الجواب الاجمالي:
أن حبة النباتات موجود محكم، والنواة أكثر إحكاماً منها، إذ ليس فلقها بالأمر الممكن بسهولة. ومع هذا فالبرعم الخارج من داخل الحبة والنواة من الرقة واللطافة بحيث لايوصف. أما كيف يمكن لذلك البرعم اللطيف أن يفلق تلك القلعة والحصن الحصين فيخرج من خلال جدرانه ويستمر في طريقه ؟ فليس ذلك سوى القدرة الألهية الفريدة وكأنَّ عبارة (إنَّ اللهَ فـالِقُ الْحَبِّ والنَّوى) إشارة دقيقة إلى هذا المعنى.
الجواب التفصيلي:
ینبغی أن نعلم أنّ أهم لحظة فی حیاة الحبّة والنّوى هی لحظة الفلق، وهی أشبه بلحظة ولادة الطفل وانتقاله من عالم إلى عالم آخر، إذ فی هذه اللحظة یحصل أهم تحوّل فی حیاته.
وممّا یلفت الإنتباه أنّ الحبّة والنّواة غالباً ما تکونان صلبتین، فنظرة إلى نوى التمر والخوخ وأمثالهما، وإلى بعض الحبوب الصلبة، تکشف لنا أنّ تلک النطفة الحیاتیة التی هی فی الواقع صغیرة، محصنة بقلعة مستحکمة تحیط بها من کلّ جانب، وأنّ ید الخالق قد أعطت لهذه القلعة العصیة على الإختراق خاصیة التسلیم واللیونة أمام إختراق نطفة النبات، کما منحت النطفة قوّة إندفاع تُمکّنها من فلق جدران قلعتها فتطلع النبتة بقامتها المدیدة، هذه حقّاً حادثة عجیبة فی عالم النبات لذلک یشیر إلیها القرآن على أنّها من دلائل التوحید، و یقول القرآن الکریم: (إنّ الله فالق الحبّ والنوى)(1)
لا يوجد تعليق