وادی العدم مکانها الاوّلی، ویغرس محلّها أزهار التوحید والإتحاد(4)
لا يوجد تعليق